أنت هنا

قراءة كتاب في الحديث الشريف والبلاغة النبوية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
في الحديث الشريف والبلاغة النبوية

في الحديث الشريف والبلاغة النبوية

كتاب " في الحديث الشريف والبلاغة النبوية " ، تأليف محمد سعيد رمضان البوطي ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7

وهذه المسانيد خالية من الأحاديث الموضوعة، إلا أنها لا تخلو من أحاديث ضعيفة سرعان ما يتبينها الباحث بواسطة النظر في أسانيدها وطرقها.

( الصحاح ) كتب اقتصر أصحابها على رواية الصحيح فقط من حديث رسول الله ، فهي مصنفة حسب ترتيب الأبحاث والمواضيع، لا حسب أسماء الصحابة كما هو الشأن في المسانيد. وكان أولُ من صنف في الصحاح الإمامَ أبا عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (194 - 256هـ). ثم تلاه من بعده الإمامُ مسلم بن الحجاج القشيري (204 - 261هـ).

وقد قامت لهذين الكتابين شهرة كبرى ومكانة عظيمة في صدور المسلمين في كل عصر، إذ كانا أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى، لما امتاز به كل منهما من دقة في الرواية وحيطة في انتقاء الصحيح وشدة في تتبع القيود والشروط، وقد اشتهر اسم «الصحيحين» عَلَماً لهذين الكتابين الجليلين.

على أن صحيح الإمام البخاري يعتبر في الدرجة الأولى من الحيطة والضبط، يليه في الدرجة صحيح مسلم. إذ كان البخاري يشترط لقبوله رواية المحدث عمن قد أخذ عنه أن تثبت معاصرته له ولقاؤه به زيادةً على شروط العدالة والضبط التي سنتحدث عنها إن شاء الله.

أما مسلم فكان يشترط المعاصرة وحدها، بعد تأكده من توافر الشروط الأخرى، إذ كان يعتبر رواية أحدهما عن الآخر دليل اللقاء.

وهو اعتبار سليم ووجيه بعد ثبوت العدالة والصدق. غير أن البخاري كان أكثر شدةً في الحيطة والحذر .

( السنن ) تعتبر كتب السنن امتداداً للصحاح ولطريقتها في الجمع والتأليف، فكل منها رتبت أحاديثه على المواضيع والأبواب لا على أسماء الصحابة.

إلاّ أن السنن تفترق عن الصحيحين بأن مؤلفي السنن لم يشترطوا الاقتصار على الصحيح بل أخرجوا الصحيح والحسن والضعيف في بعض الأحيان، ولكنهم بينوا ذلك وربما ألمحوا إلى أسباب الضعف إن اقتضى الأمر.

وكتب السنن أربعة إن جردتها عن الصحيحين، وهي:

1- سنن أبي داود السجستاني (202 - 275هـ) وكان أبو داود قد كتب خمس مئة ألف حديث انتخب منها أربعة آلاف وثمان مئة حديث ضمّنها كتابه. وقد بين أبو داود منهجه في كتابه فقال: «ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه، وما كان فيه وهن شديد بيّنته».

2- سنن الإمام الترمذي (209 - 279هـ) واسمه أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، وقد سمى كتابه «الجامع». وقد أخرج فيه - رحمه الله - الصحيح وما دونه من الحسن والضعيف والمنكر، ولكنه بيَّن الضعيف ووجه ضعفه والمنكر وسبب نكارته، وبيَّن الثقات من المتروكين في السند الذي يرويه.

3- سنن الإمام النسائي (251 - 303هـ)، واسمه أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب الخراساني النسائي. وكان قد صنف كتاباً أسماه «السنن الكبرى» وقدمه إلى أمير الرملة فقال له: أكلُّ ما فيها صحيح؟ فقال: فيها الصحيح والحسن وما يقاربهما. فقال له: فاكتب لنا الصحيح منه مجرداً، فاستخلص منه «السنن الصغرى» وسماها «المجتبى من السنن» وهي التي بين أيدينا اليوم والتي يطلق عليها سنن النسائي.

الصفحات