كتاب " اليهودية ديانة توحيدية أم شعب مختار " ، تأليف عمر أمين مصالحة ، والذي صدر عن دار الجليل للنشر والدراس
أنت هنا
قراءة كتاب اليهودية ديانة توحيدية أم شعب مختار
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
مقدمة:
بعد إتمامي تعليمي الاعدادي والثانوي في مدرسة عبرية-يهودية، وخلال دراستي الجامعية، تعرفت على التعاليم اليهودية، درست في التوراة، والتلمود والكتب الدينية اليهودية الأخرى. ومن خلال عملي في مجالات مختلفة وفي مؤسسات يهودية، زاد إهتمامي ورغبتي في التعرف على المجتمع اليهودي من خلال دراسة التراث الفكري اليهودي، وبالأخص ذلك الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً في التعاليم الدينية اليهودية، وكيف أثر ذلك على مجمل المخزون الثقافي اليهودي. عَرفت وتعلمت الكثير عن الديانة اليهودية: التوراة، التلمود والكتب الدينية الأخرى- وأنا أفكر في دراسة معمقة لهذا الموضوع لما فيه من خصوصية يصعب على الأنسان اكتشافها من خلال التعامل العادي- النمطي بين شخص غير يهودي مع اليهودي. على الرغم من ان قطاعا كبيرا من الشعب اليهودي يعرف نفسه بالعلماني، فإن هذا الجمهور يعود بفكره الى المرجعية الدينية في سلوكه الإجتماعي والشخصي وايضاً السياسي. وللجمهور العربي الذي يعيش في هذه البلاد مصلحة كبيرة جداً في التعرف على الشعب الآخر في جميع مناحي الحياة، ومن أهمها المعتقدات الدينية، ولذلك فإنه بات من الواجب ومن الضرورة على كل قارئ عربي ان يجتهد في التعرف الى مكنونات هذه الديانة التي يكتنفها الكثير من الغموض والتستر وراء الكتابة باللغة الآرامية القديمة واستخدام لغة "الإيديش" التي يقتصر استخدامها على شريحة معينة من اليهود الغربيين "الأشكناز".
تميز الدين اليهودي وعلى مر العصور بطبيعته المغلقة، ويمكن القول انه دين غير تبشيري، لا يشجع الآخرين على دخوله- بل العكس يضع العراقيل في سبيل من يود التهود من خارج الديانة اليهودية، وتًعتبر الديانة اليهودية المتهودين حملاً ثقيلاً على كاهل الشعب اليهودي.
أود أن أشير أنني إتبعت اسلوب البحث العلمي الذي يُحَتم نقل الفكرة من منبعها دون اضفاء ما يوحي الى موقف للسلب او الإيجاب، ولم أجتهد في وضع رأي ذاتي عن اليهودية، وإنما أرجعت كل مادة في هذا الكتاب الى مصادرها اليهودية الأصلية بإعتبار أن المدح والقدح إن وجدا، هما من الاصل، وليس من تأليف مؤلف.
أعتقد بأن الموضوع يستحق الدراسة، خصوصاً بالنسبة الينا نحن العرب في دولة اسرائيل، إذ اننا نعيش في شبه عزلة، وفي غربة عن المجتمع اليهودي بسبب الخلاف والصراع العربي- الفلسطيني الذي أمتد عقوداً طويلة.
ان معرفة كل طرف للطرف الآخر، فيه نصف الحل خاصة واننا نعيش في ظل صراع قديم تاريخي واحياناً دام بين شعبين متنازعين على نفس الارض التي يعيشون عليها.
يساهم هذا الكتاب مساهمة كبيرة حيث يقدم للقارىء العربي الكم الكبير من المعرفة عن الديانة اليهودية المجبولة تاريخياً بالقومية، قبل ان تضع لها الصهيونية أهدافاً وطنية جديدة لشحن الإنتماء لموطن هذه الديانة "ارض الميعاد".
عالج الكتاب أيضاً البعد الفكري بين المنهج الفكري الإسلامي الذي يوحد الخالق وينزههُ عن كل ما هو انساني ومادي. وبين المنهج الفكري اليهودي "القبالي" الذي يجسد الروح الإلهية بشكل ينبذه الاسلام قطعياً. وإذا لم نفهم الاسلوب الفكري والمنطقي لهذه الفئة الدينية مثلاً، فإنه يصعب التصور كيف يمكن، في أي حقبة من الزمن، أن يحدث أي تقارب بين الديانات السماوية التوحيدية. أرجو أن أكون قد وفقت في نقل الصورة بأمانة يستفيد منها القارئ العربي واليهودي على حد سواء.
يسعدني أن أشكر كل من ساعد في إبداء الرأي والمشورة لإصدار الكتاب:
فضيلة القاضي احمد ناطور على المشورة العلمية. الباحث والمؤرخ بروفيسور يوسف غينات الذي راجع المادة. دكتور محمود عباسي على مراجعته المادة وتحضيرها للطبع. السيد موفق رفيق الخوري نائب مدير عام وزارة المعارف والثقافة على المشورة العلمية. دكتور احمد عارف مصالحه على المشورة العلمية. المؤرخ آدم دورون على التوجيه والأستشارة. للسيد عبد الله عزايزه على المراجعة اللغوية. للاخ المحامي رافي مصالحه. والكثيرين الذين استشرتهم وسألتهم في كل صغيرة وكبيرة.
عمر أمين مصالحة