كتاب " الصهيونية ..
أنت هنا
قراءة كتاب الصهيونية .. النظرية والتطبيق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
مدخل:
كان عام 1882، معلم طريق في تاريخ (أرض-إسرائيل) الجديدة، حيث بدأت الهجرة التي يمكن تسميتها "بالهجرة الصهيونية"، والتي وضعت أمامها هدفا يتمثل في إحياء الاستقلال اليهودي، وإقامة دولة سيادية للشعب اليهودي.
وقد جاء في الإعلان الكبير الذي نشره أعضاء الهجرة اليهودية الثانية من روسيا، في نيسان عام 1882 "سينتهي شتاتنا القاسي، وبعد تشردنا آلاف السنين، ستجد نفوسنا التعبة المنهكة، الراحة في أرض آبائنا… (أرض-إسرائيل) فهيا لنرفع علم معسكر يهودا".
سميت هجرة مئات اليهود الذين غادروا المهجر، وتوجهوا إلى (أرض-إسرائيل)، بالهجرة الأولى، غير أن هذا الاسم غير دقيق، ففي عام 1700 وصلت إلى (أرض-إسرائيل) مجموعة كبيرة من المهاجرين، وعلى رأسها (يهودا هحسيا)، وكانت أكبر جماعات الهجرة حتى العصر الحديث.
ويرى بعض الباحثين، في هذه الهجرة التي شارك فيها المئات، بداية العهد الجديد في تاريخ إسرائيل، لا سيما وأنها استقت جذورها من دوافع مسيحية، فقد أراد المهاجرون بهجرتهم،تقريب موعد الخلاص بالتوبة وأداء الفرائض من صلاة وصيام وكبح للشهوات.
ويمكن القول أن الانتقال من هجرة ذات طابع مسيحي إلى هجرة تتطلع إلى بناء الأرض والاستقرار فيها، قد تجسد بهجرة الورعين أيام (ابرهام غرشون ميكيطوف)
عام 1747، لا سيما هجرة أكبر الجماعات، التي شملت حوالي ثلاثمائة مهاجر، وصلوا إلى أرض إسرائيل عام 1777. ولقد أعقبت هذه الهجرة، هجرة "المتدينين الأتقياء"، تلامذة الحاخام الأعظم "مفيلنا"، الذين أطلق عليهم اسم "المعارضين". وقد وصلت أولى قوافلهم عام 1808، وتوالت بعد ذلك وفود المهاجرين، بين عامي 1810-1812.
لقد شكلت هجرة تلك المجموعات نواة "الاستيطان القديم"، الذي انضم إليه فيما بعد "الغربيون"، مهاجرو شمال إفريقيا والمغرب، الذين تدفقوا على إسرائيل بأعداد كبيرة منذ عام 1830.
كان الهدف المعلن للمهاجرين الجدد الذين وصلوا عام 1882 الاستيطان في أرض إسرائيل بغية إقامة استيطان مستقل على غرار ما كان في السابق . أما هجرة يهود اليمن والذين جاءوا من الجنوب ومهاجري روسيا ورومانيا، الذين جاؤوا من الشمال فقد كانت هجرة استيطانية تلتها هجرات أخرى من الشرق والبحر.
بلغ عدد اليهود الذين عاشوا في (أرض-إسرائيل) عام 1882، ثلاثين ألفا تقريبا، وازداد عام 1914، عشية اندلاع الحرب العالمية الأولى، ليصل إلى خمسة وثمانين ألفا تقريبا. ورغم ضآلة الهجرة، كانت إنجازات الهجرتين الأولى والثانية في الفترة، ما بين 1882-1914، بمثابة حجر الأساس الذي قامت عليه الركائز الأساسية للدولة اليهودية. وقد انتعشت آنذاك اللغة العبرية، وأصبحت لغة الشارع، كما بدأت قوة الدفاع العبرية بالتبلور، وبرزت أنماط حياتية تمثلت بـ "الموشاف" و "الكيبوتس".