أنت هنا

قراءة كتاب الحرب النفسية - قراءات في إستراتيجيات حزب الله

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحرب النفسية - قراءات في إستراتيجيات حزب الله

الحرب النفسية - قراءات في إستراتيجيات حزب الله

كتاب " الحرب النفسية - قراءات في إستراتيجيات حزب الله " ، تأليف د. يوسف نصر الله ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
4.5
Average: 4.5 (2 votes)
الصفحة رقم: 9

أ- الدعاية الدفاعية: هي الدعاية التي تحصّن الجبهة الداخلية للجهة الناظمة لها، وتخدم مجهودها الحربي، وتزيد نفوس مواطنيها ثقة واطمئناناً، وتوضّح الأهداف...

ب- الدعاية الهجومية: هي الدعاية التي تقصد إلى برمجة وعي الأعداء والخصوم، والتأثير على عقولهم وعواطفهم، والإضرار بمعنوياتهم. وقد تقصد إلى استمالة المحايدين واجتذابهم، وكسب تأييدهم. وقد تنزع إلى تعزيز صداقة الأصدقاء والحلفاء، وتمتين الأواصر، وتعميق التحالفات. وهي في مجمل توجهاتها قد تأخذ بتكتيك القتال؛ تهاجم في مكان، وتنسحب من آخر، تناور وتراوغ وتتوسّل الحيلة، وتمارس ألوان التخفّي والتضليل والتمويه والخداع، مستفيدة من غير وسيلة وأداة لاسيما الإعلامية منها.

أنماط الدعاية السياسية

يتمّ التمييز عادة ـ وفق ما تتكشّف عنه المقاربات العلمية ـ بين نمطين من الدعاية السياسية، مع ما تعنيه كلمة نمط هنا من وصفها التقنية الفنية المستخدمة في تظهير الدعاية، وإعدادها، وإخراجها، وإنتاجها، على نحو يحقق الغاية المرجوّة والمأمولة منها:

أ- الدعاية السياسية العقلانية: هي الدعاية التي تشيّد تصوراتها، وتبني فروضها وصروحها، وتخطّ مسارات عملها واشتغالها، بالاستناد إلى الأرقام والوقائع والإحصائيات والشواهد والبراهين والحجج والأدلة الدامغة، كما إلى الدقة والوضوح. ما يجعل وجهتها تقوم، ليس على مخاطبة المشاعر والانفعالات والعواطف والغرائز والميول؛ وإنما على مخاطبة العقل والوعي والمنطق، وعلى استهداف الجانب الإدراكي من الشخصية الإنسانية. وبالتالي لا تخلو مقولاتها من حقائق أو من أنصاف حقائق يصار إلى تتبيلها وتلفيقها وتقديمها بقوالب مختلفة، وبما يتناسب وحساسيات المتلقين.

ب- الدعاية السياسية اللاعقلانية: هي الدعاية التي تستنكف عن إيلاء العقل والوعي عظيم الاهتمام والرعاية والنظر؛ لتنحو باتجاه تغليب مخاطبة لاوعي الفرد، واستثارة غرائزه وميوله وأهوائه وانفعالاته ومشاعره وعواطفه، كما التصويب على الجانب الفيزيولوجي من الشخصية الإنسانية. والحال، تفتقد الدعاية السياسية اللاعقلانية إلى أواليات الاستدلال والاستنباط والبرهنة، وما إلى ذلك من أدوات التحليل والتعليل العقلي والعلمي. بمقدور الباحث أن يقع على ترجماتها وتمثلاتها ومصاديقها في الدعاية النازية.

أهداف الدعاية السياسية

تطول قائمة الأهداف والغايات والأغراض التي تتوسّلها وتنشدها الدعاية في حراكها العام، والتي تسعى وتجدّ في طلبها تلمساً للنتائج والمخرجات المرجوّة، إذ تتشعّب الأهداف وتتعدّد وتتنوّع وتتفارق باعتبار موضوع الدعاية، كما منطلقاتها ودوافعها، وبلحاظ اختلاف الزمان والمكان. إلا أنّه بالمقدور- وفقاً لمذهب هارولد لازويل- ترسيم وتبيّن معالم خارطة طريق لها، تشفّ عن جملة محاور لا تخرج الأهداف الإستراتيجية للدعاية- على تنوّعها- من فضاءاتها ومداراتها وحيزاتها، ومن حقول عملها واشتغالها:

أ- كيّ وعي العدو، وكبح جماح اندفاعته، واستلاب إرادته وعزيمته، وتحطيم روحه المعنوية، والحؤول دون استخدامه وتفعيله لأسباب القوة لديه.

ب- تعبئة الجماهير بكراهية العدو وشحذ نفوسها ومشاعرها بألوان وصنوف البغض والحقد والضغينة والثأر والانتقام.

ج- تشويه صورة العدو(49)، وتخفيت بريقه، وتبهيت حضوره، وتبخيس قدره وشأنيته واعتباريته، وتجريمه، وتشريره، وشيطنة أعماله، وأبلسة تصرفاته وسلوكياته وممارساته، والإساءة إلى سمعته ومكانته وعلاقاته، والتقليل من قيمته، كما من فعالية نفوذه على المسارح الإقليمية والدولية والعالمية.

د- تمتين أواصر الصداقة مع الحلفاء، والحرص على صون وتعميق العلاقة بهم، وتفعيل أطر التعاون، وتثميرها، ودفعها بالاتجاه الإستراتيجي، على نحو تصبح فيه العلاقات والتفاهمات من طبيعة وجودية.

هـ- الحفاظ على صداقة الدول والحركات والأطراف المحايدة، بل الدفع باتجاه كسب تأييدها كمقدمة للحصول على دعمها وتعاونها لاحقاً.

و- تحييد الدول والحركات والأطراف التي تقيم صداقات وتفاهمات وتحالفات مع العدو.

الصفحات