أنت هنا

قراءة كتاب التفسير الوجيز على هامش القرأن العظيم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التفسير الوجيز على هامش القرأن العظيم

التفسير الوجيز على هامش القرأن العظيم

كتاب " التفسير الوجيز على هامش القرأن العظيم " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 5

46 ـ الذين يوقنون أنهم يلقون ربهم، فيجزيهم أجورهم ويزيدهم من فضله، وأنهم عائدون إلى الله للحساب والجزاء.

47 ـ يا بني يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم تذكروا نعمتي عليكم، فقوموا بحقها، وآمنوا برسولي، وتذكروا أني فضلتكم على العالمين في زمانكم.

48 ـ واتقوا عذاب يوم القيامة، الذي لا تغني فيه نفس عن نفس شيئاً، ولا تقبل فيه شفاعة الشفعاء عند الله لمن مات على كفره، ولا يقبل منها فدية بدل العذاب، ولا يجدون أحداً يعينهم ويمنع عنهم عذاب الله تعالى.

49 ـ واذكروا وقت أن أنجينا آباءكم ـ وذلك فضل على الأبناء ـ من جماعة فرعون: وهو لقب لمن ملك مصر قديماً قبل البطالسة، يذيقونكم أشد العذاب، ويذبحون أبناءكم، ويتركون نساءكم أحياء للخدمة والمهنة، لقول

بعض الكهنة لفرعون: إن مولوداً من بني إسرائىل، يكون هلاكك وذهاب ملكك على يده، وفي ذلك المذكور

من الشر والعذاب، والإنجاء من آل فرعون اختبار شديد لترجعوا إلى ربكم.

50 ـ واذكروا أيضاً نعمتنا عليكم حين شققنا لكم البحر الأحمر حتى صار يابساً تمشون على أرضه، فأنجيناكم من البحر، وأغرقنا فرعون وقومه، وأنتم تنظرون إليهم وهم يغرقون.

51 ـ واذكروا مواعدتنا لموسى، وهي وعد من الله وقبول من موسى، بأن يأتي إلى الطور بعد أربعين ليلة، ليكلمه الله ويوحي إليه، ويعطيه التوراة لتعملوا بها، ثم اتخذتم أيها الإسرائيليون العجل إلهاً، صاغه لكم السامري، فعبدتموه في غيبة موسى وذهابه إلى الطور لتلقي التوراة، وأنتم ظالمون لأنفسكم بعبادتكم العجل من دون الله تعالى.

52 ـ ثم محونا ذنوبكم وعفونا عنكم، من بعد عبادتكم العجل، لكي تشكروا فضل ربكم وعفوه عنكم.

53 ـ واذكروا حين آتينا موسى التوراة، وهو الكتاب الفارق بين الحق والباطل والحلال والحرام، لكي تهتدوا به، وتعملوا بما جاء فيه.

54 ـ واذكروا حين قال موسى لقومه عبدة العجل: إنكم ظلمتم أنفسكم بعبادة العجل، فتوبوا إلى خالقكم، بقتل بعضكم بعضاً، فذلك خير لكم عند خالقكم للنجاة من عذاب الآخرة، فتقاتَلوا حتى قتل منهم سبعون ألفاً، ثم أوقف القتال بأمر الله لموسى، وغفر الله لمن قُتل، وتاب على من بقي، إن الله كثير القبول للتوبة، رحيم بعباده التائبين.

55 ـ واذكروا حين قال السبعون الذين اختارهم موسى لمشاهدة الوحي وتلقي التوراة في الطور: لن نصدقك بما جئتنا به، حتى نرى الله عياناً بأبصارنا، فنزلت عليهم نار من السماء فأهلكتهم، وأنتم ترون ذلك معاينة. وسبب ذلك: طلبهم ما لم يأذن به الله من رؤيته في الدنيا، أما في الآخرة فإن العباد يرون ربهم، بدليل الأحاديث المتواترة القطعية الدلالة.

56 ـ ثم أحياكم الله بعد إماتتكم بالصاعقة، لكي تشكروه على نعمته وفضله عليكم بإحيائكم.

57 ـ وفي مدة التيه في الصحراء بين مصر والشام جعلنا عليكم الغمام (السحاب) كالمظلة يقيكم حرّ الشمس، لما امتنعوا من دخول مدينة الجبارين، وأنزلنا عليكم المن: مادة حلوة كالعسل تتشكل مع الندى (الطل) على الشجر ، والسلوى: هو الطير السُّمانى، يذبحونه ويأكلونه، كلوا من لذائذ الطعام في هذه الصحراء المقفرة، وما ظلمونا بعصيانهم أمرنا، وكفرهم نعمنا، ولكن ظلموا أنفسهم بتعريضها للعذاب.

58 ـ واذكروا أيضاً نعمتنا عليكم حين قلنا لآبائكم بعد خروجهم من التيه: ادخلوا بيت المقدس، وكلوا منها حيث أردتم أكلاً هنيئاً كثيراً واسعاً، وادخلوا باب بيت المقدس منحنين خاشعين تواضعاً لله تعالى، وهو نوع من سجدة الشكر، وقولوا: حطة، أي نطلب منك يا رب إسقاط خطايانا وغفرانها، وسنزيد المحسنين منكم بالشكر وطلب المغفرة إحساناً وثواباً وفضلاً.

59 ـ فبدّل الظالمون منهم كلامهم المقول لهم، وقالوا: «حنطة» أو «حبة في شعرة» بدل {حِطَّةٌ} [البقرة 2/58 والأعراف 7/161] ودخلوا يزحفون على أستاههم، فأنزلنا على الظالمين أنفسهم بمخالفتهم أمرنا عذاباً من

السماء بسبب عصيانهم وخروجهم عن الطاعة.

60 ـ واذكروا كذلك حين عطش آباؤكم في صحراء التيه، فطلب موسى لهم السقيا، فقلنا له: اضرب الحجر بعصاك، فضربه بها، فأخرج الله الماء من الصخر، آية من الله، ونعمةً عليهم، حينما فقدوا الماء، وخرج اثنتا عشرة عيناً من الماء بعدد الأسباط، لكل سبط عين لا يتعداها إلى غيرها، والأسباط: ذرية الاثني عشر من أولاد يعقوب، وقلنا لهم: كلوا المن والسلوى، واشربوا الماء المتفجر من الحجر، ولا تكثروا الفساد في الأرض.

الصفحات