كتاب " البيان في أحكام بدع الزمان " ، تأليف باسمة القضاة ، والذي صدر عن دار آمنة للنشر والتوزيع
أنت هنا
قراءة كتاب البيان في أحكام بدع الزمان
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الاتجـاه الأول :
أصحاب هذا الاتجـاه قالـوا أن البدعـة تطلق على كل حادث لم يوجد في الكتاب والسـنة ، سواء أكـان في العبـادات أم العـادات ، وسـواء أكان مذموماً أم غير مذموم ، ومن القائليـن بهـذا : الإمام الشـافعي وأتباعه العز بن عبد السلام والنووي ، ومن المالكيـة القرافي والزرقاني ومن الحنفيـة ابن عابدين ، ومن الحنابلـة ابن الجوزي ومن الظاهرية ابن حزم .
وسأعرض تعريفاً للبدعة عنـدهم كنماذج لهذا الاتجاه ، فنرى البدعة عند أصحاب هذا الاتجاه :
من الحنفيـة :
البـدعة : وهـي كمـا قسمها ابن عابدين في حاشـيته :
البـدعة خمسـة أقسـام : إما أن تكون محرمـة ، وإلا فقد تكون واجبـة كنصب الأدلة للرد على أهل الفـرق الضالة وتعلـم النحو المفهم للكتـاب والسـنة ، ومندوبـة كإحداث نحو ربـاط ومدرسـة وكل إحسـان لم يكـن في الصدر الأول ، ومكروهة كزخرفـة المسـاجد ، ومباحة كالتوسـع بلذيـذ المآكل والمشـارب والثيـاب [10].
ومن المالكيـة :
البـدعة : ما لم يقع في زمنـه _ صلى الله عليه وسلم _ سـواء دل الشرع على حرمته أو وجوبه أو ندبـه أو كراهتـه أو إباحتـه وعليه فالبدعة تعتريها الأحكام الخمس. وبه قال ابن عبد السـلام ( أحد أتبـاع الإمام الشافعي ) والقرافي وغيرهما [11].
وقـال الزرقاني في شـرحه :
البـدعة لغة : ما أحدث على غير مثال سـبق وتطلق شـرعاً على مقابل السنة وهي ما لم يكن في عهده _ صلى الله عليه وسلم _ ثم تنقسم إلى الأحكام الخمسة وحديث كل بدعة ضلالة عام مخصوص ، وقد رغب فيـها عمر بقولـه : نعمت البدعة ، وهي كلمة تجمع المحاسن كلها ، كما أن بئس تجمـع المساوئ كلها ، وقد قـال _ صلى الله عليه وسـلم _ اقتـدوا باللذين من بعـدي أبي بكر وعمر وإذا أجمـع الصحابـة على ذلك مع عمر زال عنـه اسم البـدعة [12].
وعرفها الشـافعية :
البـدعة : ما أحدث في الشـريعة ما لم يكن في عهـده _ صلى الله عليه وسـلم _ وكل ما عمـل على غير مثـال[13].