كتاب " الأديان في العالم " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب الأديان في العالم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الحقيقة الشرعية لمفهوم الدين
الحقيقة أن "الدينَ" يشملُ في نصوص الشرع جميعَ الإسلامِ : اعتقادا، وعبادةً ومعاملةً، وأخلاقاً، ودليلُ ذلكَ حديث جبريلَ المشهورُ حيثُ فصلَّ النبيُّ r فيه مراتب الدين:(الإسلام، والإيمان، والإحسان)، وبين حقيقة كل منها، ثم قال: ( هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم)([10]).
قال ابن تيمية: "فجعل الدين " هو: الإسلام والإيمان والإحسان، فتبين أن ديننا يجمع الثلاثة، لكن هو درجات ثلاث: مسلم، ثم مؤمن، ثم محسن، كما قال تعالى : "فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ("فاطر: ٣٢ ).
فـ"كلمة "الدين" في عرف القرآن الكريم تشمل ما يدخل في باب العقيدة ، وما يدخل في باب العمل: العمل الذي يؤديه المرء تقرباً إلى الله، كالصلاة والزكاة، والعمل الذي يقوم به مع غيره تحقيقاً للمصالح الدنيوية المختلفة كالبيوع، والرهون، والشركات، وغيرها من التصرفات، وأعمال السلوك الخلقي مع النفس، ومع الناس ....
قال الله تعالى : "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ" (آل عمران: 19 )، وقال سبحانه : "شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً" (الشورى: 13)؛ فالدين عند الله هو"الإسلام " بكل ما اشتمل عليه من أحكام.
والدين الذي أوحاه الله إلى محمد r ، ووصى به النبيين من قبل: شرع من عند الله، وقال الله تعالى: "ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الأَمْرِ" (الجاثية: ١٨)، والشريعة الطريقة الواضحة التي يجب التزامها، والسير عليها بالقلب أو بالجوارح([11])
عند علماء النفس والاجتماع
"علماء الاجتماع ينظرون إلى "الدين" على أنه: مجموعة مجردة من القيم والمثل أو الخبرات التي تتطور ضمن المنظومة الثقافية للجماعة البشرية"([12]).
وجاء في "قاموس الإنثروبولوجيا" أنّ الدين نظام اجتماعي يقوم على علاقة الإنسان بكائن، أو كائنات، أو قوى فوق طبيعية، أو إله، أو آلهة يؤمن بها، ويعبدها..."([13]).
وقال دوركايم (Durkheim) في تعريف "الدين أنه": مؤسسة اجتماعية قوامها التفريق بين المقدس والدنيوي، لها جانبان: أحدهما روحاني مؤلف من العقائد والمشاعر الوجدانية ، والآخر مادي مؤلف من الطقوس والعادات"([14]).


