أنت هنا

قراءة كتاب ثقافة الاستهلاك وما بعد الحداثة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ثقافة الاستهلاك وما بعد الحداثة

ثقافة الاستهلاك وما بعد الحداثة

كتاب " ثقافة الاستهلاك وما بعد الحداثة " ، تأليف مايك فيزرستون ، ترجمة فريال حسن خليفة ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 5

مدخـــــــــل

كان بداية اهتمامي بثقافة الاستهلاك في أواخر السبعينيات 1970. وكان المثيرلي هو كتابات أعضاء مدرسة فرانكفورت، ومؤيدي النظرية النقدية ، التي قدموها إلى الجمهور، ونوقشت جيدا في مجلة النهايات ومجلة النقد الألماني الجديد. وقد وجهت نظريات صناعة الثقافة، والتحولات المادية ، والفتشية السلعية، وعقلنة العالم الآداتية الانتباه بعيدا، من التركيز على الإنتاج إلى التركيز على الاستهلاك، وعمليات التغير الثقافي. وقد ساعدتني خاصة هذه المفاهيم أو التصورات المختلفة في فهم المساحة التي تمتد -أدني محاولة الارتياء إلى نظرية - على الأقل في الأوضاع أو الشروط التي اتجه إليها الانتباه مباشرة عند أصحاب النظريات الاجتماعية والثقافية ـ مثل دراسة العصور العتيقة، وبالرغم من أهمية المشكلات النظرية فهي تنشأ في شروط أو أوضاع يتقاطع فيها الزمن المعاش والزمن التاريخي، وخبرة الأجيال، وعلاقة الجسم بالنفس ..الخ كان من الواضح أن محاولات قليلة عملت على استكشاف هذه المشكلات في العلاقة بالعمليات الجوهرية أو الأساسية للتغير الثقافي، وقدمت كتابات أصحاب النظرية النقدية وآخرين خاصة ( Ewen 1976 ) جسرا نافعا بتوجيه الانتباه إلى دور الإعلام والأعلانات والصور نموذج هليوود، ..الخ ، وقد أثير السؤال عن تأثيرهم على الهوية وتشكيلها وممارسات الحياه اليومية . في هذا الوقت كنت أكتب كتابا أنا ومايك هبوورث Mike Hepworth في ( 1982) عن إعادة تعريف العصر الوسيط كمرحلة أكثر نشاطا لشباب الوسيط. والتفسير الذي يوضح تطور الأسواق الجديدة، واتساع الاستهلاك النشط يشير إلى أنماط الحياة الثقافية وتأكيدها على الشباب، والتناسب، والجمال، ويبدو ذلك لهذه المجموعة مقبولاً ظاهريا. وكان التعبير عن هذا بوضوح في ورقة بحثية بعنوان "العصور والتباين: ثقافة الاستهلاك وإعادة تعريف العصر الوسيط "( هبوورث وفيزرستون 1982)، وألقيت هذه الورقة في 1981 في مؤتمر الجمعية الاجتماعية البريطانية، وقد أتبعتها بجزء نظري أكثر عن "الجسد في ثقافة الاستهلاك (فيزرستون 1982 ) وبالتبعية كان نشر النتيجة الخاصة في جريدة " نظرية الثقافة والمجتمع" عن "ثقافة الاستهلاك" في 1983.

واليوم حيث يوجد تطور مستقر في الاهتمام بمصطلح " ثقافة الاستهلاك " واستخدامه . لم تعد نظريات "أدورنو" و "هوركيهيمر" و "ماركيوز" وبعض النظريين النقديين الآخرين تُمْنَحْ اهتماما عظيما. و يمثل اتجاههم في الغالب نقداً نخبوياً للثقافة الجماهيرية التي بنيت واعتمدت على على ما يعتبر الآن اختلافات أو تميزات غامضة مشكوك فيها بين الفردية الحقيقية والفردية المزيفة. بين الحاجات الزائفة والمطالب الحقة. إنهم يهتمون بشكل عام بازدراء الثقافة الجماهيرية وتحقيرها ، لكونهم أقل تعاطفا بالنسبة لكمال سعادة أو بهجة الطبقات الشعبية. والموقف الأخير مصدق عليه بقوة ومُرجح عند مابعد الحداثة. إلا أنه بالرغم من الاتجاه الشعبي المؤيد في تحليله ثقافة الاستهلاك قد أثيرت بعض القضايا عند النظريين النقديين مثل "كيفية التمييز بين القيم الثقافية" و "كيفية صنع الأحكام الأستاطيقية، وعلاقاتها بالقضايا العملية" كيف يجب أن نعيش"، وتلك القضايا يمكن مناقشتها وهي لم تلغ بالفعل ولكنها وُضِعَتْ جانبا فقط .

وهنا تكون أهمية موضوع التأمل الذي يظهر بقوة أشد في الفصول الخاصة بما بعد الحداثة: والسؤال وثيق الصلة بالموضوع: كيف ولماذا نختارالإطار المرجعي الخاص والمنظور النقدى؟ فإذا نحن درسنا الاستهلاك و مفاهيم أو تصورات مثل إدارة ثقافة الاستهلاك لشق طريقها داخل التيار الرئيسي للعلم الإجتماعي والدراسات الثقافية، والأجهزة التصورية. فما معني هذا؟ وكيف يكون؟ ذلك أن دراسة الاستهلاك والثقافة، كان كلاهما يدرس بشكل عرضي حتي خُططت الدراسة حديثا بوضوح كدراسة استنتاجية ومحيطية ونسوية، باعتبارها ضد المركزية التي كانت موافقة كثيرا للمجال الذكوري للانتاج والاقتصاد – ويفترض لها مكانة أكثر أهمية في تحليل العلاقات الاجتماعية والتمثلات أو الصور الثقافية؟ وهل نحن ننتقل إلى حقبة جديدة في داخل التنظيم المجتمعي الذي فيه كل من الاستهلاك والثقافة يؤدى دورا متقاطعا؟ و توجد مختلف هذه القضايا في كتابات بيل Bell وبودريار Baudrillard، وجيمسون Jameson وتُنَاقش في هذا الجزء، إلا أنه بالاضافة إلى هذا الافتراض شبه المعقول فنحن نتحرك أو ننتقل داخل حقبة أو فترة الرأسمالية، ( الرأسمالية الاستهلاكية )، و تصنيع أو صنعنة ( مجتمع مابعد - الصناعي أو مجتمع المعلومات )أو التحديث ( التحديث الأرقي أو مابعد التحديث ) الذي هو جديد تماما ومتميز وأجازالتصور أوالمفهوم الجديد لإعادة توجيه انتباهنا إلى أننا يجب أيضا أن نواجه إمكانية أنه ليس "الواقع " هو الذي يتغير ولكن إدراكنا له. ووجهة النظر الأخيرة هذه مغتنمة من المقطع الشعري عند ماكس فيبر "كل يري ما في قلبه الخاص" ذلك المقطع الذي يتصدر الفصل الأخير في هذا الكتاب، ومع ذلك نحن نحتاج لاستقصاء عمليات تشكيل المفهوم، وعمليات ضد التشكيل بين المتخصصين الثقافيين (الفنانين والمفكرين، والأكاديميين، والوسطاء الثقافيين). وهذا يوجه انتباهنا نحو العمليات المعينة التي تحدث في المجال الثقافي المتخصص، ومجالاته الفرعية المتنوعة: الصراعات بين الجماعات المستقرة، والجماعات الخارجة على احتكار التراتبية الرمزية الثابتة. وذلك يكون فقط عن طريق محاولة فهم الممارسات المتغيرة، والاعتمادات المتبادلة، وتوازنات قوي المتخصصين الثقافية الذين يؤثرون في إنتاج الثقافة المتخصصة. وبالمعني المحدد للنماذج الثقافية. والتأويلات أو التفسيرات وأجهزة الرأي، وعلوم التربية، والتعليقات، ونحن نستطيع أن نفهم جيدا طرقنا في إدراك وتقويم الثقافة الموجودة كذلك مشكلة العلاقات المتبادلة بين الطبيعة المتغيرة لصياغات الثقافة المتخصصة والمختلفة وليست النظم المتنوعة للمعني والممارسات التي تصنع ثقافة الحياة اليومية مهمة فحسب في فهم المرجح نحوتقييم الجماهير الإيجابي والسلبي للثقافات الشعبية والاستهلاكية، ولكن أيضا أؤكد كذلك أنها محورية بالنسبة لفهم ما بعد الحداثة. وكانت قضيتي في الاهتمام بما بعد الحداثة هو النمو الكبير للمشكلات التي تواجه محاولة فهم ثقافة الاستهلاك، والحاجة لاستكشاف عمل الروابط المباشرة بين ثقافة الاستهلاك وما بعد الحداثة بواسطة بيل، وجيمسون وبورديار وبومان Bauman وآخرون.

الصفحات