كتاب " اللفظة الاقصائية في النقد العربي القديم اركيولوجيا السلطة والمعرفة " ، تأليف محمود خليف خضير، والذي صدر
أنت هنا
قراءة كتاب اللفظة الاقصائية في النقد العربي القديم اركيولوجيا السلطة والمعرفة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللفظة الاقصائية في النقد العربي القديم اركيولوجيا السلطة والمعرفة
المقدمة
الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه، ومن والاه إلى يوم الدين.
أما بعد:
تتشابك وتتداخل السلطة في مستويات كثيرة في الخطاب ولاسيما الخطاب النقدي الذي يؤسسس قدرة على تكوين حقيقة مطلقة في الحكم على جيد النص الشعري وسيئه، اذ تتماهى السلطة والمعرفة في هاجس القوة الاقصائية التي تعمل على تغييب وتهميش واقصاء دور الابداع بوصفه يبحث ويكتشف الحقيقة بوصفها حقيقة تتحايث مع دوره في الانعتاق والتجاوز المستمر ضد الثابت والساكن، والذي تحاول السلطة بكل قوتها على الحفاظ على ممارسة الحقيقة بوصفها حقيقة نفعية تشتغل على مركزية السلطة التي تحاول صهر وتذويب الابداع بكل صوره في مدارها الذي يشكل بؤرة تتجمع حولها الخطابات بكل مستوياتها وطبقاتها، فتمارس السلطة نوعا من التكتيك في الحفاظ على مسار الابداع في الا يتجاوز ما تدعو له وتحافظ عليه، لذلك فان مقاربتنا للفظة النقدية في الاحكام النقدي العربية القديمة تشتغل فيها اللفظة على اساس قوة وقدرة السلطة في تطويع وتشكيل النقد القديم بما يخدم اهدافها النفعية، اذ تداخلت وانصهرت خطابات كثيرة في الخطاب النقدي القديم جاذبة مصطلحات ومفاهيم الخطابات والقيم الدينية والاخلاقية والسياسية التي جسدت مركزية وقوة في تكوين ماهية ونواة الوعي النقدي الذي انحاز الى الخطابات الدخيلة على الخطاب النقدي، اذ عملت هذه الخطابات المتداخلت والمتناص في الخطاب النقدي على امتصاص وتحوير واجترار وتذويب قوة الخطاب النقدي التي تتجلى في الموضوعية والمعيارية في اصدارها الحكم على النص الادبي،فكانت مسار الذاتية والانطباعية والذوقية واضطراب الاحكام النقدية التي تبتعد عن التفسير والتعليل النقدي ظاهرة في اكثر الاراء النقدية المبثوثة في ثنايا الكتب النقدية العربية القديمة، وان محاولة مقاربة النقد العربي القديم والكشف عن مكنونات وماهيات والمرجعيات التي تحرك الية الخطاب تظهر ان اللفظة النقدي التي تمثل الصورة الواضحة والملموسة لتجليات قوة السلطة التي تحاول اخفاء نفسها في فجوات ومسافات الخطاب النقدي على شكل ايديولوجيات وعقائد، ولما كانت اللفظة النقدية تجسد الظاهر من الجهاز المفاهيم والمنهجي والفلسفي للخطاب، فان مقاربة هذه الالفاظ ومرجعياتها الخطابية التي تنتمي اليه من خلال محاولة الفرز للخطاب النقدي يكشف عن اصل و انتماء اللفظة الحقيقي وقدرتها على التحكم في مسار النقد الادبي، اذ كشف الفصل الاول في هذا الكتاب عن التناصات اللفظية بين الخطابات التي ذوبت واقصت قدرة النقد الحقيقة في الخطاب النقدي العربي القديم اذ ان حفريات المعرفة فضحت السلطات الدخيلة على النقد الادبي ومدى تحكمها في انتاج وتدولية المعرفة في محيط النقد الادبي،فكانت الالفاظ النقدي تفتح ذاكرتها على انتمائها وخطابها الاصلي الذي انتجها، مما ادى الى ان يظهر ان الخطاب النقد العربي استعار الفاظه من خطابات دينية،وسياسية، وفلسفية، واخلاقية ترتبط بابستيمية العصر.
اما الفصل الثاني فقد كشف عن دور السلطة في تشكيل الوعي والفهم الجمالي عند الناقد العربي، اذ تحركت الالفاظ في مسار يرتبط بالخطاب الديني، والسياسي،والاخلاقي، والذوقي، والذاتي في الحكم على النص الادبي،فكانت اللفظة الجمالية منطوية على ايديولوجيات وعقائد تنطلق من مرجعيات مختلفة ادت الى تحويلها الى مستويين للفاظ مستوى يدور في فلك الحكم الانطباعي الذوقي الذي يبتعد عن التعليل والتفسير، ومستوى الثاني الذي يمثل الحد الادنى الذي يمكن كشفه في ثنايا المدونات النقدية العربية القديم ينطوي على حكم معلل ومفسر لطبيعة الحكم الجمالي.
وعرض الفصل الثالث الوجه الاخر للحكم الجمالي في الفاظ القبح وقدرة الخطاب النقدي العربي القديم على التصنيف والفرز والتفريق بين اللفظة الجميلة والقبيحة وقدرته على انتاج مفاهيم والفاظ تكمن فيه قدرته، ودقته النقدية في اصدار حكم نقدي بعيدا عن سلطة السياسية والدين والذوق، وما تمارسه من هيمنة في انتاجية الخطاب وآليته وجهازه النقدي بكل تفاعلاته وممارساته في اصدار حكم يتماهى مع هيمنة السلطة التي تتحرك في مسار نفعي برجماتي يخدم اهدافها مما سبب للفظة القبح في الخطاب النقدي العربي القديم حالة افراغ وابتعاد عن الحكم الموضوعي المعلل والمفسر، وان كانت هناك احكام نقدية قليلة معللة ومفسرة.
وقفينا الكتاب بخاتمة توصلنا بها الى جملة من النتائج،وانهينا الكتاب بقائمة ضمت اهم المصادر والمراجع التي استعان بها الباحث.
والجدير بالذكر ان فكرة النقد المنهجي بالكاد في القرنيين الرابع والخامس الهجريين واللذين يعدان العصرين الذهبيين في الكتب النقدية ذات المنهج الواضح فضلا عن ما شهداه من تلاقح فكري مع الحضارتين اليونانية والفارسية ضمن اهتمامهما بعلم الجمال، فلاغنى عن احد هذين القرنين.
وختاما فانني اتوجه الى الله سبحانه وتعالى الذي وفقني لانجاز الكتاب بالحمد والشكر والثناء، واتوجه بالشكر الى الدكتورة بتول حمدي البستاني، والدكتور عبدالله ظاهر المشهداني، ولزوجتي، ولكل الاصدقاء المخلصين الذي وقف الى جانبي،والاعتراف بالجميل يحتم عليّ ان اقدم خالص شكري وتقدير وامتناني للدكتورة بشرى حمدي البستاني التي كان لها دورا كبيرا في تطوير ادواتي النقدية وفهمي للمناهج والفلسفات النقدية الحديثة.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد r وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
د. محمود خليف خضير