كتاب " تاريخ الفكر الاجتماعي " ، تأليف نبيل عبد الحميد عبد الجبار ، والذي صدر عن دار دجلة ناشرون وموزعون ، ووما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب تاريخ الفكر الاجتماعي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
تأثير العقيدة على المجتمع
على مرّ الأزمان مال قدامى المصريين الذين نشأوا على الفطرة، إلى عبادة قوى الطبيعة وظواهرها – من جماد ونبات وحيوان، وكذلك من جذب اهتمامهم من الأجداد، وذلك بدافع من ما استشعروه من قوة هذه الأشياء أو بسبب الخوف منها. والواقع، أن الأقوام الأولى من المصريين كانوا يمجدون ألهتهم لأحد أسباب ثلاث:إما لفائدة ترجى، أو خوف من شرير يراد اتقاؤه، أو الإعجاب بعظمة لا يمكن إدراكها.أما حب المعبود لذاته لم يتحقق إلا بعد تطورات عميقة في الفكر الديني المصري.
وتبعا لذلك يمكن القول، أنه من جملة مقومات تكوين الدولة – كمؤسسة اجتماعية لها تأثيرها في المجتمع المصري – هي العقيدة الدينية،التي لعبت دورا رئيسيا في تكييف نظام الحكم، وإن لم تظهر ملامحها في بداية العهد الفرعوني، إلا إنها تأكدت فيما بعد، حينما تولى الحكم في مصر فراعنة اتخذوا (الدين) أساسا لحكمهم. ومن هنا اصطبغت الدولة معهم بالصبغة الدينية.
نظام الحكم وانعكاس تأثيره على التركيب الاجتماعي
يمكن أن نميز المجتمع المصري القديم بين قسمين أساسيين:
القسم الأول: يضم الحكام والقسم الثاني: يضم المحكومين.
أما(الحكام) فيتمثلون في ثلاثة مستويات متدرجة:
المستوى الأول والأعلى يضم: الملك – الفرعون – الإله، وأفراد أسرته – أخوته وأخواته (اللواتي كن في نفس الوقت زوجاته).
والمستوى الثاني يضم مستشاره الأكبر (الوزير)، الذي كان يحمل لقب (أمير)، إذا كان يمارس بعض أعمال السلطة التنفيذية نيابة عن الملك، كما كان يقوم بالإشراف على بعض أجهزة ومرافق الدولة.
والمستوى الثالث – يضم (مجلس العشرة الكبار) الذي كان يتألف من موظفي الدولة عموماً، الذين تدرجوا من مختلف وظائف السلك الإداري. كما يضم بعض الموظفين الذين يُطلق عليهم لقب (كاتم أسرار الملك)، والذين كانوا يقومون بتحضير القوانين لفرعون، وما يُعرض عليه من أمور الدولة.
أما القسم الثاني (المحكومين)، والمؤلف من عامة شرائح المجتمع :
فكان يتسم بالتدرج. وكان هذا التدرج يقوم على أساس (مهنة الفرد) حيث كوّن هذا الأساس تدرجاً اجتماعياً يتخذ الأفراد وفقاً لموقعهم في المجتمع.