أنت هنا

قراءة كتاب اليهودية ديانة توحيدية أم شعب مختار

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
اليهودية ديانة توحيدية أم شعب مختار

اليهودية ديانة توحيدية أم شعب مختار

كتاب " اليهودية ديانة توحيدية أم شعب مختار " ، تأليف عمر أمين مصالحة ، والذي صدر عن دار الجليل للنشر والدراس

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار الجليل
الصفحة رقم: 6

بعد موت الاسكندر المقدوني قسمت البلاد بين قادة الجيش اليوناني، الذين فرضوا بدورهم الثقافة اليونانية على الشعوب المحتله.

تأثر عدد كبير من اليهود بالثقافة اليونانية، وتماثلوا مع هذه الثقافه، بالمقابل حافظ البعض على التراث الديني، وبرز من بين هؤلاء "شمعون هتسديك" الصديق.

لقد وقع صراعٌ مريرٌ بين الموالين لليونانيين وبين المحافظين على التوراة. احتد هذا الصراع حتى أخذ طابعًا قوميًا، دينيًا واجتماعيًا. تشكلت اثناء الصراعات المذكورة حركة سرية سميت بحركة "الحسيديم" والتي دعت سكان يهودا من اليهود الى التمسك بالتقاليد والقيم القومية والدينية اليهودية.

انتقلت حركة "الحسيديم" من مرحلة الدعوة، الى الثورة الحقيقية وقد اعطى شارة انطلاق هذه الثورة متتياهو من عائلة "الحشمونئيم" الذين اعتبروا من الكهنة، استوطن الحشمونئيم في منطقة موديعين شرقي مدينة اللد، وتمكن متتياهو من اجتذاب آلاف الفلاحين من أبناء المناطق المجاورة الى ثورته.

اسس متتياهو دولة يهودا من جديد، وخلفه في الحكم ابنه يهودا همكابي، وامتدت فتره حكم الحشمونئيم، منذ اندلاع ثورة متتياهو حتى تنصيب هوردوس ملكًا، قرابة مائة وثلاثين سنة.

مع تطور الدولة الحشمونائية واتساع رقعتها، شرع قادتها في محاكاة الملوك المقدونيين بكل انماط الحياة، الامر الذي أثار حفيظة الشعب.

لم يطبق زعماء الدولة الحشمونائية شرائع التوراة، كما ورفضوا قبول رأي الحكماء الذين اطلقوا عليهم اسم "الفروشيم" (الفريسيون) الذين تمسكوا بشرائع الدين والتوراة، مقابل الصديقين "هتسديكيم" الذين تقربوا من الملك وحاشيته.

انشقت عن حركة الفريسيين مجموعة رأت فيما يجري من حولها عالم الخطيئة، فقرروا الابتعاد عن الناس وعاشوا في مجموعات على امتداد السواحل الصحراوية للبحر الميت، اطلق عليهم اسم "الأيسيون" وحرم هؤلاء أنفسهم من تناول اللحوم والخمور، كما وانقطعوا عن الزواج.

بدأ الصراع اليهودي ضد روما ووثنيتها مع قدوم الجيش الروماني للبلاد، وكانت السنوات السبعين الفاصلة بين وفاة هوردوس، وبين اندلاع الثورة الكبرى عام 66 للميلاد، سنوات نضال وصراعات مستمرة ضد الغازي الروماني وصراعات داخل المجتمع اليهودي ذاته.

كانت ابرز الصراعات في تلك الفترة، نشوب حرب العصابات التي مارستها جماعات صغيرة ضد الرومان، كما وازدادت ظاهرة اغتيال اليهود المقربين من السلطة الرومانية. تكونت في تلك الفترة جماعة تحت اسم "هقنئيم" وتعني الغيورين على الدين، كما برزت مجموعة تحمل اسم "السيقارقيم" أي حملة الخناجر، الذين عملوا على محاربة الطبقة الغنية المقربة من السلطة، دفاعا عن الفقراء والمهمشين.

اضطر الرومان الى الاعتراف بزعيم الفروشيم رئيسا للسكان اليهود، بعد ان اتضح لهم انعدام أي نفوذ لملوك عائلة هوردوس في أوساط الشعب، فقاموا بالغاء هذه "الملكية". كان آخر ملوك بيت هوردوس أغريباس الثاني (ابن اغريباس الأول) الذي حكم جزءًا من شمالي البلاد، وهرب مع انصاره من الحكام الرومان، أبان الثورة التي قام بها اليهود.

الصفحات