أنت هنا

قراءة كتاب تحديات ومواقف - سلسلة أضواء كاشفة (1)

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تحديات ومواقف - سلسلة أضواء كاشفة (1)

تحديات ومواقف - سلسلة أضواء كاشفة (1)

كتاب " تحديات ومواقف - سلسلة أضواء كاشفة (1) " ، تأليف محمد السيد ، والذي صدر عن دار المأمون للنشر والتوزيع عام 2013 .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
قال رسول الله :
العصبية: «أن تعين قومك على الظلم».
وقال : «الدين النصيحة».

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 1

تحدي التعرف على معاني الحكمة

قال تعالى: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) [البقرة آية: 269].

إنها كلمات ربانية موجهة إلى ذوي العقول والأفهام، تخاطب فيهم الطموح المؤمن الذي يقود إلى تهذيب العقل بنور الشريعة، وتنوير القلب بربطه بالله رب العالمين، وتطهير الروح بجلاء وصفاء الإخلاص في العبودية، ومعالجة الجسد بمداومة العبادة، وترويض السلوك السامق.

إنها الحكمة.. ضالة المؤمن الداعية، ووسيلته الناجعة لخلاصه شخصياً ولنجاح حركته بين الناس، وهي في الوقت نفسه رسول كلمته إلى القلوب، فهذا رسول الله ، عندما رأى فطنة ابن عباس رضي الله عنهما وفصاحته، رفع يديه إلى السماء، ودعا له بدعاء عظيم: “اللهم آته الحكمة”.

فما هي يا ترى الحكمة التي تكون للداعية زاداً وذخراً وسلاحاً يبدد هنات البيان والإفصاح، ويهزم جذور الإعراض والتوقف والصدود عند الآخر؟

- هل هي متمثلة في الكلمة البليغة الفصيحة، التي تعرف مواقعها من العقول والأسماع، وتتلمس أحايين القبول والاستحسان والانقياد لدى المتلقين، وتراعي المستويات والمحيط والظروف، وتزين ذلك كله بالتيسير والتبشير والأمل؟ وذلك مصداقاً لقول الله تعالى: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) [سورة النحل آية: 125]. ومطابقة لحديث رسول الله : عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال: “كان ابن مسعود رضي الله عنه يذكرنا بكل خميس مرة، فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم، فقال: أما إنه يمنعني من ذلك إني أكره أن أملَّكم، وإني أتخولكم بالموعظة كما كان رسول الله يتخولنا بها مخافة السآمة علينا” متفق عليه.

- أم أنها القدرة على تقديم الإسلام للناس على أنه مطلبهم وما ينشدون للخروج من أغلفة الأزمات والخوف والضياع، التي تلف حياتهم بأردية صفيقة من الحيرة واللهاث خلف السراب، الذي لا يعطيهم جواباً واحداً صحيحاً عن مغزى هذه الأيام التي يعيشونها، وتلك المعاناة الأليمة التي تنتج طريقة العيش بعيداً عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها؟ وصدق الله العظيم القائل في كتابه الكريم: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ ).

- أم هي قوة في الحجة وضعها الله تعالى تحت تصرف الدعاة، يستطيعون من خلال تنميتها ورعايتها في نفوسهم وسلوكهم وعلومهم وعقولهم ومواقفهم الوصول إلى درجة من الإقناع عظيمة، مصطحبة في خطواتها البرهان المنير الساطع القاطع، والاستشراف المبصر النافذ المسدد والعلاج الشافي الناجز؟ مصداقاً لقوله تعالى: (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرً ) وتنفيذاً لوصية رسول الله لجرير بن عبد الله في حجة الوداع: (استنصت الناس) متفق عليه.. ترى أفبغير حكمة القول والعمل يستنصت الناس؟

الصفحات