في هذه الرواية تقدم الكاتبة عالم الطفولة وعالم المرأة من خلال طرح شخصيتها على محك السرد واستدعاء شخصية أمها (قسامي) وجعلها في كثير من أجزاء الرواية الشخصية الرئيسية طارحة الرؤى الكثيرة في الحياة بأسلوب غير وعظي، إنما بأسلوب سير الحياة بصورة طبيعية، ومن خلال
أنت هنا
قراءة كتاب قسامي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
أين الملح يا رأسي المنفصل الآن والراحل من جديد في رحاب السماء؟!.
أين الملح الذي تذوقته في قنان السعد عندما كانت تعجنه لنا عمتي حدود بحب فأقضم منه قضمة وأضع باقيه تحت مخدتي لأحلم بالسعد:
ياملح ياللي ذريراتك حب
وريني سعدي وين يطب
أين ملح كركورة يامحنّي ذيل العصفورة.. وملح سبخة رأس عبيدة.. أين ملحة العيد التي تغمسها جدتي في أول زخة من دم أضحية العيد.. أشعر أني طرت بعيداً برأسي أما ذاكرتي فلا زالت بطزاجتها ولم يستطع ذاك المخدر اللعين كبت غيها.. يا لروعة اللوحة الآن تشرب دموعي وأنا أشرب ماء المطر.. أين الملح يا رأسي المنفصل الآن والراحل من جديد في رحاب السماء؟
أسألك مجدداً.. أين الملح الذي تذوقته من دموعي وأين سكر السماء الذي رشفته في ماء المطر والتبروري الذي كنت في حيوات غابرة أغمس فيه ورقتي تحت نجيمات السماء لتجففه رياح العون وأضع فيه حلوي حب عزيز وحصيوات من ملح كركورة وقديدة العيد وشعير وفحم
هاكم
شعير لخيلكم
ملح لزادكم
شحيمة
فواح طعامكم
فحيمة
أوقودوا ناركم
وحليوة
لخطّاركم
.. فراغ.. فراغ.. فراغ.. رأسي يرحل بنصفه العلوي ويعود إلى محملاً بخيرات كثيرة.. سأترك نصف رأسي في رحلة دائمة.. سأرسله للمريخ وزحل والزهرة وعطارد وسأنتظر أوبته الأكيد.. فمن سيغني أثناء الانتظار ولساني سيزغرد.. لقد رحل نصف رأسي بأكثر حواسي أهمية وترك في جسدي اللسان والقلب والنهد الذي أرضع به أبنائي لبن الحب والدفء والنماء.