أنت هنا

قراءة كتاب ذاكرة الغياب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ذاكرة الغياب

ذاكرة الغياب

الديوان الشعري "ذاكرة الغياب" للكاتب اللبناني ذوقان عبد الصمد:
هذا الجبلُ العالي...
في قمَّتِهِ بيتٌ من نورِ الرَّبْ
من مولى الحبْ
مثوى لنبيٍّ
غَيْبتُه... بعثُ الإيمانِ...
وصحوُ الإنسانِ
المُفتَنِ بالزَّائلْ!!

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1

مسافرٌ في أعماق الحياة..

د. كلوفيس مقصود سفير الجامعة العربية في الأمم المتحدة وفي الولايات المتحدة الأميركية سابقاً،أستاذ الدراسات العليا في القانون الدولي في جامعة واشنطن.
رسالة خاصة 20-12-2009 ذوقان عبد الصمد، شاعر متميز بقدرةٍ فائقةِ النفاذ إلى جوهر التجارب معاناةً وتأملاً، هائمٌ في توصيف الحياة بإنسانها وطبيعتها، مسافرٌ في أعماقها محبة وإعجاباً وغضباً، لاغياً للكره، متمردٌ رافضٌ بهدف استقامة ما نَقصَ فيها أو هوى.. كل هذا بصياغةٍ ممزوجةٍ بفن التعبير والإبداع الذي يشدك إلى تذوق الأمثل، ما يمكّن المتلقف من نشوة كادت، عما كان يحلم به، أن تغيب..
إن هذا التمازج بين الشاعر والمتلقف، هو الاختراق الذي يوفر لقارئه أو للمستمع إليه ما أنجزه ذوقان في إسهاماته، كون جمالية الاخراج لا يضاهيها سوى عبقرية شمولية تجسّر ألم الغياب، كما في رثائه لمحمود درويش إذ قال:
فالقدس حانيةٌ أقواسها كمداً
ترتجُّ لما طوى أبراجها الخبرُ
توشحت قبة الأقصى بغائمةٍ
من السواد، وماد الركن والحجرُ..
«سجل أنا عربي..» مذ قلتَها ارتسمت
أهلَّة، في ارتقاب المرتجى، حُمُرُ
«أهلةٌ في ارتقاب المرتجى».. مع «سجل أنا عربي».
أو ليس في وصفه هذا ما يشكل اختزالاً لمعاناة الألم ممزوجاً بأمل «المرتجى»..؟
وكأن ذوقان لم يَرْثِ محمود درويش بل أكملَ ما حرّض عليه الراحل الكبير، وهذا ما يستولده شاعرنا المتمرد في حضارة شعره..
وفي القضية جاء الاختزال المبدع:
مشت فلسطين خلف النعش باكية
كأنها في الوداع المرِّ تعتذرُ..!
أو ليس في هذا البيت نفاذٌ إلى الجوهر واختزال رائعٌ لأعدل قضية ظللها الحزن والنكران..؟
هكذا استطاع صديقنا الشاعر ذوقان عبد الصمد، وبكلماتٍ معدودةٍ، أن يشق طريقه إلى المتلقف ليشعرَه بالذنب حيث فلسطين الجريحة «في الوداع المرِّ تعتذر»، وكأن لباقة التأنيب هذه تمهد ليقظة الضمير المرجوة..
وإذا كانت قصيدة «يا شاعر العصر» مدخلاً لهذه المقدمة، فإن الوصف فيها، بالرغم من كونه مرآةً لما نحن عليه في عالمنا العربي من إحباط ومعاناة، يبقى نموذجاً نادراً للابداع وجمال البيان ولوناً ساطعاً لسخاء العطاء في شعر ذوقان عبد الصمد وتنوع مصادر الإلهام لديه..

الصفحات