كتاب " افهام ومعارف تربوية طرق تدريس للأطفال " ، تأليف محمد محمود عبد الله ، والذي صدر عن
أنت هنا
قراءة كتاب افهام ومعارف تربوية طرق تدريس للأطفال
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

افهام ومعارف تربوية طرق تدريس للأطفال
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله العليم العلام، خلق الخلق وجعل مراتب الأقلام، وكتب بها مقادير كل شيء قبل لا شيء في الأنام، ورفع قدر العلماء وجعلهم ثالث الشهداء بوحدانية خالق الأرض والسماء: يوم الشهادة العظمى لله واجب الثناء في قوله جل ثناؤه (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا العِلْمِ) [سورة آل عمران، الآية: (18)] فكانت نسمات أرواح العلماء في عالم الغيب قبل إيجاد الأجساد هي الشاهد الثالث لله عز ثناؤه بالوحدانية دلالة على رفعة العلم وعلو شأن ومكانة العلماء.
ومعلوم أن الله جل جلاله لم يطلب الزيادة إلا في اثنتين واحدة عامة (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى) والثانية خاصة للنبي ( صلى الله علع وسلم): والأمة تقتدي بنبيها (وقل رب زدني علما).
ومن عظمة رفعة مقام العلم والعلماء عند الله جل ثناؤه:
جعله غاية سامية وجعل التقوى وسيلة يتحقق بها العلم للأتقياء فقال سبحانه:(وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ)[سورة البقرة، الآية: (282)]، وكفى بالعلماء فخراً أنهم ورثة الأنبياء في قوله ( صلى الله علع وسلم): (العلماء ورثة الأنبياء: وإن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً وإنما ميراثهم العلم) وهم أهل الرفعة وعلا الدرجات في قول خالق الأرض والسموات جل شأنه:(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ)[سورة المجادلة، الآية: (11)] وقال ( صلى الله علع وسلم): (إن العالم ليستغفر له الطير في السماء والحيتان تحت الماء وكل ذي روح)، وقوله ( صلى الله علع وسلم): (إن الملائكة ليصلون على معلمي الناس الخير) فكونك أيها المعلم تقود الناس إلى عالم العلم والمعرفة فإنها كرامة وشرف لا يعد لهما كرامة ولا شرف في الوجود ولقد كانت أول إشراقه الوحي على النبي ( صلى الله علع وسلم) (أقرأ باسم ربك الذي خلق) أي اقرأ بقدرة ربك الذي خلق كل شيء من لا شيء، وأنت شيء من جملة ما خلق، فإن الذي خلق كل شيء من لا شيء، قادر أن يجعلك تقرأ من غير معلم، دلالة على أن القراءة هي أصل العلوم ومفتاح المعارف، ولما كان الأطفال اليوم هم رجال المستقبل غداً وسواعد الأمة الفتية التي بها رفعتها وعلو مكانتها بين الأمم أعملت فكري في هذا الكتاب (طرق التدريس للأطفال) نظراً لأنهم يحتاجون إلى جهد خاص وصبر ومثابرة من المعلمين والقائمين على شؤنهم حيث تحتاج إلى قوة لحظ وشدة ذكاء وسرعة بديهة وحسن تصرف، ويجب أن تكون هذه الصفات التي ذكرت متوفرة في معلم الأطفال، زيادة على مراعاته الفروق الفردية ما بين الكثيف واللطيف؛ أعني الطفل الذكي والمتوسط وما هو دون ذلك وكيف يوفق الأضداد: الذكي الحاد، والمتوسط، والمتدني في الذكاء، نجد أن الأول يحتاج لشرح مرة واحدة ويفهم، والثاني يحتاج لشرح مرتين والثالث يحتاج لأكثر من ثلاث مرات، لربما في هذه الحالة عليه أن يشرح مرتين بوضوح للجميع ثم يجري مناقشة في الدرس بين فريق الأذكياء والأغبياء، وعمل مداخلة من المتوسطين بتوجيههم سؤالا لكل من الفريقين، وهذا يحتاج إلى عبقرية المعلم وتميز قدراته وذكائه، وقد ضمن هذا الكتاب أساليب ومعارف تربوية جديدة وطرق تدريس حديثة ومنهجية مفيدة للمعلم وللمتعلم.
والله تعالى اسأل أن يُنفع بها الدارسين والمدرسين أنه نعم المولى ونعم المعين
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
خادم القرآن
محمد بن محمود العبد الله
مدرس علوم القرآن بالأزهر

