كتاب " العلم والفلسفة الأوروبية الحديثة من موبرنيق إلى هيوم " ، تأليف د. أيوب أبو دية ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2009 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
قراءة كتاب العلم والفلسفة الأوروبية الحديثة من موبرنيق إلى هيوم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
العلم والفلسفة الأوروبية الحديثة من موبرنيق إلى هيوم
أرسطو(384 - 322 ق. م)
ولد أرسطو، الذي لقبه العرب "المعلم الأول"، في أقصى شمال اليونان لوالده نيقوماخوس، العالم والطبيب الذي كانت له اتصالات مع النخبة في ذلك العصر والذي حاول أن يجعل من ابنه أرسطو طبيباً، دون جدوى. وفي أقله، تعلم أرسطو من والده حب العلم وشغفه بالبحث العلمي.
ارتحل أرسطو وعمره 17 عاماً إلى أثينا، مهد الفكر والمدنية آنذاك، ودرس على أفلاطون وتلازما في الأكاديمية لمدة عشرين عاماً. وبعد وفاة أفلاطون انتقل أرسطو إلى مدينة مايزيا (Mysia) التي هاجمها الفرس فيما بعد، فرحل إلى مقدونيا حيث أصبح أستاذاً للاسكندر المقدوني، ثم عاد إلى أثينا عام 335 ق. م وأسس مدرسته النظامية وجعل فيها مكتبة؛ مؤذناً بانطلاقة الفكر الأرسطي؛ الذي سوف يسيطر على العالم لألفيتين من السنوات، بانطلاقة مع بعض التغييرات هنا وهناك.
أ- فلسفة أرسطو
قام أرسطو صاحب المدرسة المشائية، بتقسيم العلوم على النحو التالي:
1) علوم نظرية
وهي أشرف العلوم عنده لأنها تعكس كمال العقل الذي هو أسمى ملكات الإنسان، وغايتها طلب المعرفة. وتنقسم بدورها إلى ثلاثة علوم فرعية، هي:
أ- علم ما بعد الطبيعة: وهو العلم الأعلى، أو العلم الإلهي، أو الفلسفة الأولى، فهو علم بالوجود المطلق الذي لا يحتاج في وجوده المنطقي أو العياني إلى المادة، كالمحرك الأول؛ وموضوع هذا العلم هو البحث "في الوجود بما هو موجود".
ب- العلم الرياضي: وهو العلم الذي لا يحتاج في وجوده المنطقي إلى المادة، بينما يحتاج إلى المادة في وجوده العياني الخارجي للدلالة، كالأشكال الهندسية النظرية التي تشير إلى ما يقابلها في الطبيعة. وفروع هذا العلم الحساب والهندسة والفلك والموسيقى وغيرها.
ج- العلم الطبيعي: وهو العلم الذي يحتاج في وجوديه المنطقي والعياني إلى المادة، كالجسم الطبيعي الذي هو موضوع العلم الطبيعي.
2) علوم عملية
وهي العلوم التي تتعلق بالإنسان من حيث هو إنسان، وغايتها تـَدَبُر أفعال الإنسان، وهي تأتي في أصناف ثلاثة:
أ- الأخلاق: وموضوعها أفعال الإنسان من حيث هو فرد.
ب- تدبير المنزل: وموضوعه أفعال الإنسان من حيث هو كائن يعيش ضمن أسرة.
ج- السياسة: وموضوعها أفعال الإنسان بوصفه عضواً في جماعته.
3) علوم شعرية
وغايتها تدبير أقوال الإنسان، وهي تأتي في أصناف ثلاثة أيضاً:
أ- الشعر
ب- الخطابة
ج- الجدل بوصفه بداية المنطق.
أما المنطق أو الأورغانون (Organon) ، فهو الآلة التي يستخدمها العقل للوصول إلى نتائج؛ انطلاقاً من مقدمات.
وقد أطلق فرانسيس بيكون لقب "الأورغانون الجديد" على منهجه الاستقرائي التجريبي المفيد للناس عملياً، فيما هاجم المنطق الصوري الأرسطي الذي لم يفد الناس عملياً ولم يحسّن من أحوالهم المعيشية.
المادة والحركة
نقد أرسطو نظرية ديمقريطس الذرية لأنها لا تفسر حركة الذرات، بالرغم من أنّ فكرة الحركة الذاتية في المادة كانت شائعة آنذاك.
الوجود الحقيقي عند أرسطو هو الوجود المادي المتحرك حركة محسوسة، لأن الحركة ضرورية لقيام العلم الطبيعي. وتقع الحركة في أربع مقولات، هي:
الجوهر، الكم، الكيف، المكان.
أما أنواع الحركة، فهي: