كتاب " الوصية السياسية أفكار بليخانوف الأخيرة " ، تأليف د .
أنت هنا
قراءة كتاب الوصية السياسية أفكار بليخانوف الأخيرة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
وعلى الرغم من هجوم بليخانوف الكاسح على لينين، واتهامه بالتسلّط والاستبداد بالرأي والإيمانية المطلقة والتشجيع على العنف والعنف اللغوي الذي يتجاوز الأصول والفصل بين السياسة والأخلاق...، فإن وراء هذه النعوت جميعاً إعجاباً مضمراً, أو إعجاباً مضطرباً هو مزيج من الرفض والحسد، كما لو كان بليخانوف يثأر لنفسه أو يصفي حساباً مع قائد نوعي، اختلف معه وهمّشه في آن. ولهذا يطلق كمّاً هائلاً من النعوت السلبية على لينين، تتضمن البذاءة والتهوّر ومحدودية الثقافة، ليعود في النهاية ويسأل:"إذن فمن هو لينين؟ هو روبسبير القرن العشرين. ولكن إذا كان الأخير قطع رؤوس عدة مئات من الأبرياء فلينين قطع رؤوس الملايين.". يُختصر السلب كله إلى العنف، ويختصر لينين إلى روبيسير، أحد قادة الثورة الفرنسية، التي هي أعظم ثورة في التاريخ الحديث. وحين يقوّم بليخانوف شخصية تروتسكي التي ينظر إليها باحتقار كبير، يعود ويثني بشكل غير مباشر على شخصية لينين: فقد كان الأخير محقاً في تقويمه لتروتسكي، وهو "أستاذ ماهر بقدرته على تجميع كل من يرغب تحت رايته"، إلى أن يقول: "إن لينين ـ زعيم البلاشفة ـ لم يكن أبداً ليوافق على أن يكون زعيم أية مجموعة أخرى. أما بالنسبة لتروتسكي فأهم شيء لديه هو أن يكون زعيماً دون النظر إلى طبيعة الحزب الذي يريد أن يكون زعيماً عليه".