كتاب " ابتسم للحياة " ، تأليف عيد صلاح ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
كن متفائلا، توقع الخير دائما، اعلم أنه مهما يحدث لك في دنياك فهو خير لك، وبقدر
يقدره الله عليك، فلا تجزع من الشدائد، فلابد يوما أن تزول، وأن تنفرج، وسوف
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
كتاب " ابتسم للحياة " ، تأليف عيد صلاح ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
كن متفائلا، توقع الخير دائما، اعلم أنه مهما يحدث لك في دنياك فهو خير لك، وبقدر
يقدره الله عليك، فلا تجزع من الشدائد، فلابد يوما أن تزول، وأن تنفرج، وسوف
- ابتسم وكن متفائلا
ابتسم فسوف تجد لكل مشكلة حلا، ومن كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، سوف ترى في المحنة منحة، فعند تناهي الشدة تكون الفرجة، وعند تضايق البلاء يكون الرخاء، ولا تبال بأي الأمرين نزل بك، عسرا أم يسرا، فإن كل واحد منهما يزول بصاحبه، وانظر كم فرج الله كرب أنبيائه عند تناهي الكرب، وعظم البلاء، فقد نجى نوحا ومن معه في الفلك، عندما عم الطوفان، وإبراهيم من النار، ونجى موسى من اليم وأغرق عدوه، ونجى يونس من بطن الحوت، وكشف الضر عن أيوب، وأعطاه أهله ومثلهم معهم، رحمة من الله وذكرى لأولي الألباب، وحفظ محمد في الغار، ويوم بدر، وأحد، ويوم الأحزاب، وحنين غير ذلك، فأقبل على التفاؤل تذق شرابا لذيذا، ومسرة دائمة، واعلم أن المؤمن إذا استبطأ الفرج وآيس منه بعد كثرة دعائه وتضرعه، ولم يظهر عليه أثر الإجابة، فرجع على نفسه باللائمة، وقال لها: إنما أُتٌيت من قبلك، ولو كان فيك خيرا لأجبت، فإن هذا اللوم أحب إلى الله من يتباهى بكثرة طاعته، لأن اللوم يوجب انكسار العبد لمولاه واعتراف له بأنه أهل لما نزل به من البلاء، وأنه ليس أهلا للإجابة الدعاء، وحينئذ تسرع إليه الإجابة، وتنكشف الهموم والكروب.
انتظر الفرج
كل شدة لأبد أن تزول، وكل ليل لأبد له من طلوع الفجر، وبعد السهر نوم، وبعد
المرض عافية، فلا تحزن وأبشر بالفرج.
اعلم أنه إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده، تحمل الله حوائجه، وحمل عنه كل ما أهمه، وفرغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته.
أما أن أصبح وأمسى والدنيا همه، حمله الله همومها، ووكله إلى نفسه، فشغل قلبه عن محبة الله بمحبة الخلق، ولسانه عن ذكره بذكرهم وجوارحه عن طاعته بخدمتهم، فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيره، فمن أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته، انشغل بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته.
فاختر الله، وادخل في خدمته ومحبته، وأقبل على طاعته، ولا تقلق، فمهما ضاقت فُرجت، ومهما تعسرت الأمور، تيسرت وسٌهلت، فكم من يسر أتى من بعد عسر، ففرج كربة القلب الشجي، وكم أمر تساء به صباحا، وتأتيك المسرة عند العشي، لا تحزن وابتسم للحياة، فسوف ترى ورودا وتستنشق عبيرا، فالكون كله يناديك كي تسير في الطريق الصحيح، وتنال غاية كبرى إلا وهي السعادة التي تبحث عنها دائما، فلا تيأس ولا تنهزم فبداخلك نور يقودك دائما إلى الحق إذا سلمت له.
واعلم أن لهذا الكون إلها، فلا تجزع ولا تحزن، ولا تدع نفسك لوساوس الشيطان، واهزمه دائما بالتفاؤل وحسن الظن بالله، والجأ إلى الله، وادعوه، يستجيب لك، ويكشف ضرك، وتأتيك المسرة والفرج القريب.