أنت هنا

قراءة كتاب نقد الشاعر فى مدرسة الديوان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نقد الشاعر فى مدرسة الديوان

نقد الشاعر فى مدرسة الديوان

كتاب " نقد الشاعر فى مدرسة الديوان " ، تأليف د. أحمد يوسف علي ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 3

طرح القضية

اهتم النقد الأدبي القديم – في مسيرته الكبرى – بعدد من الشعراء العرب المسلمين، وتبلور هذا الاهتمام في مؤلفات نقدية مثلت ما أثاره إبداع هؤلاء الشعراء من قضايا نقدية جديدة بناء علي ما طرحه الإبداع من قيم مستحدثة وأصيلة علي مستوي التشكيل الشعري، أو مستوي الموقف الفكري للشاعر، وهو موقف صاغ رؤيته للإنسان والكون والمطلق. وقد نشأ هذا الاهتمام نتيجة للتناقض الذي حدث بين معايير النقد الثابتة نسبياً، وقيم الإبداع الشعري المتحركة حركة أسرع نسبياً من معايير النقد. لذا نشأ الصدام وتبلورت الحركات النقدية حول أسماء شعراء: كبشار وأبي نواس، وأبي تمام، والبحتري والمتنبي وأبي العلاء المعري الذي مثل القمة الأخيرة في منحني تطور الشعر العباسي.

ولا يخفي علي الدارسين، جوانب هذه الحركات النقدية، حول هؤلاء الشعراء كما لا يخفي علي أحد منهم، المؤلفات النقدية التي أفرزتها هذه الحركات، وارتبطت في كثير من الأحيان بأسماء شعراء معينين. وعلي الرغم من أن ابن الرومي كان يمثل – ومازال – صوتاً فردياً متميزاً في منظومة هؤلاء الشعراء المعدودين، وعلي الرغم من أن شعره، يعد استجابة جمالية وفكرية لمنعطف من منعطفات تطور القصيدة العربية العباسية نحو الارتباط بالنثر وخاصة الرسالة، ونحو الارتباط بكل ما هو شعبي وفردي من المضامين في عصره، فإن حركة نقدية ما – في زمنه – مع نضوج معايير النقد فيه – لم تقف عنده، أو تهتم به، أو تلفت بنحو ما من الأنحاء، إلي ما يثيره شعره من قضايا في الأسلوب، أو التقاليد الشعرية، أو في التصوير الشعري، أو في موسيقي الشعر، بل امتد هذا التجاهل – إن جاز هذا التعبير – إلي إسقاط ذكر الشاعر من مؤلفات كتبت خصيصاً عن الشعراء المحدثين وأزمة الشعر المحدث إزاء ما سماه النقاد القدماء بنفاد المعاني والإتيان بالجديد. ومن ذلك مثلاً "طبقات الشعراء" لابن المعتز – معاصر ابن الرومي – الذي ذكر من الشعراء المحدثين من ذكر، ولم يشر إلي ابن الرومي ومنه أيضاً، ابن طباطبا العلوي في "عيار الشعر" المتوفى عام 322هـ بينما توفى ابن الرومي عام 283هـ مما يحتمل معه أن يكون الناقد قد لحق الشاعر قبل موته، أو التقي بديوانه، أو ببعض شعره بعد وفاته فقد اهتم ابن طباطبا بإيجاد الوسائل الفنية التي تساعد الشاعر المحدث علي الخروج من أزمته وهي وسائل أقرب إلى الخداع والتلفيق ومع ذلك يظل الشاعر محتفظاً بصدقه، ولم يبد منه أدني اهتمام بابن الرومي بينما التفت إلي البحتري، ولئن كان النقد – في زمنه – قد تجاهله، فإن مؤرخا كبيراً مثل الأصفهاني – علي اتساع كتاب "الأغاني" قد أغفله إغفالاً تاماً.

وإن كنا هنا لا نهتم بالبحث عن الأسباب التي أدت إلي تجاهل هذا الشاعر وإسقاطه فإن الأمر اللافت للذهن أن ظناً ساد كتابات الدارسين مؤداه أن النقد الأدبي القديم قد اتخذ الموقف نفسه في القرون الرابع والخامس والسادس، في المشرق والمغرب الإسلاميين وما تلاها من قرون، فلم يهتم احد بالشاعر، ولم يلفت شعره نظر أحد من المتذوقين أو النقاد المعروفين.

الصفحات