قراءة كتاب دليل الحركات الإسلامية المصرية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
دليل الحركات الإسلامية المصرية

دليل الحركات الإسلامية المصرية

كتاب " دليل الحركات الإسلامية المصرية " ، تأليف عبد المنعم منيب ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 8

الطرق الصوفية

لابد أن نشير إلى جانب آخر من التحرك الإسلامي وهذا الجانب عاصر الأزهر وتداخل معه وتمثل في الطرق الصوفية، ولقد مرت الطرق الصوفية بتطورات شبيهة بما مر به الأزهر وانتهت إلى ما انتهى إليه من سيطرة الحاكم عليه.
فالطرق الصوفية التي كانت تمثل مع بداية ثورة 23 يوليو 1952م نحو 3 ملايين منتسب ينتظمون في 60 طريقة، أيدت جمال عبد الناصر بوضوح في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الداخلية والخارجية من البداية فعلى سبيل المثال وقفت مشيخة الطرق الصوفية مع عبد الناصر في صراعه ضد الإخوان وأصدر شيخ مشايخ الطرق الصوفية محمد علوان بياناً في مولد الرفاعي عام 1965م أبرز فيه هذا الموقف، كما أصدر المجلس الأعلى للطرق الصوفية بياناً استنكر فيه ما سماه المؤامرات الرجعية التي يدبرها الملك فيصل (ملك السعودية) وشاه إيران والملك حسين (ملك الأردن) ورئيس تونس الحبيب بورقيبة (الأهرام 12ابريل 1967م)، وكذلك أصدر شيخ مشايخ الطرق الصوفية بياناً يبرر فيه ويؤيد قرارات عبد الناصر بسحب قوات الطوارئ الدولية من سيناء في مايو 1967م (الأهرام 27 مايو 1967م)، وفي ديسمبر 1967م سار أكبر موكب صوفي رسمي في مصر تأييداً لعبد الناصر في أعقاب هزيمة 5 يونيو 1967م.
وما زالت الطرق الصوفية تسير على هذا النهج حتى الآن من تأييد الحاكم وعدم اتخاذ أية مواقف معارضة له، وعدم تأييد أية قوى معارضة.
وهذا كله أضعف من إقبال الناشطين الإسلاميين عليها، فلا يقبل عليها إلا راغبي الراحة النفسية والبعد عن مشكلات الواقع بكل تعقيداته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومن هنا أقبل الناشطون الإسلاميون على الجماعات الإسلامية المتعددة التي لها مواقف أكثر فاعلية واندماجاً مع المجتمع ومشكلاته.

الفصل الثاني: الحركات الإسلامية المصرية

الجمعية الشرعيةلتعاون العاملين بالكتاب والسنة

الشيخ محمود خطاب السبكي (رحمه الله) هو مؤسس "الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة" وقد أسسها في تسعينيات القرن 19 الميلادي وكان من علماء المذهب المالكي في الأزهر الشريف، وعندما تم إصدار قانون الجمعيات سجل الشيخ جمعيته وفق هذا القانون عام 1913م، وظلت تعمل حتى اليوم ولها فروع كثيرة بكل محافظات مصر وعادة ما يقودها علماء من الأزهر الشريف حتى الآن رغم أن من بين دعاتها أشخاص من خريجي المدارس والجامعات المدنية وهؤلاء يتلقون دورات علمية لمدة سنتين في معهد إعداد الدعاة التابع للجمعية، قبل أن تعتبرهم الجمعية دعاة وتسمح لهم بالخطابة وإعطاء الدروس في مقراتها.
و"الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة" لا تمارس السياسة ولا تتكلم فيها ولا تتخذ أية مواقف سياسية، لكنها لسبب عندما أصدر الحاج عيسى عاشور صاحب دار الاعتصام للنشر مجلة اسمها "الاعتصام" اتفق مع الجمعية الشرعية على اعتبارها لسان الجمعية الشرعية، وظلت هذه المجلة تكتب عن السياسة في العصر الملكي ثم امتنعت عن ذلك في عصر جمال عبد الناصر ثم عادت إلى نفس النمط في عصر السادات ومارست المعارضة السياسية الإسلامية بحدة وكأنها إحدى صحف المعارضة مما دفع رئيس مصر السابق أنور السادات إلى جعلها في زمرة الصحف والمجلات التي صادرها ضمن القرارت القمعية التي أصدرها ضد جميع قوى المعارضة المصرية في 5 سبتمبر 1981م، ولكن المجلة عادت إلى الصدور بعد مقتل السادات إلى أن توقفت مع انتهاء ترخيصها بوفاة صاحبها، لكن الجمعية الشرعية أصدرت في السنوات الأخيرة مجلة باسم "التبيان" وهى تنحو منحى سياسياً أشبه بالاعتصام لكن الاتجاه الإخواني الذي تميزت به الاعتصام خفت قليلاً في "التبيان" وإن ظل بارزاً بها، ويعكس التوجه السياسي لهاتين المجلتين رغم تعبيرهما عن جمعية تنأى بنفسها عن السياسة حالة عدم الاقتناع بالالتزام الحرفي لقاعدة عدم الاشتغال بالسياسة التي كان محمود خطاب السبكي قد التزم بها منذ تأسيس جماعته كما يعكس أيضاً اختراق جماعة الإخوان المسلمين القوي لهذه الجمعية الكبيرة والقديمة والهامة، والتي يقدر أعضاؤها الناشطون بعشرات الآلاف.
لكن لابد من ملاحظة أن الخطاب السياسي لمجلات هذه الجمعية ولبعض دعاتها في المساجد قائم على أسلوب الإصلاح الجزئي العشوائي، فهو لا يطالب بتغيير شامل ومتكامل كما أنه لا يطرح برنامجاً متكاملاً ومحدداً للإصلاح أياً كان جوهره، بل يكتفي بتوجيه النقد للعديد من الجوانب السلبية وقضايا الفساد والفشل السياسي والاقتصادي وإن كان تركيزهم الأكبر على قضايا الفساد الأخلاقي، ويقتصر تناولهم لأي من هذه القضايا على بعض جوانبها الجزئية دون الإطار الكلي لها الذي ينتظمه النسق السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي العام.
وتركز الجمعية اهتمامها الأكبر في مجال تنقية الدين من البدع والخرافات ومكافحة التبرك والتمسح بالأضرحة أو النذر لها والصلاة فيها ورغم أنها لا تدعو إلى التمسك بمذهب فقهي محدد فإن من بين علمائها من يلتزمون بمذهب محدد بحكم دراستهم الأزهرية أما دعاة الجمعية الشرعية فمرجعهم الأساسي كتاب الشيخ محمود خطاب السبكي "الدين الخالص" وهو موسوعة فقهية ضخمة تذكر معظم الآراء الفقهية بأدلتها ثم ترجح أحدها.
وترى "الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة" أن مشكلة الأمة الإسلامية تكمن في البدع والخرافات التي دخلت على الدين ومنها العديد من طقوس التصوف، وأنه إذا تم تنقية الدين من هذه البدع سوف يعود إلى الأمة مجدها وعزها.
وبالرغم من ذلك فإن موقفهم من الصوفية ليس بحدة فصائل إسلامية أخرى، بسبب الطبيعة الصوفية التي تربى عليها السبكي في الأزهر، وبالتالي فإن الجمعية الشرعية تميل إلى تقسيم التصوف إلى نوعين نوع معتدل وهو الملتزم بالسنة ونوع متشدد وهو الذي يتضمن انحرافات عقائدية وفقهية.

الصفحات