كتاب حصاد الخريف العربي للكاتب الدكتور رجب شعلان يتناول الأحداث التي شهدتها عدة ساحات عربية وما اطلق عليه إسم الربيع العربي . في مقدمة كتابه ، يتحدث عن مشروع برنارد لويس لتفتيت المنطقة العربية في عملية اعادة نظر لاتفاقية سايكس ـ بيكو .
أنت هنا
قراءة كتاب حصاد الخريف العربي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
القيادة السورية أدركت بحنكتها وبعد نظرها عمق المؤامرة التي تستهدفها أطلقت سراح المعتقلين بموجب مرسومين جمهوريين وقعهما الرئيس بشار الأسد الذي قدم أيضا رزمة من الإصلاحات أبرزها توقيع قانون انتخابي عصري وتوقيع قانون إعلام حديث فضلا عن التقديمات الاجتماعية وأجرت جولات من الحوار على مستوى المحافظات تمهيدا لعقد مؤتمر الحوار الوطني ، كما تم تشكيل لجنة من النظام والمعارضة لإعداد دستور جديد لسوريا . غير أن الإدارة الأميركية وإسرائيل التي فقدت كنزها الثمين في مصر أرادتا كسر أحد اهم أضلع الصمود والممانعة والمقاومة وهي سوريا . ولعل ناقلي الرسائل من بعض الدول العربية أفصحوا عما تحويه هذه الرسائل وما هو المطلوب من سوريا تنفيذه وهو :
ـ فك ارتباط سوريا مع الجمورية الإسلامية الإيرانية .
ـ فك ارتباط سوريا ودعمها للمقاومة في لبنان وفلسطين والعراق .
ـ التزام سوريا بدخول مفاوضات مع إسرائيل تليها توقيع اتفاقية سلام أشبه باتفاقية كامب ـ دايفيد، وفي حال رفض سوريا تنفيذ هذه الشروط ، عليها تحمل التالي :
1 ـ موقف دولي متدرج ومتصاعد ضدها يبدأ بفرض عقوبات متدرجة حتى الوصول إلى انتزاع قرار إدانة عبر مجلس الأمن الدولي .
2 ـ ستواجه سوريا تحالفا إقليميا تقوده تركيا (التي تخوض عملا مسرحيا ضد إسرائيل فقط لا غير) بمشاركة قطر والسعودية والإمارات ومصر .
3 ـ تمويل العصابات الإرهابية السورية ومدّها بالأسلحة والذخائر والأموال على أن تكون الأراضي الأردنية والعراقية والتركية واللبنانية المعابر التي تنقل الأسلحة والذخائر والأموال إلى الإرهابيين .
4 ـ تتولى محطات فضائية عربية وأوروبية وأميركية وسورية التسمية بفبركة الأحداث والصور لإحباط المواطن السوري والعربي وتقديم الدعم اللوجستي للإرهابيين الذين تحولوا إلى عصابات يعيثون فسادا ضد البنى التحتية في المدن السورية والمؤسسات العامة والخاصة .
سبعة أشهر والولايات المتحدة الأميركية تعمل ليس خلف الكواليس بل إن سفيرها في دمشق فورد كشف عن زنوده ونزل إلى الساحات في حمص وحماه معلنا أن دوره على الأرض وليس داخل السفارة ، مما يعني أن الولايات المتحدة قد نزلت بكل ثقلها لضرب النظام السوري ليس من أجل مصالح الشعب السوري وتحقيق مطالبه بل من أجل مصلحة إسرائيل ومشروع الشرق أوسط الجديد . فحرية الشعب السوري وإعطائه حقوقه بالإصلاحات والعدالة الاجتماعية لا تهم أميركا وفرنسا والدول المكلفة بالملف السوري بل إن الهم الأميركي هو ما تريده لصالح إسرائيل ومصالحها الاستراتيجية . ولقد عبر الرئيس بشار الأسد عن ذلك عندما قال : كنا كلما قدمنا المزيد من الإصلاحات تزداد أعمال الشغب والعنف .
إن سوريا اليوم مختبر تجري على أرضها أكبر مواجهة بين صهينة المنطقة عبر إلغاء الانتماء القومي العربي وحتى الإسلامي ليحل محله الشرق أوسط الكبير الذي يكون لإسرائيل الدور القيادي فيه وبين ثوابت المواطن العربي في الحرية والكرامة ورفض الاحتلال والذل والهوان ورفض المشاريع الاستعمارية وعودة الانتداب . فالوضع في سوريا لم يعد يحتمل الممكن ، فإما أن تكون مع سوريا وبالتالي فأنت مع المشروع العربي المقاوم والممانع وإما أن تكون مع شراذم العصابات المصنعة أميركيا وشراذم ما يسمى بالمعارضة الخارجية التي تعلن عن مجالس انتقالية وتنسيقية ومؤتمرات تماما (كماكينات تفقيس البيض) .
المنطقة العربية برمتها ممنوع عليها من قبل أميركا أن تنعم بالربيع ما الثورات التي قام بها شباب الفايسبوك واليوتيوب والتويتر والإنترنت إلا ربيعا سرعان ما أتت عليه الرياح الأميركية الحارة فأدخلت هذا الجيل والأجيال القادمة في خريف مبكروضربت المواطن العربي بفيروس الزهايمر قبل إدخاله في كوما الوقت .
فمن يصدق أن وطنا العربي يتعرض لأبشع هجمة أميركية .
وأختم لأذكر بالآية الكريمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
كنتم خير أمة أخرجت للناس ، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر..
صدق الله العظيم