كتاب " العلاقات العربية الساسانية خلال القرنين الخامس والسادس للميلاد" ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب العلاقات العربية الساسانية خلال القرنين الخامس والسادس للميلاد
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
العلاقات العربية الساسانية خلال القرنين الخامس والسادس للميلاد
سابور الاول: (241 – 272 م)
هو ابن اردشير الاول مؤسس الدولة الساسانية، ويقال بأن ام سابور تنتسب الى الاسرة الاشكانية ([77])، وان كريستنسن يرتاب في صحة ذلك بحيث يعتقد بأن هذا الادعاء لا يقصد منه سوى اثبات سابور كوارث شرعي للاشكانيين (البارثيين) ([78]).
وقد توج سابور في عهد ابيه اردشير، وقد سار على نهج ابيه فابقى الملوك والمرازبة على ما كانوا عليه في عهد والده، ووسع على الناس في معاشهم وقسم الاموال على المحتاجين والمعوزين ([79]).
وقد كان للساسانيين عموماً ولع خاص ببناء المدن وتسميتها باسمائهم، وربما كان ذلك بدافع تخليد انفسهم في التاريخ، فقد بنى سابور من المدن جند يسابور في الاحواز واسكن بها سبى الروم واشتهرت بالطب وشاذ سابور في منطقة ميسان ومدينة سابور بفارس([80]).
غير ان نشاطات سابور العسكرية كانت اخطر اعماله اذ تكللت بانتصاره على الروم وافتتح عدة مدن وحاصر امبراطور الروم فالريان سنة 260م واسره واجتاح انطاكية وسوريا وكبادوكيا وامر فالريان ببناء شاذروان [*] تستر ثم خلي سبيله، بعد ان اخذ منه فدية كبيرة، وقيل انه قتله ([81])، كما حاصر مملكة الحضر العربية واستطاع ان يسقطها بعد ان عجز والده اردشير من اخضاعها ([82])، وسوف يأتي الحديث عن مملكة الحضر في الفصل الثاني فلا حاجة بنا هنا للاطالة [*].
وقد شهدت الدولة الساسانية ايام سابور بن اردشير حركة دينية تعد خروجا على الدين الزرادشتي في حركة ماني وقيل ان سابور ارتد عن المجوسية واعتنق الدين المانوي (والقول بالنور والبراءة من الظلمة) لكنه رجع الى المجوسية تاركاً المانوية([83])، وسوف نتكلم عن المانوية في موضع اخر من هذا الفصل.