كتاب " غاستون باشلار - نحو نظرية في الأدب " ، تأليف سعيد بوخليط ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب غاستون باشلار - نحو نظرية في الأدب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
غاستون باشلار - نحو نظرية في الأدب
مقدمـــــة
[I]
تنقسم أعمال غاستون باشلار (1884-1962) إلى قسمين متميزين: قسم، يظهر تأملاته الإبستمولوجية حول تطور الفكر العلمي المعاصر، والعوائق التي يواجهها حينما تنتقل مقولات الحس المشترك إلى مقولات لهذا العلم.
ويفكر باشلار أيضا من خلال ذلك، في الدور الذي تلعبه الرياضيات في هذا التطور العقلاني، والدروس التي يمكن استخلاصها خاصة بالنسبة لبيداغوجيا العلوم الدقيقة. ونراه هنا، يسائل فلسفة علوم عصره ولاسيما الوضعية والعقلانية والواقعية...، متهما جميعها بكونها ستاتيكية جدا وبالتالي عاجزة عن أن تنصف معرفة وفكراً يتميزان بالدينامية.
الخيار بالنسبة إليه إذن، هو أن نأخذ من تاريخ العلم خاصيته العقلانية المنفتحة، التي تؤدي إلى ثورات مفهومية وذاتية تعتبر جوهرية في فهم جذري للعالم الفيزيائي.
القسم الآخر من مشروع باشلار، كرسه بشكل حصري تقريبا لتجليات الأدب والفن والتي تمليها طاقة العناصر الكونية الأربعة: النار والماء والأرض والهواء، على الخيال المبدع للذات الحالمة. سنلاحظ هنا، توظيفه السهل -كما فعل ذلك في إبستمولوجيته- لمبادئ علم النفس التحليلي اليونغي، باعتباره منهجية تمكننا من الوصول إلى العقد وتجلياتها في أعمال الفن. وكذا الظاهراتية، التي مكنته من تناول الصورة (l’image) في الآن نفسه وهي تتشكل في روح المبدع والقارئ.
إن تلقي مؤلفات ومقالات باشلار خارج فرنسا، ظل دائما انتقائيا. في الولايات المتحدة الأميركية ومع استثناءات قليلة، فإن فلاسفة العلم، يجهلون بالمرة عمله الإبستمولوجي، والأكاديميون الذين يعرفونه هم بالأحرى مختصون في سوسيولوجيا العلم. في حين، يتم تداول نقده الأدبي بشكل مألوف عند الباحثين في الفن، لكنهم على النقيض يجهلون الباشلارية العلمية.
في فرنسا، اهتم الباحثون بكتاباته حول العناصر. أما الإيطاليون فقد اتجه انتباههم كليا إلى فلسفة باشلار في العلوم.
رؤية معرفية إذن، أحادية الجانب، جزئية وغير مكتملة توجد في كل مكان من العالم.
إن قيمة اختيار الباحث سعيد بوخليط، للنصوص التي ترجمها في عمله الحالي، تدخل في إطار مشروعه، وضع جمهور اللغة العربية وكذا أكاديمييها ضمن سياق مختلف المنظورات الباشلارية مع تركيز خاص على الجزء الشعري، بناء على تأملات مفكرين ينتمون إلى ثقافات وجنسيات مختلفة: عرب، وأوربيون وأميركيون.
قام سعيد بوخليط باختيار مقالات ترصد مجموعة من المعطيات البيوغرافية حول غاستون باشلار، وبالتالي تمكِّن القارئ من تمثل الحقبة المهنية والشخصية لهذا الرجل الفذ.