كتاب " الفاظ الثواب في القرآن الكريم " ، تأليف د.
قراءة كتاب الفاظ الثواب في القرآن الكريم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
أما الثياب التي وردت في الآية الحادية والثلاثين من سورة الكهف فقد جاءت في سياق ما وصف به اليوم الآخر، ونظيرها الخامسة في قوله -تعالى -:}عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ{([257]).
وهما خاصتان بالمؤمنين، وحقيقة الثياب هنا في علم الله -سبحانه- ، إلاّ أَنَّ ظلال اللون الأخضر ونعومة السندس تلقيان إيحاءاتهما على هذه الثياب، وهي بلا شك مرتبطة بالنعيم وصور الثواب في الآخرة.
وقد وردت سادسة في سورة النور في قوله تعالى:}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ{([258]).
وواضح من السياق أَنَّ المقصود بها سائر الثياب، لأنَّ الأوقات المذكورة يكون فيها التجرد من ثياب اليقظة والالتحاق بثياب النوم([259]). وخصها الفيروز آبادي (ت817 هـ) بثياب الفراغ والاستراحة([260]). وأغلب الظن : أَنَّها ثياب اليقظة، فهي التي توضع. ووضع الثياب: حطّها والتجرد منها([261]).
ووردت سابعة في قوله تعالى:}وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاَّتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{([262]).
وقد فسرت الثياب في هذه الآية بِأَنَّها: (القناع الذي فوق الخمار وهو الجلباب والرداء الذي يكون فوق الشعار)([263]). والواضح من سياق النص أَنَّ المراد بها: الثياب الظاهرة([264]).
ويبدو أَنَّ الفيروز آبادي بدل أَنْ يُفَسِر ( وضع الثياب) بحطّها مرة أخرى، جعل معناها: ارتداءها، فقال في هذه الثياب: إنَّها (لباس التجمل والزينة)([265])، وهي كما لا يخفى ثياب خارجية، لاشتراط القرآن الكريم ألاّ تنكشف عوراتهن، ولا يكشفن عن زينة بقوله: }غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ{([266]) التي أرادها بقوله تعالى:}وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ{ وهي الزينة الخفية([267]).
أَمّا الثامنة فقد وردت في سياق ما وصف به اليوم الآخر، وهي ثياب الكافرين التي قال عنها - سبحانه - في سورة الحج:}فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ{([268]). وقد ذكر الشريف الرضي (أَنَّ النار - نعوذ بالله منها - تشتمل عليهم اشتمال الملابس على الأَبدان. حتى لا يسلم منها عضو من أَعضائهم، ولا يغيب عنها شيء ما أَجسادهم، وقد يجوز –أَيْضاً- أَّنْ يكون المراد بذلك - والله أعلم- أَنَّ سرابيل القطران التي ذكرها سبحانه فقال:}سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ{([269]) إذا لبسوها، واشتعلت النار فيها، صارت كأنها ثياب من نار، لإحاطتها بهم واشتمالها عليهم)([270]).
ونحن نعّد الثياب في كل ما تقدم على الحقيقة، لأنَّها تدخل تحت معنى الرجوع إلى الحالة المقصودة المقّدرة بالفكرة([271]).
ثيّب:
وهذا اللفظ من الصيغ التي استعملت بدلالتها اللغوية في القرآن الكريم في قوله تعالى:}عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا{([272]) فالثيّب هي المرأة التي افترعت، وذهبت بكارتها، وفارقت زوجها، ورجعت إلى بيت أَبيها([273]). وتلمح في هذا العلاقة المعنوية بين دلالة الثيّب، والأصل في دلالة (ثاب)، وهو الرجوع بعد تفرّق. كما أَنَّ توسط العاطف بين (ثيبّات) و (أَبكارا) بخلاف سائر الصفات يشير إلى التنافي بين الصفتين([274]). فلا يمكن اجتماعهما، فتعيّن العطف، لأَنَّ المقصود أَنْ يُزَوِّجَهُ بالنوعين، الثيّبات والأبكار([275]).
مثابة:
وقد استعمل القرآن الكريم هذه الصيغة مرة واحدة في قوله تعالى:}وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ{([276])واختلف أهل العربية في معناها وسبب تأنيثها، فذهب الأخفش الأوسط (ت ؟) ([277]) إلى أَنَّ الهاء أُلحقت بها لما كثر من يثوب اليه، كما تقول : ( نسّابة) و(سيّارة) لمن يكثر ذلك منه([278]). وقال بعض نحويّي الكوفة كالفرّاء (ت 207 هـ): (والمثابة في كلام العرب كالواحد، مثل المقام والمقامة)([279])، والهاء لتأنيث المصدر، أو لتأنيث البقعة... قال الشاعر([280]):
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الأَرْضَ رَحْبٌ فَسيحَةٌ فَهَل يُعْجِزَنِّي بقعةٌ مِنْ بِقاعها
وقيل في معناه: مباءة ومرجعاً ومعاذاً، يرجعون اليه على مرور الأوقات، وقيل: مكاناً يكتب فيه الثواب([281]).
والظاهر من أَسباب النزول أَنَّ الآية نزلت في حجة الوداع([282])، بعد فتح مكة وعودة المؤمنين إلى البيت الحرام الذي لم يجدوا فيه الأمن والسلام يوم كانت سدانته لرجال قريش، الذين آذوا المؤمنين، وعذبوهم في البيت الذي أراده الله مكانا، يلجأ إليه الناس منذ عهد إبراهيم، ليكون لهم مرجعا يشعرون بالأمن فيه، فاليوم يعود البيت مرجعا لعباده. وإذا كان الربط بين مقام النص وسياقه يحدد دلالة صيغة (مثابة) -وهي المكان الذي يتفرق عنه الناس يرجعون إليه - يضاف إلى ذلك ظلال السياق وايحاءات الدلالة اللغوية المرتبطة في ذهن العربي بمبلغ جموم ماء البئر ومنزل الرجل وسكنه. ففي هذا نلمح الأمن والسكينة التي عادت للمؤمنين وللبيت بعد الفتح.
وثمة دلالة ترتبط باستعمال المصدر الميمي ( مثاب) بدلا من المصدر (ثواب)، وهي تضمنّه معنى الزمان والمكان، فضلا عن الحدث مقروناً بالحالة والهيئة المستمرة على البشر([283]).
وإذا كانت هذه الصيغ قد ارتبطت بالدلالات اللغوية، فإنَّ الصيغ الأُخرى، على الرغم من تضمنها الدلالة اللغوية، إلاّ أَنّها استعملت في دلالة شرعية، وسنشير فيما نستقبل إلى أَنَّ منها ما استعمل في دلالته اللغوية خلافاً لما ذهب إليه بعض الدارسين.
والدلالة الشرعية للثواب؛ (ما يرجع الإنسان إليه من العمل الذي قدمّه إلى الله – جلّ ذكره- لأَنَّه يثوب إليه في الآخرة، ويصير إليه)([284]). ورجوع الأعمال إلى الإنسان في الآخرة يكون بما يترتب عليها من جزاء. (فيسمى الجزاء ثوابا تصورا أَنَّه هو هو، ألا ترى كيف جعل الله تعالى الجزاء نفس الفعل في قوله: } فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ {([285])، ولم يقل: جزاءه)([286]).
وإذا كان السجستاني (ت 330 هـ) قد بيّن أَنَّ الثواب (أجر على العمل)([287])، فإنَّ ثمة مَنْ فرّق بينهما ذلك (أَنَّ الأجر يكون قبل الفعل المأجور عليه، والشاهد أَنَّك تقول: ما أعمل حتى آخذ أجري ولا نقول:
لا أعمل حتى آخذ ثوابي، لأنَّ الثواب لا يكون إلاّ بعد العمل ([288]). والشاهد القرآني على هذا قوله تعالى:}قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ{([289]). ويُعَدُّ الثواب من جهة أخرى نفعاً خالصاً مستحقا، يقارنه تعظيم وتبجيل([290])، وهو يقع على جهة المكافأة على الحقوق، على حين يرتبط الأجر بمعنى الأجرة التي هي من طريق المثامنة بأدنى الأثمان، وفيها معنى المعاوضة بالانتفاع([291]).
وقالوا: إنَّ ( الثواب ) يستعمل في الخير والشرّ، لكنّ الأكثر استعماله في الخير([292]). ويبدو أَنَّ صيغة (ثواب) لم تستعملْ في القرآن الكريم إلاّ في الخير بدلالتها الشرعية، وقد وردت ثلاث عشرة مرة، خمس مرات في ثلاث سور مكية([293])، وثماني مرات في سورتين مدنيتين([294]).
في قوله تعالى من سورة مريم:}وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا{([295])، جاءت الصيغة المذكورة في سياق([296]) بيان ما تعود به الباقيات الصالحات في الآخرة على المؤمنين إزاء ما يفتخر به المشركون من مقاماتهم المتمثلة بالترف والأبهة على أهل الإيمان في الدنيا([297]).
وجاءت مضافة إلى لفظ الجلالة في قوله تعالى من سورة القصص}فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ{([298]).
والسياق يشير إلى ما سيناله من الله تعالى مَنْ آمن، وعمل صالحا، وصبر على فتنة الزينة، وأَنَّه خير من العرض الدنيوي الذي ناله قارون. وفي هذا بيان للدلالة الشرعية لصيغة (ثواب) ([299])، التي وردت ثلاث مرات في سورة الكهف:
الأولى: في قوله تعالى:}إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً * أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا{([300]).
وجاءت معرفة بالألف واللام، لأَنَّ صورة الثواب قد تقدمت في الآية، فضلا عن ورودها بدلالتها الشرعية لبيان ما سترجع به الأعمال الصالحة التي أَحسنها المؤمنون عليهم يوم القيامة([301]). وجاء السياق كله مقابلاً لصورة العذاب والعقاب الذي سيناله الكافرون([302]).
والثانية: في قوله تعالى:}وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا * هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا{([303]). وقد جاءت في نهاية ما وصف به مشهد الدمار الذي لحق بجنّة الرجل الذي قال:}..مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا{([304])، فأراه الله عاقبة اعتقاده الخاطيء وغروره، وانتقل إلى ما سيناله صاحبه المؤمن – الذي قال له في محاولاته معتزاً بإيمانه : }فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ{([305]) من ثواب الله وخير العاقبة. ومما لا شك فيه أَنَّ الصيغة قد وردت في سياق الخير أَيضا بدلالتها الشرعية([306]).
والثالثة: في قوله تعالى:}الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا{([307]).
وقد جاءت الصيغة في سياق الموازنة بين زينة الحياة وقيم الأعمال والأقوال الصالحة الباقية التي تؤول ثوابا وأملا كان مرجواً ومرتقبا، ذلك أن صاحبها يأمل في الدنيا ثواب الله، ولا يصيبه إلا في الآخرة([308]).
والملاحظ أَنَّ صيغة (الثواب) في هذه الآيات المكية متعلقة بالجزاء في الآخرة، لأنَّ القرآن في السور المكية كثير في تأكيد هدم قيم الجاهلية المعتمدة على المال ومظاهر الأبهة، وتعزيز قيم الإيمان في النفوس والسياقات التي لاحظناها كلّها مرتبطة بالخير، متعلقة بمكافأة الله وفضله([309]).
بيد أنَّ هذه الصيغة في السور المدنية قد توجهت دلالتها وجهتين:
الأولى: تتعلق بما يعود على الإنسان من عمله في الدنيا.
والثانية: بما يعود عليه في الآخرة.
ففي سورة آل عمران يقول تعالى:}وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ * َمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلاً وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ * َكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ{([310]).
وهذه الآيات تبين أنَّ ثَمّةَ ثوابا دنيويا وآخر أخرويا. ولا خلاف في وجود الثواب الأخروي، وفي فهم دلالته، ولكنّ الاختلاف بين المفسرين قد جرى في تحديد دلالة الثواب الدنيوي. ولكي نكون على بينّة من دلالة اللفظ. نحاول أنْ نستعين بأَسباب النزول وسياق النص.