كتاب " هدنة " ، تأليف إيال أرليخ ، والذي صدر عن دار الجليل للنشر والدراسات والأبحاث الفلسطينية .
أنت هنا
قراءة كتاب هدنة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
هدنة
مقال حول الكتاب
بعد نشر المقال في صحيفة القدس وبدافع الوصول إلى عدد أكبر من قراء لغة الضاد توجهت إلى صحيفة الشرق الأوسط الصادرة في لندن والتي توزع في معظم الأقطار العربية، وبعد أخذ وعطاء وافقت الصحيفة وبصورة استثنائية على نشر المقال بالصورة التي نشر فيها في صحيفة القدس.
وإليكم نص المقال:
الأخوة والأخوات الفلسطينيون الأعزاء
في الأيام الأخيرة، شهدنا خلافاً في المعسكر الفلسطيني، فقيادة السلطة الفلسطينية، ويمثلها أبو مازن، تساند بقوة المبادرة المصرية لعقد هدنة أحادية الجانب من قبل الشعب الفلسطيني لمدة عام واحد، ومن جانب آخر، فإن المنظمات الأخرى الأكثر تسلحاً، ما زالت ترفض قبول الهدنة، وتصر على استمرار سفك الدماء.
بشكل أساسي هناك معسكران في داخل مجتمعينا الإسرائيلي والفلسطيني أولئك الراغبون في العيش بسلام جنباً إلى جنب مع الآخرين، وهم على استعداد لتقديم تنازلات مؤلمة، وأولئك الذين ليس لديهم استعداد لتقديم أي تنازلات، وهم مصممون على القتل والدمار إلى أن يتم تحطيم وذبح الآخرين.
وعادة فإن هؤلاء المسلحين يجدون المبررات لمواقفهم في الكتب المقدسة ، هؤلاء المتطرفون لا يترددون في قتل وإيذاء الأشخاص الأبرياء بإسم الله، وهؤلاء ليس لديهم رحمة ولا يظهرون أي نوع من الشفقة وهم قساة لا يعرفون قيمة للحياة.
هذه هي دعوتي للشعب الفلسطيني إن الحل موجود وهو حل واضح وساطع وجميل، عليكم فقط أن تفتحوا عيونكم وأن تفتحوا عقولكم، توجهوا إلى القرآن الكريم، وافتحوا الصفحة الأولى، هذا هو الجواب بسم الله الرحمن الرحيم.
إن الاتجاه واضح جداً، فإن الله رحيم وعطوف، فليس من المستغرب إذن أن القرآن يبدأ بهذه الكلمات، يجب أن يكون لهذا معنى عميق، فالكلمة الأولى في وصف الله هي الرحمن، ولكي يكون المعنى أكثر قوة كانت الكلمة الثانية هي الرحيم، هذه هي الوصية الأولى لكل إنسان مسلماً كان أم يهودياً، لتكن لديك صفة الرحمة، وحافظ على حياة الآخرين، ولا تؤذ الأشخاص الأبرياء، أبداً، عش ودع الآخرين يعيشون، ابحث دائماً عن الحل السلمي، ولهذا فإنه ليس من المستغرب أن هناك ثماني إشارات أخرى من القرآن الكريم، تحرم بوضوح قتل البشر.
إن جميع سور القرآن الكريم تبدأ بالتذكير نفسه بأن الله رحمن رحيم، ويجب أن يكون لهذا معنى عميق ومقدس، إن السهام المؤشرة واضحة جداً وبارزة، ليس هناك مبرر لإيذاء الأشخاص الأبرياء، ليس هناك مبرر لتنفيذ حروب دموية غير ضرورية، كبديل لطريق التسوية المحترم، إن هذه روح الدين وأوامره.
إنني كمواطن إسرائيلي، أحاول فعل أي شيء ضمن إطار قدرتي المحدودة، من أجل مساعدتنا، نحن الإسرائيليين والفلسطينيين، على فتح صفحة جديدة من تاريخنا، من أجل الوصول في النهاية إلى عهد الاحترام المتبادل والأمن للجميع، الأمن الجسدي والأمن الاقتصادي.
أنا لست ممثلاً عن أي شخص سوى نفسي، وأنا لست الحكومة الإسرائيلية ولم يقم أحد بتعييني من أجل الترويج للسلام، إن الأدوات الوحيدة التي أملكها هي قلبي وعقلي وقدرتي على التعبير عن نفسي.
إنني أعتقد أن هناك فرصة جيدة إن مبادرة السلام المصرية سوف تطبق مع شارون أو دونه، وعلينا نحن كأشخاص بسطاء أن نتحمل المسؤولية وأن نفعل كل ما بوسعنا للترويج لهذه المبادرة.
في الأيام القليلة القادمة، سيقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون بزيارة إلى القاهرة للمرة الأولى للاجتماع مع الرئيس المصري حسني مبارك، وأحد القضايا الرئيسية التي ستبحث هي مبادرة الهدنة، وسيدفع الرئيس مبارك، شارون إلى القبول بها.
إن هذه لحظة حاسمة يجدر بالشعب الفلسطيني أن يدعم هذه المبادرة لإجبار شارون على وضع أسلحته جانباً، وإلى الدخول في الطريق الذي لا يمكن تجنبه وهو طريق إقامة الدولة الفلسطينية، سيكون من الرائع أن نرى ضغطاً شعبياً على القادة الفلسطينيين المختلفين لقبول الهدنة، وأنا أصلي من أجل أن يقوم كل فلسطيني مسؤول بإيجاد طريقة لدعم هذه المبادرة، لأنها هي السبيل الوحيد للخروج من الوضع المأساوي.