قراءة كتاب الجذور التاريخية للصراعات المعاصرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الجذور التاريخية للصراعات المعاصرة

الجذور التاريخية للصراعات المعاصرة

كتاب " الجذور التاريخية للصراعات المعاصرة " ، تأليف د. عادل وديع فلسطين ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 7

*الجـاسوسـية:

يعتبر استكشاف أرض كنعان أول أعمال الجاسوسية فى التاريخ، ففى سفر العدد 13 "ثم قال الرب لموسى أرسل جواسيس الى أرض كنعان التى أنا واهبها لبنى اسرائيل- أرسل رئيساً من كل سبط ممثلاً له" وعندما أطلقهم موسى ليتجسسوا أرض كنعان قال لهم " أنطلقوا من هنا نحو الجنوب ثم اصعدوا إلى الجبل واستكشفوا البلاد وأوضاعها وهل شعبها المقيم فيها قوى أم ضعيف؟ أكثير هو أم قليل؟

وماهى طبيعة الأرض الساكن فيها أصالحه أم رديئة؟ وماهى المدن التى هو قاطن فيها؟ أمخيمات هى أم حصون؟ وكيف هى أرضه أخصبة أم قاحله؟ أفيها شجر أم جرداء؟ تشجعوا واحضروا عينه من ثمر الأرض" عدد 13: 17- 20 . وعاد الحواسيس بتقاريرهم ... " الأرض تفيض لبناً وعسلاً ..غير أن الشعب المستوطن فيها بالغ القوة ومدنه منيعة – والعمالقة مقيمون فى الجنوب والحيثيون واليبوسيون والأموريون متمنعون فى الجبل والكنفانيون مستوطنون عند البحر وعلى محاذاة الأردن" عدد 13 : 27 – 29 .

أما الحدث الثانى للجاسوسية فكان أيام يشوع وقبل إحتلال أريحا"فأرسل يشوع بن نون سراً من مخيم شطيم ، جاسوسين قائلا " أذهبا واستكشفا الأرض وإريحا" يشوع 2 : 1 .

*سقوط اريحـا:

بعد عبور نهر الأردن شرع بنو اسرائيل فى الاستيلاء على أرض كنعان وكانت أريحا أول ماسقط فى أيديهم – وكانت أريحا قد أحكمت إغلاق أبوابها خوفاً من الاسرائيليين .. وبدون الدخول فى تفاصيل سقوط المدينة .. تقول التوراه " فهتف الشعب ونفخ الكهنة فى الأبواق .. فأنهار السور فى موضعه – واندفع الشعب نحو المدينه كل الى وجهته واستولوا عليها – ودمروا المدينة وقضوا بحد السيف على كل من فيها من رجال ونساء وأطفال وشيوخ حتى البقر والغنم والحمير " يشوع 6 : 20 - 21 .

*احتلال أرض كنعان:

ونقرأ فى التوراه ان الله أمر يشوع أن يطهر الأرض من الخطيه حتى يستطيع الشعب أن يحتلها ويقضى على عبادة الأوثان والخطاه. ومن بين المعارك التى ذكرتها "ثم رجع يشوع واستولى على حاصور وقتل ملكها بالسيف لأن حاصور كانت قبل ذلك زعيمة جميع تلك الممالك" وقضوا فيها على كل نسمة بحد السيف فلم يبق فيها حى وأحرقوها بالنار ، واستولى يشوع على كل مدن اعدائه وقضى على ملوكها بحد السيف – غير أنه لم يحرق المدن القائمه على التلال ونهب الاسرائيليون لانفسهم كل غنائم تلك المدن ، أما الرجال فقتلوهم بحد السيف فلم يبق منهم حى" ] يشوع 11: 10-14[ ... أباده جماعيه وتطهير عرقى وقسوة ونهب ممتلكات وحرق مدن.

وللحق..

اذا كان هدف التطهير العرقى فى ذلك الوقت – فيما يرى البعض – له مايبرره والله له فى ذلك حكمه ، فمن الغريب أن تظل ثقافة الإباده الجماعيه والاستيلاء على الاراضى بالقوه.. ثقافه يهوديه شائعه حتى اليوم.

وكانت توصيات موسى على "لسان الله" بالقضاء على الكنعانين، فكان هذا لأن الشعب الكنعانى كان ذاك الوقت يعبد الأوثان ويتميز بكل الاخلاقيات المتدنيه وكان يمارس كل الخطايا والشر والشذوذ، حتى أن لفظ "كنعانى" كان يرمز للانسان اللا أخلاقى. فكان لزاماً تطهير الأرض من هذا الشعب حتى لايختلط بشعب اسرائيل المؤمن بوصايا الله والذى اختاره انذاك لنشر التوحيد والايمان بالله سبحانه وتعالى. كما أن الوصيه بعدم ترك اجزاء من اراضى كنعان دون تطهيرها من أهلها كان هدفها منع قيام هذه المدن الكنعانيه مستقبلاً من اثارة الحروب، وهذا ماحدث بالفعل، فقد قامت هجمات عديدة من الكنعانيين ضد بنى اسرائيل، كلفتهم الكثير من أعوام أتسمت بالمعارك وعدم الاستقرار.

أين هذه الأجواء القديمه من أيامنا هذه ، فالشعب الفلسطينى شعب يؤمن بالله ، طرد من وطنه ولايطالب إلا بالعداله وحقه فى دولته المستقله ذات السياده.

*العقاب:

لم ينفذ شعب اسرائيل وصايا الله ... ولم يؤمن بما جاء فى التوراة من نبوءات حول المسيح الذى ينتظرونه رغم ما ذكر عن ميلاده العجيب من عذراء ، ومكان ولادته .. فقيل عنهم "إنه جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله" وحينما دخل المسيح إلى الهيكل فى أورشليم قال " بيتى بيت الصلاة يدعى وانتم جعلتموه مغارة لصوص" (متى 21: 13). وقال "هوذا بيتكم يترك لكم خراباً" (متى 23: 38). وعن الهيكل أيضاً "الحق أقول لكم أنه لايترك ههنا حجر على حجر لاينقض" (متى 24 : 2 ).

وعن الشعب المختار "لذلك أقول لكم أن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره" (متى 21: 43).

*خراب الهيكل:

وفى عام 70 م تمت النبؤه وهدم الرومان الهيكل على يد تيتوس. وكان الهيكل بمثابة مصرف قومى للدولة العبريه لذلك كان هدفاً للنهب فى المنازعات العسكريه بجانب أنه كان الرمز للدوله.

*إعادة بناء الهيكل:

يؤمن اليهود بأنه لابد من اعادة بناء الهيكل ولكن بعد مجىء السيد المسيح ولكن الصهاينه يختلفون مع هذا الرأى الحاخامى ويرون أهمية بناء الهيكل من جديد وقيام دولة اسرائيل وليحضر المسيح وقت مايشاء. وهناك منظمة يهوديه تسمى "امناء جيل الهيكل" هدفها إعادة بناء الهيكل.

*الشتات اليهودى (دياسبورا):

" ويشتتكم الرب بين الأمم فتصبحون أقليه بين الشعوب التى يسوقكم اليها" تثنيه 4 : 27. بذلك تحقق وعيد الله لهذا الشعب وعاش .. ويعيش فى الشتات حتى الآن . ولأن الشعب اليهودى شعب جوال حرفته الرعى ولم يحترف الزراعة لذا لايرتبط بأرض بعينها كما هو الحال مع المصريين .. وحتى مع مرور الزمن وتطوره لايلتصق بوطن ولايستقر فى مكان ولكن تغلب عليه الماديه والمصلحه فوق العقيدة . فهم يتنقلون حسب التغيرات الإقتصادية والسياسية تارة يفضلون الدول الأفقر المتخلفة يمارسون فيها أنشطتهم التجارية والمشبوهه وتارة أخرى يتجهون نحو البلاد الغنية أو الواعده.

وقد بدأ الشتات أو التهجير القسرى أيام الغزو الأشورى ثم البابلى.. وحتى بعد أن دحرت بابل وسمح لهم كورش الفارسى بالعودة إلى وطنهم .. عاد البعض ولم يعد البعض الآخر الى اسرائيل وفضلوا الشتات الاختيارى لمصلحتهم الخاصة.

وبعد الاستيلاء على أورشليم وهرباً من الرومان بدأت الهجرة إلى الجزيرة العربية واليمن ومصر شمالا فى الاسكندريه وجنوباً فى الفنتاين .. وتتوالى الهجرات الطوعية الى روسيا ودول شرق أوربا .. ثم عن طريق المغرب الى اسبانيا .. ومن إيطاليا عبر جبال الالب إلى فرنسا والمانيا.

ودون الدخول فى تفاصيل الهجرات المتغيره فإن الموقع الهام الذى استوعب الملايين من اليهود كان روسيا وأيضاً بولندا والنمسا . ولكن مع بداية القرن العشرين وقيام الثورة البلشفيه وبعد الحرب العالمية الأولى بدأت أسرابهم فى الاتجاه نحو الغرب الأوروبى والولايات المتحده الأمريكية.. حيث أصبحت روسيا غير مجديه بالنسبه إليهم بسبب التدهور الاقتصادى وعدم ترحيب الثوار بهم.

ثم يأتى الحكم النازى فى ألمانيا فى الثلاثينات نقطه التحول الخطيره فى مستقبل الشعب اليهودى حيث يتسم عهد هتلر بكراهية شديده تجاه اليهود ففر الكثيرون منهم من ألمانيا والنمسا وبولندا خوفاً من التصفية العرقيه والمحرقه.

والهولوكوست هى المحرقة التى أقامها النازيون لليهود وزعموا فيها أن عدد ضحاياها بلغ 6 ملايين.. وقد تعرض روجيه جارودى فى كتابه "الأساطير المؤسسه للسياسة الاسرائيلية" فى الفصل الثالث تحت عنوان " أسطورة وخرافة الملايين الستة" . ويقول إن الحرب العالميه الثانية أسفرت عن مقتل 50 مليوناً من البشر من بينهم 17 مليوناً من مواطنى الاتحاد السوفييتى و9 ملايين من الألمان ، كما تكبدت بولندا وغيرها من دول أوروبا التى أحتلها النازيون ملايين القتلى. ويرى جارودى أن الهجمة النازية لم تكن مذبحه واسعة النطاق استهدفت اليهود فى المقام الأول أو أستهدفتهم وحدهم بل كانت بالاحرى كارثة انسانية أصابت اليهود فيمن أصابته من البشر".

ورغم أن هناك أكثر من عالم وباحث شككوا فى الأرقام التى تقدمها اسرائيل حول ضحايا المحرقه، إلا أنه ليس هناك أدنى شك فى أن اليهود كانوا أحد العناصر التى أستهدفها هتلر انطلاقاً من نظريته العرقية حول تفوق العرق الآرى.

وقد كانت المعاناة على يد هتلر والهولوكوست ضارة نافعة لليهود، وشملهم العطف السامى البريطانى.

الصفحات