كتاب " العلاقات العربية الساسانية خلال القرنين الخامس والسادس للميلاد" ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب العلاقات العربية الساسانية خلال القرنين الخامس والسادس للميلاد
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
العلاقات العربية الساسانية خلال القرنين الخامس والسادس للميلاد
وتناولت في الفصل الرابع: الغزو الساساني لليمن:
بعد التمهيد لهذا الغزو: دراسة لاهمية اليمن واطماع الاحباش والبيزنطينيين فيها. ثم الحملة الحبشية عليها سنة 525 م، واحتلالها وظهور تنافس دولي في هذه المنطقة شمل الساسانيين والبيزنطينيين ثم ظهور شخصية الزعيم الوطني سيف بن ذي يزن واستعانته بالساسانيين لطرد الاحباش واستجابة هؤلاء لذلك، ثم مصرع سيف وما احدثه من فراغ سياسي على الساحة اليمانية الامر الذي جعل الساسانيين يحكمون اليمن حكما مباشرا بواسطة حاكم فارسي، حتى ظهر الاسلام ودخلت اليمن فيه واصبحت جزءا من الدولة العربية الاسلامية في المدينة.
اما الفصل الخامس فقد حاولت فيه ان اتتبع العلاقات الاقتصادية بين العرب و الساسانيين وعلى الرغم من حتمية وجود علاقات واسعة ومتطورة بين العرب و الساسانيين في هذا الميدان وهذا ما يمليه المنطق من خلال الموقع الجغرافي لبلاد كلا الشعبين وبشكل خاص اهمية موقع الوطن العربي على طرق المواصلات العالمية انذاك، الا ان مصادرنا لا تزودنا بمعلومات تفصيلية في هذا الخصوص بحيث تبرز العلاقة المباشرة بين العرب و الساسانيين في المجال الاقتصادي، وما لدينا من مثل هذه العلاقة لا يعدو ذكر لطيمة او لطيمتين كان كسرى او احد ملوك الحيرة نيابة عن كسرى يبعث بها الى بلاد العرب لغرض المبادلة وتحقيق الارباح، ويجب ان نعترف بان المعلومات المتوفرة لدينا لم تسعفنا بتغطية هذا الفصل تغطية وافية.
اعتمدنا في هذا الكتاب على المصادر العربية بالدرجة الاولى، حيث امدتنا بمعلومات مهمة غطت الى حد ما فترة البحث، فلقد تناول المؤرخون العرب تاريخ الساسانيين، وكتبوا عن علاقتهم بالعرب والامم الاخرى كاليونان والروم والبيزنطيين والترك وغيرهم، لذا فان للعرب دورا هاما في تدوين اخبار الدول الفارسية المتعاقبة التي حكمت ايران، ومنها على وجه الخصوص الدولة الساسانيية. فلم يعرف عن الفرس و الساسانيين بوجه خاص ولع كبير بالتدوين وانما جاءت اخبارهم مدونة عن طريق كتابات مؤرخي الامم الاخرى كالعرب واليونان والرومان والارمن والهنود.
والواقع ان اهتمام المؤرخين العرب لم يقتصر على ذكر اخبار الامم المجاورة لهم كالفرس والرومان والبيزنطيين، وانما تناولوا في مؤلفاتهم اخبار امم بعيدة عنهم من الناحية الاقليمية كالصين والهنود والفرنجة، والصقالبة وهو عمل يستحقون عليه الثناء والتقدير، لانهم ربما كانوا اسبق من غيرهم الى كتابة تاريخ عالمي.
فابن اسحاق (ت 151 هـ) الذي تخصص في كتابة السيرة النبوية، كما يوحي الى ذلك اسم كتابه (السيرة النبوية) قد امدنا بمعلومات ذات قيمة عن انتشار النصرانية واليهودية في بلاد اليمن([1]) الا ان ما ذكره عن تهود ملك اليمن تبان اسعد (القرن الرابع للميلاد) لا يمكن قبوله لصعوبة تهود ملك في تلك القرون دون ان يطبع مؤسسات دولته بالدين الذي يعتنقه.
وكتب ابن هشام عن غزو الاحباش لليمن. وحملة ابرهة على مكة وفشلها وثورة سيف بن ذي يزن واحتلال الساسانيين لليمن وفي كل ذلك فانه لا يعطي تفاصيل كثيرة باستثناء، حملة ابرهة على مكة، وكيف انها كابدت الامرين بسبب تفشي الوباء فيها([2]).
واليعقوبي (ت 282 هـ) في كتابه (التاريخ) تناول: ملوك الفرس والعرب وكتب عن المانوية واشار الى المزدكية ([3])واشار الى مهاجمة سابور ذي الاكتاف لشرق الجزيرة العربية، كما ذكر حضانة العرب لبهرام جور في مدينة الحيرة([4])، ولكنه اغفل ذكر المتغيرات التي وقعت في زمن قباذ تجاه المنذر بن ماء السماء، ملك الحيرة، وتأييده للحارث الكندي([5])، وضمن العلاقة بين العرب والساسانيين، التي هي موضوع البحث فانه اشار ايضا الى الحملة الساسانية على اليمن، كذلك فانه كتب عن اسواق العرب ويغلب على اليعقوبي طابع الاختصار فكان احيانا يلمح تلميحات سريعة الى بعض الحوادث التاريخية كالحركة المزدكية([6]).
ويعد الطبري (ت 310 هـ) من اهم المؤرخين العرب، فقد تناول التاريخ منذ بدء الخليقة، وهو يتابع في ذلك اليعقوبي، حتى عصره، ويتميز الطبري بكثرة ما يحشد من روايات حول حدث من الاحداث ولهذا فانه يعطي تفاصيل اكثر للحوادث التي تناولها كالاحداث المتعلقة بالساسانيين وملوكهم او علاقتهم بالعرب في شرق الجزيرة والحضر ([7])، وغزو الاحباش لليمن والحملة الحبشية على مكة، وثورة شيف بن ذي يزن، واحتلال الساسانيين لليمن وكتب عن ملوك الحيرة من خلال حديثه عن ملوك الساسانيين وتعرض الحارث الكندي ومهاجمته لارض السواد في عهد قباذ، ولمح الى وجود علاقات اقتصادية بين العرب والساسانيين من خلال لطائم النعمان الى الحجاز او لطيمة حاكم اليمن الفارسي الى كسرى.
وعلى العموم فان الطبري وان كان يتتبع اليعقوبي في منهجه الا انه يعطي تفاصيل اكثر من الاخير([8]).
وتناول المسعودي (ت345هـ) في كتابيه (التنبيه والاشراف) و (مروج الذهب) لمحات سريعة عن ملوك الساسانيين([9])، وافادنا فيما كتب عن الزرادشتية وكتابها المقدس (الاوستا)، واشار الى المانوية([10])، والمزدكية، كما تحدث عن علاقة العرب بالساسانيين، في الحيرة وشرق الجزيرة واليمن ([11]).
اما وهب ابن منبه (ت 100 هـ) فقد انصب كتابه (التيجان) على ذكر اخبار ملوك اليمن بالدرجة الاولى، فكتب عن حادث الاخدود والغزو الحبشي لليمن([12])، وحملتهم على مكة، وثورة ابن ذي يزن والحملة الساسانية على اليمن وتمليك سيف عليها حتى اغتياله وتولى الساسانيين حكم اليمن مباشرة حتى ظهور الاسلام([13])، ويكثر وهب من الاساطير عند حديثه عن ملوك اليمن.