كتاب " تحديات ومواقف - سلسلة أضواء كاشفة (1) " ، تأليف محمد السيد ، والذي صدر عن دار المأمون للنشر والتوزيع عام 2013 .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
قال رسول الله :
العصبية: «أن تعين قومك على الظلم».
وقال : «الدين النصيحة».
أنت هنا
قراءة كتاب تحديات ومواقف - سلسلة أضواء كاشفة (1)
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

تحديات ومواقف - سلسلة أضواء كاشفة (1)
وإذن فالداعية اليوم وفي كل عصر ومصر لابد له من حمل تلك النفس بين جنبيه تحاسبه وتوقفه، وتستدرك على مشاعره وسلوكه وتنقي هواه، وتفتح له أبواب الخير، وترتفع به إلى قمم المعالي وشواهق السلوك. إنها النفس التي تضع الداعية بداية على عتبة فهم معنى وجوده (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات آية: 56] ثم لتنتقل به إلى تدبر معنى: أن هذه الدنيا ليست دار مقام وخلود، بل هي مركب عبور، وسبيل مرور وتزود بالزاد الموصل إلى دار المقامة والخلود.. وبعد ذلك تجعله يتدبر وظائفه وواجباته التي تبزغ من خلال كونه داعية متبعاً رسول الله ، ومتخذاً من أقواله وأعماله قدوة وشعاراً وسلوك حياة وتوجه، وظيفته فيها محددة بقوله : «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً» (رواه مسلم).
وبقوله عليه الصلاة والسلام: «من دل على خير فله أجر فاعله» وبتوجيهه لعلي رضي الله عنه: «فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم» متفق عليه.
ولا أعتقد أن أحداً يماري في أن الوصول إلى نفس كتلك النفس التي ذكرنا بعض أوصافها هو قضية كل داعية مؤمن في عصرنا، حتى إذا تم له ذلك اطمأنت نفسه، وارتاح ضميره، ولانت عريكته لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة آية: 119]. ثم وجد دواءه مما يلاقيه من تحدٍ وضغوط ومواجهات في توجيه ربه له، من خلال قوله جل من قائل:(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) [آل عمران آية: 173] وتلك هي التي تسنده، وتدعمه، وتوقظ فيه نعمة الاطمئنان إلى النتائج مهما كانت. مستنيراً بقول رسول الله : «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه» رواه مسلم. وامض في طريقك المرسوم حاملاً تلك النفس اللوامة الوقافة، التي ترد عنك كل أذى المواجهة، وتسد لك ثغرات الخلل التي تفتحها تهويمات العصر وزخارف ضلالاته. وإنه للتحدي للانحراف أينما كان وكيف كان. وتحدي النفس الداعية للتقاعس عن مهمة الدعوة إلى الله.