كتاب " في الحديث الشريف والبلاغة النبوية " ، تأليف محمد سعيد رمضان البوطي ، والذي صدر عن
أنت هنا
قراءة كتاب في الحديث الشريف والبلاغة النبوية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
3- أهم أقسام الحديث من حيث درجات الصحة والضعف
قلنا إنه ظهر بين المشتغلين بالحديث من قد اتصفوا بسوء الحفظ أو سوء الطوية والقصد، فظهرت بسببهم أحاديث نسبت إلى رسول الله دون أن يكون لعلماء الحديث علم بها.
فاقتضاهم الأمر أن يضبطوا سبيل الرواية عن رسول الله بضوابط وقيود، وأن يضبطوا المقبولين في الرواية عنه بشروط وصفات لا بد أن تتوافر فيهم.
وقد تم لهم من ذلك إنشاء قواعد علمية تألف منها علم «مصطلح الحديث»، وكان لهذا العلم أهمية عظمى في نفي الخبث والأكاذيب والأحاديث الضعيفة والمنكرة عن أن تتسلل إلى حيث يمكن لها الامتزاج بالأحاديث الثابتة الصحيحة. بل كان لهذا العلم أهمية بالغة في شأن الرواية ومنهج البحث التاريخي عموماً، حتى أصبح جميع علماء التاريخ والأدب لا يَرْوُون خبراً أو حادثة إلا عن طريق سلسلة الرواية والإسناد مهما طال السند أو قصر.
وبذلك يُبْرِئ الراوي ذمته مما قد يكون في الخبر من دسّ أو كذب أو ضعف، إذ إن الباحث المحقق الذي لم يَفُتْه الاطِّلاع على علم الرجال والجرح والتعديل يستطيع أن يتبين الإسناد الصحيح من غيره، كما يستطيع أن يتبين الثغرات التي قد توجد في الرواية بناء على ما قد علمه من قواعد هذا العلم. ولذلك كانوا يقولون: من أسند فقد أسلمك.
ولا يتسع المجال هنا لعرض هذه القواعد ودراستها، ولكنا نستعرض أقسام الحديث التي تكونت بناء على هذه القواعد.
وجملة الأقسام الكبرى للحديث محصورة فيما يلي:
1- الحديث الصحيح.
2- الحديث الحسن.
3- الحديث الضعيف.
4- الحديث الموضوع.