كتاب " الحب فوق سطح مرمرة " ، تأليف مها عبود باعشن ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
بقلم: محمد البعلبكي
نقيب الصحافة اللبنانية
أنت هنا
قراءة كتاب الحب فوق سطح مرمرة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

الحب فوق سطح مرمرة
لقد حدثني زاهر كثيراً عنك، وكنت أتمنى حضور الزفاف والتعرف عليكم وعلى عاداتكم الجميلة ومشاركتكم هذا اليوم الخاص، لكن للأسف لم أتمكن من طلب إجازة في هذا التاريخ. فقد كان لدينا تحضيرات هامة في دار الأزياء استعداداً لإطلاق المجموعة الجديدة الخاصة بملابس الزفاف. لقد كان عرض أزياء مميزاً، وقد غطت وسائل الإعلام العرض، وكان الحضور من مختلف الدول.
فنظرت إليها نارفين قائلة: بالتأكيد حضورك كان سيسعدنا، ولكن أعطني وعداً بأنك ستقبلين دعوتي نيابة عن أهلي لتزوري منطقتنا وتتعرفي على الجميع.
ابتسمت جيلان وقالت: بالتأكيد هذا يشرفني.
ثم أكملت، وهي تنظر إلى زاهر: كنت أتمنى أن تراك والدتك في يوم زفافك، ليتها بيننا الآن.
الأب: كم تمنيت ذلك... لكن دعونا نطلب له الرحمة لها.
أضاف زاهر موجّهاً الحديث إلى جيلان: لقد كنت بمثابة أم لي.
فضحكت قائلة: وكم صبرت عليك وعلى مشاغباتك التي تتفنن في فعلها.
فقاطعها سليمان قائلاً: أتذكرين عندما أصبح لديه أربع أسنان، وحاول أن يكسر لعبة صغيرة بأسنانه، وغضب منك عندما أخذت اللعبة من بين يديه، فوثب على كتفك الأيسر وعضّه بشدة.. ولم يتوقف حتى صرختِ.
فعلق زاهر: لقد أخبرت نارفين بأني كنت طفلاً مسالماً وهادئ الطباع.. فلا تجعلوها تخاف..
وضحك الجميع وأمضوا وقتاً ممتعاً.... وقبل المغادرة تم تحديد الموعد بين جيلان ونارفين.
بداية، كان على نارفين أن تشترى ملابس مناسبة لحياتها الجديدة، وأن تختار لشعرها قصَّة حديثة، وتتعرف على أماكن المجمعات والمحلات والمطاعم المشهورة وأنواع الأكلات الجديدة وأسماء الأماكن السكنية والتسويقية والشوارع والأماكن السياحية... وفكرت في الالتحاق بمكتب متخصّص في تعليم قيادة السيارات والحصول على رخصة.
ولم تنس جيلان أيضاً أن تلفت نظرها إلى كيفية استخدام جهاز الصراف الآلي.
كان كل شي جديداً ومشوقاً بالنسبة إلى نارفين، فكانت تتعلم وكأنها طفلة صغيرة، لكنها كانت تخاف من استخدام السلم الكهربائي والمباني الشاهقة، فتضحك من نفسها نظراً لشدّة خوفها.
لقد أخذ كل هذا الجهد وقتاً غير قصير من الصديقتين.. لكن الجميل أن صداقتها ازدادت مع جيلان التي اعتبرتها بمثابة أم لها، خصوصاً أنها لا تنجب.
وذات مرة اقترحت جيلان على نارفين أن تشترك في نادٍ رياضي حتى تتمكن من تكوين صداقات تخصها؛ فهناك ستجد مجتمعاً آخر، فوافقت نارفين مرحبة. ثم اقترحت عليها أيضاً، اسم نادٍ للفروسية يمكنها أن تكون واحدة من بين أعضائه ومرتاديه.
وبعد فترة من الزمن شعرت نارفين بأنها قد تأقلمت وأحبت الحياة في مدينة اسطنبول فأصبحت أكثر جرأة وثقة بالنفس وسعادة بمحيط عالمها الجديد.
استقرت الأمور هادئة مرة وعاصفة أخرى بينها وبين زوجها؛ وفي عام 1977م أنجبت مولودهما الأول أرسلان فانشغلت به وبتفاصيل حياته الجميلة والصغيرة حتى قررت وضعه في روضة صغيرة للأطفال قرب المنزل، وكان عمره حينها ثلاث سنوات.
ثم في عام 1982م رزقا بمولودهما الثاني، وقرّرا تسميته تحسين. وكانا في عام 1981م قد رزقا بمولودة فرحا بها كثيراً وقررا تسميتها روجين.
انشغلت الأم مع أبنائها كثيراً، فأصبحوا المحور الأساسي لها في الحياة هم ووالدهم لكن.. وبعد مرور تلك الفترة الزمنية، تمكنت الأم من تكوين صداقات جيدة بالإضافة إلى صداقاتها الاجتماعية المشتركة هي وزوجها.