كتاب " الجذور التاريخية للصراعات المعاصرة " ، تأليف د. عادل وديع فلسطين ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
قراءة كتاب الجذور التاريخية للصراعات المعاصرة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
تمهيد
قد اختص الله منطقتنا من العالم برسالاته وبالانبياء والرسل الذين نقلوها لنا . وكما نعرف قد مضت قرون عديدة على هذه الرسالات ولم نعد نعرف الكثير عن الأحوال التى كانت سائده عند مجىء هذه الرسالات السماويه من حيث نظم الحكم واحوال المعيشة والتقاليد والممارسات السياسيه والاجتماعيه ونوعيات الثقافات السائده . ولكل هذا اهمية كبرى عند الباحث المتعمق لما له من صلة وثيقه بالاساليب التى تلقى بها الناس هذه الرسالات وترجموها من مبادىء سماويه ساميه الى منظومة سياسية اجتماعيه ، يطبقونها على ارض الواقع والحياة اليومية للبشر .
من ذلك مثلا مادار بين النبى موسى عليه السلام وفرعون مصر ، وماذا كانت الظروف السائده اثناء حياة موسى فى مصر وليداً وشاباً ورجلاً ورسولاً ، ثم اثناء خروجه مع بنى اسرائيل وعبورهم البحر الى ارض كنعان ، وليس لهذا اثره على فهمنا لما دار فى تلك الحقبه فحسب بل ان له اعظم الأثر على تعاملنا مع مايدعيه يهود زماننا هذا من أحقيتهم فى ارض فلسطين ومايستشهدون به من نصوص فى التوراه ، واثر هذا كله على افكارهم ، وبالتالى على مايجب ان تكون عليه نظرتنا اليهم ورد فعلنا كمسلمين ومسيحيين لافعالهم الحاضره والمستقبله.
صحيح أن كتب التاريخ تحوى الكثير جداً مما يعين على الاجابه على هذه الاسئله ، الا ان هناك هاتين الحقيقتين :
1- الذين يكتبون التاريخ كثيراً ما يكونون اطرافاً فى الموضوع من حيث اصولهم ومشاعرهم ، وبذلك فانهم قد لا يكونون منصفين أو محايدين ليمكننا أن نأخذ مواقفهم بالثقه التامه ، هذا اذا افترضنا انهم يعرفون الحقيقه.
2- الرسالات السماويه – بحكم طبيعتها – كثيراً ما لا توفر لنا علما كاملا بتلك التفاصيل ، حتى فى المواضع التى يأتى فيها سرد تفصيلى لحياة الانبياء والرسل وتجاربهم ، سواء كان ذلك فى التوراه واسفار العهد القديم أو فى الاناجيل ثم اخيراً فى سور القصص والكهف وغيرهما فى القرآن الكريم .
ان دعم العقيده الدينيه بثوابت التاريخ خليق بأن يؤدى الى المزيد من رسوخها فى الضمير الانسانى ، وهو واحد من الاحتياجات الضروريه لشعور الانسان بخلود الخالق وبالتالى بخلود النفس البشريه فى الحياة الآخره . كما أن دعم الحقيقه التاريخيه بإظهار تطابقها مع ما نعلم أنه صحيح الايمان بالخالق ورسالاته ، هو ايضاً خليق بأن يهيىء لنا المزيد من التثبت مما فى المراجع التاريخيه الوضعيه ، وما أكثر ما نعلم أيضاً بأنه مختلق أو مبتدع ممن يكتبون التاريخ، سواء بسوء النيه أو محض الخطأ .
هذا هو الهدف من هذا البحث ، محاولة استنباط الحقائق المتوافقه من كل من القرآن الكريم والكتاب المقدس وغيرها من النصوص الدينيه . والتعليقات والشروح من اجل استبيان أكبر قدر من الحقائق التى يمكن الوثوق بها من الزمن القديم وحتى غزو مصر بواسطة الرومان .
وسوف نسير على هذا الهدى حتى نصل بالبحث الى مانرى انه نهايته ، ثم نضيف من عندنا تعليقاً أخيراً .
وندعو الله أن يوفقنا لما فيه كل الصدق ، لا صدق ما نورده فحسب ، بل صدق نيتنا وعزمنا على تحقيق أمانة الكلمة .