كتاب " صناعة شهود الزور " ، تأليف نضال حمادة ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب صناعة شهود الزور
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

صناعة شهود الزور
لماذا لا يستعمل الموساد في عملياته جوازات سفر أميركية؟
يشير الأكاديمي الفرنسي في حديثه معنا إلى قاعدة أساس يتّبعها الموساد الإسرائيلي منذ إنشائه ولحد الآن، وتتمثل بعدم استعمال جوازات سفر أميركية في عملياته الخارجية. بينما لا يتورّع جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي عن استعمال جوازات سفر أوروبية، وبطاقات مصرفية أوروبية في معظم عملياته الخارجية وأكثرها إثارة. ويضيف الأكاديمي الفرنسي إنَّ هذه السياسة ناتجة عن رفض أميركي قاطع لاستعمال أي مستند له علاقة بأميركا في عمل الموساد. وقد التزم الأخير بالرغبة الأميركية هذه مستفيداً من الدعم الاستخباري والتعاون الأمني مع الاستخبارات الأميركية في جميع أنحاء العالم. ويلفت الأكاديمي الفرنسي إلى أن الموساد يستفيد من كل البنية التحتية الاستخبارية الأميركية المنتشرة حول العالم باستثناء الأوراق الثبوتية الأميركية، ولذلك تعليل منطقي يقول الأكاديمي؛ فجواز السفر الأوروبي أكثر قبولاً من الأميركي لدى الناس في البلدان التي تشكل المجال الحيوي والاستراتيجي لعمل الموساد، والأميركيون لهم عملاؤهم واستخباراتهم التي لا يريدون أن يعطلها أحد حتى ولو كان حليفاً لهم مثل إسرائيل (50).
ويتحدث المصدر عن صعوبات يجدها الموساد في تجنيد عملاء من سوريا ولبنان، وحتى من مصر والسعودية، لذلك فهو يحاول التعويض عن هذا النقص عبر التركيز على الفلسطينيين حيث يستفيد الإسرائيلي من الأوضاع المأساوية الصعبة للفلسطينيين ومن الخلافات الدائرة على الساحة الداخلية الفلسطينية فضلاً عن بعض رؤساء الأجهزة في السلطة الوطنية الفلسطينية الذين تربطهم علاقات قوية مع الإسرائيليين، وأحد هؤلاء كان وجوده على رأس جهاز أمني في السلطة شرطاً إسرائيلياً خلال اتفاقيات أوسلو. وبحسب الأكاديمي المذكور فإن الموساد يحاول تعويض نقصه هذا عبر تعاون مع جهازي استخبارات عربيين واحد في دولة محاذية لفلسطين المحتلة وتقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل والثانية في المغرب العربي (51)، ويشكل التعاون الإسرائيلي الأمني مع هذين الجهازين العربيين كنزاً كبيراً للموساد حيث يحصل من خلالهما على كميات هائلة من المعلومات حول حركات المقاومة وحول الحركات الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي كما يقول المصدر.
يعتمد الموساد الإسرائيلي في عملياته الخارجية على بنية تحتية لوجستية وبشرية تنتشر حول العالم، كما يقول الأكاديمي الفرنسي الذي يحدّد هذه البنية للتحرك الخارجي كما يلي: (52)
1 - السفارات والبعثات الدبلوماسية والمراكز الثقافية الإسرائيلية المنتشرة في العالم حيث يكون للموساد تواجد في السفارات عبر ضباط ارتباط، وغالباً ما يكون ضابط الارتباط تابعاً للملحقية العسكرية الإسرائيلية، وهو من يتولى المسؤولية المباشرة عن الأفراد والشبكات المتواجدة على الأرض.
2 - الجاليات اليهودية المنتشرة حول العالم والمدارس الدينية المؤيدة لإسرائيل والتي تعتبر نصرة دولة إسرائيل شرطاً لازماً لعودة المسيح في آخر الزمن.
3 - جمعيات دينية وسياحية أهمها شبكة فنادق شاباد التي تتبع جمعية شاباد الدينية الإسرائيلية وهي شبكة عنكبوتية تؤمِّن اتصال إسرائيل بالعالم الخارجي.
4 - القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة حول العالم.
5 - نقطة مركزية في مطار أمستردام في هولندا حيث ينشط الموساد ويتمتع بنفوذ قوي.
6 - نقاط مركزية في دول أوروبا الشرقية سابقاً وخصوصاً في دولتي المجر وتشيكيا.
7 - نقطة مركزية في دولة عربية تقع في المغرب العربي.
فضلاً عن عشرات العملاء المحترفين والمدربين الموزعين حول العالم. يقول المصدر مضيفاً إن الموساد أثبت في عملية دبي احترافية مهنية كبيرة، ولولا كاميرات المراقبة لما عرف شيء معتبراً أن نجاح مجموعة الاغتيال في الدخول إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والخروج منها بسلام بعد تنفيذ ما طلب منها يعبّر بشكل واضح عن قدرات استخبارية ومهنية كبيرة (53).
العقيد الركن السابق في الجيش الفرنسي (آلان كورفيس) قال إنَّ الموساد الإسرائيلي يتصرف حالياً برعونة، وهو لن يمتنع عن توسيع الرقعة الجغرافية لعمليات الاغتيال التي ينفذها لتشمل أوروبا الغربية ومن ضمنها فرنسا. ويضيف العسكري الفرنسي الذي عمل في السابق مستشاراً لقائد قوات الطوارىء الدولية في جنوب لبنان إنَّ احتمال عودة النشاط الاغتيالي للموساد إلى فرنسا وارد معتبراً أن فرنسا لن تقوم بشيء يزعج إسرائيل في هذا الشأن، وسوف تكتفي بالشجب والإدانة، على غرار ما حصل في أعقاب عملية دبي. ويشرح الضابط الفرنسي الكبير تهور الموساد هذا بالقول: "تحليلات وقناعات قيادة جهاز الموساد الإسرائيلي كلها تؤكد على عدم قدرة الجيش الإسرائيلي في المستقبل على خوض حروب حاسمة خصوصاً ضد حزب الله، لذلك فإن العودة إلى الاغتيالات بهذه الطريقة تعبّر عن هذا الضيق الذي تعاني منه أجهزة الأمن في إسرائيل" (54).
نعود إلى المصدر الأكاديمي الفرنسي الذي يحدثنا عن آلية اتخاذ قرارات الاغتيال والتصفية في جهاز الموساد الإسرائيلي فيقول: إنَّ قرارات الاغتيال خاضعة دوماً لموافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي مباشرة، وكل قرار اغتيال يحتاج لمصادقة من رئيس الحكومة، وهذه الحالة تنطبق على المبحوح. كذلك يحدثنا المصدر الفرنسي عن بنك أهداف إسرائيلي الذي يحوي العشرات من نشطاء المقاومة في لبنان وفلسطين فضلاً عن علماء الذرة الإيرانيين. وحول آلية اختيار الأهداف يقول المصدر عينه إنَّ هناك معايير للأشخاص تعرض على جهاز كمبيوتر خاص يعطي تحليلات حول حجم خطر الشخصية المقصودة والمعنيّة فضلاً عن قرارات سياسية تقضي بتصفية شخصية ما، وهذه القرارات تبقى مع تبدل الحكومات ولا تتغير، معتبراً أن هناك قراراً إسرائيلياً ثابتاً باغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي يحتل رأس القائمة في الأهداف الإسرائيلية على الإطلاق (55). يختم المصدر الأكاديمي الفرنسي كلامه.