كتاب " دليل الحركات الإسلامية المصرية " ، تأليف عبد المنعم منيب ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
قراءة كتاب دليل الحركات الإسلامية المصرية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
دليل الحركات الإسلامية المصرية
الثاني- أسلوب كل منها في الحركة والعمل السياسي، وبناء عليه قسمناها إلى:
1- جماعات سلمية: وهى تلك التي تتخذ من الوسائل السلمية أساليب للعمل والحركة من أجل تحقيق أهدافها مثل (فيما يتعلق بمصر) "الجمعية الشرعية" و"أنصار السنة" و"السلفيين" و"الإخوان المسلمين" بعد منتصف السبعينيات، وبعض جماعات "التوقف والتبين" ومثل "جماعة المسلمون" بعد عام 1982م، و"القطبيون" ونحو ذلك.
2- جماعات مسلحة: وهي تلك التي تتخذ من الوسائل المسلحة أساليباً للعمل والحركة من أجل تحقيق أهدافها، ومن أمثلتها (فيما يتعلق بمصر) "تنظيم الجهاد"، و"منظمة القاعدة"، و"جماعة التوحيد والجهاد"، و"الجماعة الإسلامية" قبل 1998م، و"الشوقيون" قبل 2006م، و"جماعة المسلمين" قبل 1982م و نحوهم.
وتأتي أهمية التدقيق في تصنيف وتحديد تيارات وفصائل وجماعات الحركة الإسلامية في الماضي أوالحاضر من تأثير ذلك في تحديد اتجاهات السلوك السياسي المستقبلي لهذه الجماعات وكذلك تحديد احتمالات التطور واتجاهاته سواء في بنيتها الفكرية أوالتنظيمية أوحتى الاجتماعية.
وعلى كل فإننا لن نتبع في هذه الدراسة التقسيمات التي عرضنا لها لعدم دقة التقسيمات الثلاثة الأولى، ولأننا نعتبر أن التقسيم الرابع الذي اقترحناه ما زال يحتاج إلى مزيد من الدراسة والتعميق عبر مزيد من نقده والجدل حوله، وكنا قد اعتمدنا في بحثنا "خريطة الحركات الإسلامية المصرية" على تقسيم أكثر حيادية وعمومية، وهو تقسيم يعتمد على المزج بين الجانب التاريخي لنشأة الجماعات والخلفية الاجتماعية لمؤسسيها والطبيعة الفكرية لمناهج هذه الجماعات وأهدافها، فاعتبرنا أن الجماعات التي أنشأها علماء من الأزهر واحترمت التقليد أو التمذهب كمنهج فقهي وهدفت إلى تحقيق تغيرات محدودة في البلاد سواء اجتماعية أو دينية أو سياسية اعتبرناها "حركة إسلامية تقليدية" أما الجماعات التي أسسها قادة لم يتخرجوا من الأزهر الشريف ولم ترتكز في منهجها الفقهي على التقليد أو التمذهب وهدفت لتحقيق تغيرات واسعة وشاملة في البلاد على كل المستويات الدينية أو الاجتماعية أو السياسية أو الثقافية فقد اعتبرناها جماعات تنتمي إلى ما اسميناه بـ"الحركة الإسلامية الحديثة".
ولكننا اضطررنا إلى عمل استثناء بسيط في ذلك وهو اعتبار "جماعة التبليغ والدعوة" من "الحركة الإسلامية التقليدية" رغم أن مؤسسها في مصر ليس من الأزهر لكن ذلك جاء بسبب طبيعتها الفكرية وأهدافها فضلاً عن أن مؤسسها الأول "محمد إلياس" (وقد تأسست في الهند) خارج مصر جاء من مؤسسة دينية تقليدية في تلك البلاد، وكذلك وضعنا جماعة د.أسامة عبد العظيم ضمن الحركة الإسلامية التقليدية بسبب الطبيعة المبهمة لأهدافها وتقليدية منهجها الفقهي رغم أن مؤسسها د.أسامة عبد العظيم لم يتخرج من الأزهر إلا بعدما وضع البذور الأولى لتأسيس جماعته، كما اعتبرنا أن حزب التحرير من الحركة الإسلامية الحديثة لعدد من الأسباب منها أن مؤسسه رغم أنه درس بالأزهر فإنه أيضا درس بدار العلوم كما أن هناك اعتبار آخر هو أن حزب التحرير طرح أطروحات جديدة نسبياً وغير تقليدية بل فارق الحركات الإسلامية التقليدية والحديثة في العديد من الأمور التي حتمت علينا ألا نعتبره حركة تقليدية أو ذات طرح تقليدي.
ولقد اندرج تحت كل من "الحركة الإسلامية التقليدية" و"الحركة الإسلامية الحديثة" فصائل أو جماعات عدة، وبعض أسماء هذه الفصائل والتيارات هي أسماء حقيقية اختارها مؤسسو الفصيل أوالتيار لأنفسهم مثل "الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة"، لكن العديد من التيارات الإسلامية لا تهتم بأن تسمى باسم محدد بل تعمل دون أن تطلق على نفسها اسم ويلاحظ أن المحتكين بها قد يطلقون عليها اسماً غير دقيق أو ملتبس مع اسم جماعة أو جماعات أخرى، وفي حالة لم يطلق فصيل ما على نفسه اسماً محدداً فإننا هنا حددنا اسماً يمثل وصفاً دقيقاً لحالته ومواقفه الفكرية والسياسية مثلما فعلنا مع كل من "السلفية الحركية" و"السلفية التقليدية الجديدة"، كما توجد حالة أن فصيل ما قد يطلق على نفسه اسماً ملتبساً مع العديد من الفصائل الأخرى كما هى الحال في "الدعوة السلفية" ومن على شاكلتهم من السلفيين فأطلقنا عليهم جميعاً اسم "السلفية العلمية"، وذلك كله يرجع إلى أن أكثر الجماعات الإسلامية لا تهتم بمسألة التميز باسم معين ولا شعار معين وليس أدل على هذا من جماعة الجهاد التي لم تطلق على نفسها اسماً محدداً حتى أطلقت عليها وسائل الإعلام في البداية حزب التحرير (أيام عملية الفنية العسكرية 1974م) ولم تهتم الجماعة بذلك ثم أطلقت عليها وسائل الإعلام اسم الجهاد عام 1977م، ومنذئذ فقد ارتضت الجماعة بهذا الاسم ولكنه صار مشتركاً بين كل الجماعات التي انشقت عن نفس الجماعة، إلى أن تبنته الجماعة التي أعيد تأسيسها عبر توحيد العديد من الجماعات في بيشاور أواخر عام 1988م وأصدرت مجلات ونشرات مطبوعة تعبر عن نفسها بذات الاسم واستقر على هذه الحالة حتى الآن.
وفرض واقع الحركة الإسلامية علينا خطوة منهجية أخرى ذلك أن هناك جماعات متعددة تتشابه أفكارها وأهدافها و ظروف نشأتها وطبيعتها الاجتماعية ورغم ذلك كله فهي جماعات منفصلة تنظيمياً وفي هذه الحالة جمعت كل هذه الجماعات تحت مسمى واحد ليصبح هذا المسمى علماً على التيار الذي يضم كل هذه الجماعات، و قد فعلنا ذلك في كل من "التوقف والتبين" و"السلفية التقليدية الجديدة" و"السلفية العلمية"، ولم نفعل ذلك بشأن التيار الجهادي، لأن هذا التيار يمر الآن بمرحلة تغير سيكون لها ما بعدها من تبلور القوى داخل هذا التيار وفقاً لأسس وشكل جديد يصعب توقعه الآن، ومن ثم عالجنا الجماعات الجهادية كلاً منها على حدة إلى أن تنتهي المرحلة الحالية وتتبلور الأمور داخل هذا التيار.
ولكن مع صدور الكتاب وجد كثير من القراء تعقيد في هذا التقسيم كما اعتبر آخرون أن الضوابط التي اعتمد عليها هذا التقسيم غير دقيقة كما اعترضوا على عدد من هذه الضوابط، و من هنا فقد تخلينا في هذا الكتاب عن أي تقسيم وسقنا الجماعات في الكتاب بشكل متسلسل دون ترتيب معين اللهم إلا أننا خصصنا فقرة لكل جماعة وجعلنا ذلك في الباب الثاني بينما خصصنا الباب الأول للكلام عن كل من مؤسسة الأزهر والطرق الصوفية بسبب علاقتهما بشكل أو بآخر بالحركات الإسلامية سواء كانت هذه العلاقة علاقة تعاون أو تنافس أو صراع.