أنت هنا

قراءة كتاب الجذور الثقافية للديمقراطية في الخليج - الكويت والبحرين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الجذور الثقافية للديمقراطية في الخليج - الكويت والبحرين

الجذور الثقافية للديمقراطية في الخليج - الكويت والبحرين

ينقسم هذا العمل إلى فصلين: يتناول الأول مسار الإصلاح في الكويت، من عام 1921، حتى استقلال الكويت عام 1961. وما تلاه من ممارسات لثقافة وطنية سياسية مميزة.

تقييمك:
1
Average: 1 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 1

مــقـدمة عامـــة

يكاد أول ما يلحظه المتأمل في تاريخ الخليج العربي هو بساطته. وعندما نتحدث عن الخليج، نعني الشق العربي منه، من عُمان حتى الكويت (لا يشمل المملكة السعودية). فسيرورته تبدو، من بعيد، شبه مستقرة. بيد أن مياهه الآسنة تنام على تيارات، ولصحرائه رمال متحركة. إجمالاً، لم تمر المنطقة بتحولات كبرى، لم تصنع تاريخها، بل أملته عليها القوى الخارجية، الكولونيالية بكل أشكالها، وآخرها بريطانيا، التي استباحت أرضها وشعبها وثقافتها، واستولت بالتالي على ثرواتها على مدى القرن ونصف القرن.
يبقى القول إن للخليج وجهاً آخر. إذ إن ما يتوجب تدوينه كتاريخ مشرق لهذه المنطقة، هو نضال الشعوب الطويل لتحقيق حلم الإصلاح السياسي، وتشييد دولة العدالة والمساواة واحترام المواطن. وهو مسار بدأ قبل سبعة عقود، ولا يزال مستمراً.
ثمة عوامل رئيسية صاغت تاريخ المنطقة الحديث ورسمت مساره: الحقبة الكولونيالية البريطانية الطويلة، التي دامت رسمياً قرابة القرن ونصف القرن، (1820 - 1970). أنظمة الحكم الأسري، وليدة هذه الحقبة، وثقافة العشيرة. وهناك بالطبع الموقع الاستراتيجي، الذي غالباً ما فتح شهية الغزاة على مدى العصور. في التاريخ المعاصر، في الثلاثينات، أتى زلزال النفط ليغير مجرى التاريخ. وأخيراً، نضال الحركات الوطنية الإصلاحية والديمقراطية، في أكثر من بلد خليجي.
ينقسم هذا العمل إلى فصلين: يتناول الأول مسار الإصلاح في الكويت، من عام 1921، حتى استقلال الكويت عام 1961. وما تلاه من ممارسات لثقافة وطنية سياسية مميزة. ويتتبع الثاني التجارب الإصلاحية في البحرين منذ عام 1923، حتى مرحلة التحول إلى النظام الملكي عام 1999.
سيحاول هذا العمل، تقديم قراءة أنثربولوجية سياسية للتاريخ السياسي للكويت والبحرين. سنحاول تقديم قراءة معمقة للثقافة الوطنية التقليدية ودورها في صوغ الرؤية وتشريع المطالب الإصلاحية. إلى أي مدى أسست التقاليد والأعراف للفكر الديمقراطي؟
يهدف هذا العمل إلى إلقاء الضوء على تاريخ الشعوب، لا التاريخ الرسمي. وعلى نحو خاص الثقافة الوطنية التقليدية، وليس الثقافة الرسمية وليدة الحقبة الكولونيالية. سنتأمل خصوصياتها وثوابتها التي ولدت الحركات الإصلاحية والحراك الديمقراطي، منذ عشرينيات القرن الماضي. هذا الحراك الذي مابرح فاعلاً على الساحتين الكويتية والبحرينية.
كما يأخذ على عاتقه تبيان كيفية التعامل الكولونيالي البريطاني مع هذه الظواهر التاريخية، وإيحاءات تشكل المجتمعات الحديثة. وبالتالي كيف عملت على إجهاضها في المهد، الواحدة تلو الأخرى؟ وكيف فرغت المجتمعات الخليجية من روافعها وقوى نهوضها، لتتحول إلى محميات بريطانية، مفرغة من هويتها الوطنية والثقافية؟

الصفحات