أنت هنا

قراءة كتاب هدنة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
هدنة

هدنة

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار الجليل
الصفحة رقم: 2

وجهة نظر

نادرا ما تتوثق علاقات صداقة بين عربي فلسطيني من جهة وبين يهودي إسرائيلي من جهة أخرى.

علاقة مبنية على فهم مشترك لعلاقات الشعبين في البلاد والمنطقة، علاقة مبنية على الإيمان بالعدالة الاجتماعية والمساواة بين جميع المواطنين في إسرائيل والرغبة الحقيقية في تحقيق السلام العادل المبني على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة ومعارضة الاستيطان بكل أنواعه والإيمان بضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس العربية.

عرفت الصديق ايال ايرليخ صيف 1984 حيث اتصل بي هاتفياً في أعقاب انتخابات الكنيست التي جرت في تموز من ذلك العام واقترح أن نلتقي قبل الجلسة الأولى للكنيست.

أطلعته على مسودة خطابي الأول كعضو كنيست وطلبت أن أسمع تعليقه على الخطاب، أضاف ملاحظة شديدة تستهدف عضو الكنيست العنصري كهانا الذي انتخب في نفس السنة ليمثل تيار العنصريين الذين يريدون ترحيل العرب من البلاد.

قبلت اقتراحه وأضفت ما يجب متحدياً العنصري المأفون كهانا.

نشأ ايال ايرليخ لعائلة يهودية مقدسية، درس المحاماة وتخرج محامياً من الجامعة العبرية في القدس.

لم يعمل بالمحاماة بل عمل لسنوات طويلة صحفياً في جريدة معاريف وهآرتس ومجلة "كوتيرت رشيت" ثم انتقل للأعمال الحرة حيث تاجر باستيراد اللحوم من أستراليا والأرجنتين وهنغاريا وبيعها في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

استمرت علاقتنا طوال السنوات التي كنت فيها عضواً في الكنيست أي منذ عام 1984 حتى 1999. وبعد أن تقاعدت من عملي البرلماني استمرت علاقتنا وصداقتنا بل قويت مع الأيام.

اقترح عليّ ايال ايرليخ أن نقيم شركة مشتركة للتطوير والإنشاء وسجلنا الشركة باسم الشرق الأوسط الجديد على أمل أن يكون حقاً شرق أوسط جديد به تعايش وسلام. بدأنا نعمل ونخطط.

ومن المشاريع التي خططنا لها إقامة جسر يربط قطاع غزة مع الضفة الغربية وإقامة محطة لتوليد الكهرباء في قطاع غزة تعمل بالغاز الذي يتم استيراده من جمهورية مصر العربية وكذلك إقامة مصنع للثلاجات في مدينة نابلس ومشاريع لسكن العائلات الفلسطينية في القدس ورام الله.

ومن المشاريع التي عملنا لإنجازها مشروع علاج المياه العادمة في قطاع غزة ومشاريع أخرى كثيرة.

خططنا وتنقلنا بين العواصم العربية والأجنبية لضمان التمويل المناسب لهذه المشاريع وحصلنا على التأييد الكامل للرئيس الراحل ياسر عرفات وحصلنا على مباركة جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية وموافقة ضمنية من ايهود باراك رئيس وزراء إسرائيل في ذلك الوقت.

وجاءت الانتفاضة الثانية عام 2000 لتنسف كل مشاريعنا وكل أحلامنا بشرق أوسط جديد لقد تعطلت المشاريع وانتهت الشركة التي أقمناها من اجل تنفيذ تلك المشاريع.

بعد بدء الانتفاضة الثانية طرح ايال ارليخ فكرة تحقيق هدنة بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقد رحب بذلك الرئيس الراحل ياسر عرفات ورئيس دولة إسرائيل بذلك الوقت موشيه كتساف وحصلنا على مباركة من حكومات مصر والأردن.

وجاءت انتخابات عام 2001 بأريك شارون رئيساً لوزراء إسرائيل وقد عارض أي نوعه من الهدنة مع الجانب الفلسطيني حيث اعتقد ان بإمكانه قمع الانتفاضة بدل الهدنة مع الفلسطينيين.

وقد تقاعس موشيه كتساف رئيس دولة إسرائيل ولم يجرؤ على قبول اقتراحنا بالسفر لرام الله وإلقاء خطاب أمام المجلس التشريعي الفلسطيني والإعلان عن هدنة مشتركة مع الرئيس ياسر عرفات.

التقينا مراراً وتكراراً مع القيادة الفلسطينية في رام الله وغزة كان هناك استعداد فلسطيني كامل لتحقيق الهدنة لكن الرفض الإسرائيلي كان واضحاً شاركت فيه القيادة السياسية والأمنية الإسرائيلية وعلى الرغم من ترحيب رئيس الدولة موشيه كتساف إلا أن الموقف الرسمي الإسرائيلي كان الرفض المطلق.

أصبت بالإحباط من موقف إسرائيل الرسمي وكذلك كان نصيب صديقي ايال ايرليخ لكنه ظل يحلم بالهدنة وبالسلام وأنا وصلت لقناعة أن القيادة الإسرائيلية مدعومة بالصهيونية الدولية لا تريد الهدنة ولا تريد السلام وأنها تريد مواصلة الاستيطان والاحتلال.

يظل ايال ايرليخ يحلم ويخطط ومشغول البال بكيفية تحقيق الهدنة وإبرام اتفاقية السلام.

وأظل أحلم بضرورة إنهاء الاحتلال وإنهاء الاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس العربية.

ونظل انا وايال ايرليخ أصدقاء صداقة حقيقية متينة تقوى مع الأيام.

عبد الوهاب دراوشة

رئيس الحزب الديمقراطي العربي

الناصرة

25/1/2010

الصفحات