أنت هنا

قراءة كتاب سلسلة اللغة أدركوا الدعائم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
سلسلة اللغة أدركوا الدعائم

سلسلة اللغة أدركوا الدعائم

كتاب " سلسلة اللغة أدركوا الدعائم " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6

أولاً - الفصحى والعامية ووسائل الإعلام

أصبح الإعلام على اختلاف أنواعه سمة هذا العصر المميزة، فقد غزت وسائلهُ كلَّ بيت وسطت أدواته على كلِّ مؤسسة، وشغلت برامجه وحواراته وأخباره وإعلاناته ومقالاته معظم أوقات قسم كبير من الناس في ليلهم ونهارهم، في دورهم وأماكن عملهم وهم مستقرون، وفي وسائل سفرهم وتنقلاتهم وهم يرتحلون.

ومثل الإعلام مثل كل شيء في هذه الدنيا له وجهان؛ وجه مليح ووجه قبيح، فيه المفيد وفيه الضار، يختلف الأمر في هذا باختلاف المستعمِل وطريقته في الاستعمال وغايته من الاستعمال. وليس هنا موضع البحث في هذا وسأعود إليه إن شاء الله، وإنما أعرض هنا مشكلة ما يُسمع في وسائل الإعلام العربية المسموعة والمرئية وما يقرأ في وسائله المكتوبة. هناك قلة من المحطات الرصينة الملتزمة التزاماً كاملاً بالفصحى، يشعر الإنسان بكرامته حين يسمعها، ويُسَرُّ لقدرة مذيعيها ومذيعاتها الجيدة على استعمال الفصحى حتى استعمالها ارتجالاً. ولكن معظم برامج الرائي والمذياع الصادرة عن معظم المحطات الأرضية والفضائية في كلِّ البلاد العربية يسمع منها كلام هجين؛ بعضه فصيح ومعظمه باللهجات العامية المحلية لكل بلد، يستوي في ذلك المحاضرات العلمية والبرامج الدينية ونشرات الأخبار والندوات والحوارات، فضلاً عما يُسمع ويُرى فيما يسمى البرامج الترفيهية. ومع أن كثيراً مما يذاع مكتوب سلفاً، فإن قراءته كثيرة الأخطاء على اختلاف مستوى المحاضرين أو المذيعين إلا من رحم ربك. أما المواد غير المكتوبة والحوارات، فكثيراً ما يبدأ الكلام فيها بالفصحى ثم تتخلله العامية أو ينقلب بكامله إلى العامية. وإذا كان بعضهم يجوِّز استعمال العامية في بعض البرامج الترفيهية الموجهة إلى الناس بلهجاتهم، فإنه غير مقبول قطعاً في البرامج الجادة والبرامج العلمية على اختلاف أنواعها وفي نشرات الأخبار بالخاصة، ولاسيما في المحطات الرسمية.

أما في وسائل الإعلام المكتوبة - ومع أن معظمها يكتب بالفصحى - فإن هذه الفصحى ضعيفة أحياناً ضعفاً صريحاً. وفي بعض الكتابات، حتى الأدبية منها، ما يعسر فهمه، لقلة حيلة الكتّاب في التعبير عن أفكارهم بوضوح، عدا ما بدأ يفشو في بعض الجرائد من تخصيص حقول أو مقالات تكتب بالعامية، وهي ظاهرة شديدة الخطورة؛ لأنها تفتح باباً يلجه كل من لا يحسن الكتابة بالفصحى، ويساعد على انتشار الكتابة بالعامية على نحو سريع؛ الأمر الذي نربأ بإعلامنا أن يكون سبباً في انتشاره أو وسيطاً لتشجيعه.

الصفحات