لكل شعب عاداته وتقاليده، ولكل أمة من سلوكها ما اعتادت، والكاتب والأديب، والشاعر والفنّان على حدٍّ سواء ينهضون لإبراز هذه التقاليد والعادات لشعوبهم وأممهم التي نشؤوا وترعرعوا فيها، وبدورهم هذا يطلعون الشعوب الأخرى على ثقافاتهم وفهمهم للحياة.
أنت هنا
قراءة كتاب ذهب مع الريح
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

ذهب مع الريح
الصفحة رقم: 4
وصاح التوأمان بحنق، كما لو أنهما كانا موضع خدعة :
- لن تقع أي حرب ؟!
و استطرد ستيوارت يقول :
- ولكن يا عزيزتي، إن الحرب ستنشب قريبًا، وقد يكون الشماليون (اليانكي) خائفين منا، ولكن عليهم أن يحاربوا بعد أن عمد الجنرال بوريفار إلى قذف قلعة «صومتر» بقنابل مدافعه أمس الأول، وإلا وُصفوا بالجبن إلى الأبد في العالم كله ، ثم إن التحالف ...
وقاطعته سكارلت بضجر ونفاد صبر :
- إذا ذكرت كلمة «حرب» مرة أخرى، فسأدخل المنزل وأقفل الباب خلفي. لم تتعبني كلمة في حياتي كما أتعبتني كلمة «حرب»؛ فأبي يتحدث عن الحرب صباحًا وظهرًا وليلاً، وجميع السادة الذين يأتون لزيارته، يلغطون بشأن قلعة «صومتر» وحقوق الولايات، ولنكولن، حتى ليخيل إليّ أني سأصرخ فقد ضقت ذرعًا من كثرة ما يتحدثون في هذا الموضوع، بل إن هذا هو كل ما يتحدث عنه الفتيان ، وقد خلت الحفلات من بهجة هذا الربيع؛ لأن الفتيان لا يتحدثون عن أي شيء آخر. وإنني لسعيدة جدًّا بأن تكون جورجيا قد انتظرت إلى ما بعد الميلاد قبل أن تنسحب من الاتحاد، وإلا لكانت أفسدت حفلات العيد أيضًا، وإنني أحذركما بأنني سأدخل إلى المنزل إذا عدتما إلى ذكر كلمة «حرب».
وكانت سكارلت تعني ما تقول؛ فهي لا تستطيع أن تحتمل طويلاً أي حديث إن لم تكن هي الموضوع الرئيس فيه ، بيد أنها ابتسمت عندما تحدثت، وتعمدت أن تزيد في عمق غمازات خديها، وأن ترفرف بأهداب عينيها الطويلة بسرعة أجنحة الفراشة، وأُخذ الشابان بسحرها وسارعا إلى الاعتذار إليها؛ لأنهما أزعجاها بالحديث عن الحرب.
وما كان عدم اهتمامها بمشاكل الحرب، ليقلل من شأنها في أعين التوأمين، بل لعله ازداد، فالحرب عمل الرجال لا السيدات، وما قلة اهتمامها به في نظرهما إلا دليل أنوثتها الطاغية.
وعادت سكارلت تسألهما بعد أن نجحت في تحويل مسار الحديث عن موضوع الحرب إلى غيره :
- وماذا قالت والدتكما، بشأن طردكما من المدرسة مجددًا ؟
فبدت على الشابين أمارات عدم الارتياح، وتذكرا تصرف والدتهما منذ ثلاثة أشهر، بعد أن عادا إلى البيت بناءً على طلب جامعة فرجينيا، وأنشأ ستيوارت قائلاً:
- لم يتح لها الوقت لتقول أي شيء حتى الآن ؛ فقد غادرنا المنزل مع توم في ساعة مبكرة من هذا الصباح قبل أن تستيقظ. وذهب توم إلى منزل آل فونتين بينما جئنا نحن إلى هنا.
- ألم تقل لكما شيئًا عندما وصلتما إلى المنزل الليلة الماضية ؟