كتاب " أسباب سقوط حُكم الإخوان " ، تأليف بروفيسور صالح شمس الدين إسماعيل ، والذي صدر عن مؤسسة شمس للنشر والاعلام .
أنت هنا
قراءة كتاب أسباب سقوط حُكم الإخوان
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

أسباب سقوط حُكم الإخوان
(1) الكهرباء و الطاقة
إذا أضفنا إلى مشكلة انقطاع الكهرباء المستمرة منذ سنواتٍ، مشكلة الحصول على المياه أيضًا بسبب الكهرباء... تصبح الحياة رھيبة ورائحتها كريهة
امتلأتْ الصحف ووسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي بصور الظلام والصرخات والتعليقات لانقطاع الكهرباء المستمر، وكأنها "حكاية صيف"، ولذلك أقترح إضافة بند فوانيس رمضان بالميزانية المالية لتوزيعها على شعب مصر الغلبان الذي عانى كثيرًا؛ ليس فقط من الفقر، ولكنْ من فقر الفِكْر والمشاعر لبعض المسئولين، الذين لم يكن في مقدورهم أنْ يفعلوا شيئًا طوال فترة طويلة إلَّا النداء والتوسل والابتهال إلى الله عزَّ وجلَّ، حتى لا يستخدم الشعب المصري أجهزة التكييف، ولا يأتي شهر رمضان خلال أشهر الصيف لعادة المصريين بالسھر والاحتفال بالشھر الكريم.
الكهرباء ھى عماد الحياة الحديثة، وتؤثِّر تأثيرًا مباشرًا على العمر النشِط للإنسان. الإضاءة ھي مفتاح ھذا العمر النشط، الله سبحانه وتعالى أمدنا بالإضاءة الطبيعية من الصباح وحتى الغروب، ھذه الفترة ھي فترة السعي من أجل متطلبات الحياة، بمعنى العمل والشراء وإعداد الطعام؛ إلى آخره، تبدأ الحياة الحُرَّة النشطة بعد ذلك لما يقرب من 5 ساعات على الأقل. تخيَّل حياتكَ بدون إضاءة في ھذه الفترة أو بمعنى أدق بدون كهرباء، تخيَّل حياتكَ الآن بمنزلكَ بدون ثلاجة ولا سخان لإعداد الطعام، وآلات لغسل الملابس وكيھا، وبدون تليفزيون وكمبيوتر وتليفون نقَّال.
الإنسان يستخدم أساسًا الآن في منزله آلاتٍ تعتمد على الكهرباء؛ لأنھا الصورة المناسبة للحصول على الطاقة للاستخدام المنزلي. أستطيع أنْ أقول بدون الكهرباء لن تكون الحياة صعبة وشاقة، بل ستؤدي إلى أنْ تكون إدارة الحياة المنزلية الحديثة بالمُدن غير ممكنة على الإطلاق، أما العمل بدون كهرباء ـ فلا داعي للكلام في ھذا الموضوع منعًا للحرج. إذا أضفنا إلى كل ذلك مشكلة الحصول على المياه أيضًا بسبب الكهرباء أو غيره؛ تصبح ھذه الحياة رھيبة ورائحتها كريھة - آسف لھذا التعبير - ولكنْ لا وقت أو مجال للمجاملة أو رقة التعبير.
لو دققتَ النظر وأنتَ تسير في أحد شوارع الأحياء القديمة، ربما تجد على إحدى نواصي أطرافه غفيرًا يحاول أنْ يعدَّ الشاي بحرق بعض الأخشاب أو الفحم، وأحد السكان يستخدم ما يسمى موقد البوتاجاز، وآخر بموقدٍ يستخدم الكيروسين، وھذا في حقيقة الأمر لا يمثِّل فقط طرق إعداد الشاي، ولكنه يمثِّل أيضًا أھم ثلاث مواد أو طرق لتوليد الكهرباء في العالم، هي:
• الفحم والبترول والغاز الطبيعي: ينتج بهم العالم حوالي 60 - 70%
• مساقط المياه والرياح وأشعة الشمس ينتج منهم حوالي 15 ـ 20%
• المفاعلات النووية تساهم في إنتاج الكهرباء بحوالي 15 ـ 20%
تختلف ھذه النسب قليلًا من منطقة إلى أخرى، أو من بلدٍ إلى آخر طبقًا لتوافر الموارد الطبيعية، مثل: الفحم والبترول والغاز، أو التكنولوجيا المطلوبة لإنتاج الكهرباء من المصادر الأخرى خاصةً النووية منها... ھناك طرق أو مواد أخرى لإنتاج الطاقة، لكنھا لا تمثِّل حتى الآن أھمية في الإنتاج الكُلي للطاقة بالعالم.
يعتمد إنتاج الكھرباء في مصر على الغاز الطبيعي والبترول (مازوت وسولار) لإنتاج حوالي 90 % بالإضافة إلى 1 % من الرياح.. أما الحصول على الكهرباء من مساقط المياه فيعتمد على توافر ھذه المصادر والظروف البيئية، والطاقة من المصادر المائية في مصر بدأتْ منذ عام1960م من خزان أسوان، ثم من السد العالي عام 1967م، ومن محطة قناطر إسنا عام 1993م، ثم محطة قناطر نجع حمادي عام 2008م، إذ تمثِّل الكهرباء المنتجة من مصادر مائية حوالي 9 % من إجمالي إنتاج الكهرباء الآن في مصر، موزعة كالتالي:
74 % منھا من السد العالي.
21 % من خزانات أسوان.
5 % من إسنا ونجع حمادي.
زيادة إنتاج الكهرباء من المصادر المائية محدود جدًا وتقريبًا غير قابل للزيادة.
مصادر الطاقة في مصر تعد خطرًا على الاقتصاد والمواطن المصري, فإنتاج الطاقة ھو في نهاية الأمر سلعة تخضع لقواعد الاقتصاد العالمي، ويتأثر سعر إنتاج الكهرباء بسعر المواد المستخدمة وتكلفة إنشاء المحطات وتكلفة التشغيل.
يمكن تقسيم المواد الرئيسية المستخدمة في توليد الكهرباء إلى ثلاثة أنواع: