كتاب " البيان في أحكام بدع الزمان " ، تأليف باسمة القضاة ، والذي صدر عن دار آمنة للنشر والتوزيع
أنت هنا
قراءة كتاب البيان في أحكام بدع الزمان
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
وعرفها الحنابلـة :
البدعـة في عرف الشـرع ما يذم لمخالفته أصول الشـريعة [14].
والأدلـة التي اعتـمد عليها أصحاب هذا الاتجـاه نراها في أقوالهـم فقالـوا :
" والبدعـة بدعتـان بدعـة هدى و بدعـة ضلال ، فما كـان في خلاف ما أمر الله بـه ورسـوله فهو في حيز الذم والإنكـار ، وما كان واقعاً تحت عمـوم ما ندب الله إليـه وحض عليه أو رسـوله فهو في حيـز المدح ، وما لـم يكـن له مثـال موجود كنوع من الجـود والسـخاء وفعل المعروف فهو من الأفعال المحمودة ، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشـرع به ، لأن النبـي قد جعل له في ذلك ثواباً. فقال : من سن سنة حسـنة كان له أجرها وأجر من عمل بها ، وقـال في ضده من سن سـنة سـيئة كان عليـه وزرها ووزر من عمـل بهـا ، وذلك إذا كان في خلاف ما أمر الله بـه ورسوله . ومن هذا النوع قول عمر _ رضي الله عنه _ نعمت البـدعة هذه[15].
لما كانت من أفعال الخيـر وداخلة في حيـز المدح سماها بـدعة ومدحها ؛ لأن النبي لم يسـنها لهم ، وإنما صلاها ليالـي ثم تركها ، ولم يحافظ عليـها ولا جمع الناس لها، ولا كانت في زمن أبي بكر ، وإنما عمـر _ رضي الله عنهما _ جمع الناس عليـها وندبـهم إليها ، فبهـذا سماها بدعـة ، وهي على الحقيقة سـنة ؛ لقوله عليكـم بسنتي وسـنة الخلـفاء الراشدين من بعدي وقولـه اقتدوا باللـذين من بعـدي أبي بكر وعمر.
وعلى هـذا التأويـل يحمل الحديث الآخر كل محدثـة بدعـة ، إنما يريد ما خالف أصول الشـريعة ولـم يوافق السـنة وأكثر ما يستعمل المبتدع عرفـاً في الذم "[16].
وعلق الدمياطي في كتابـه إعانـة الطالبيـن مبيناً أن البـدعة خمسـة أقسـام فقـال :
" ذكر الشـيخ الإمام أبو محمد بن عبد السـلام رحمه الله في كتابـه القواعد أن البـدع على خمسة أقسـام واجبـة ومحرمة ومكروهة ومسـتحبة ومباحة .
قال ومن أمثـلة البـدع المباحة المصافحة عقب الصبح والعصر . وأما الواجبـة من أمثلتها تدوين القـرآن والشرائع إذا خيف عليها الضياع فإن التبليـغ لمن بعدنا من القـرون واجب إجماعاً وإهماله حرام إجماعاً .
والمحرمة من أمثلتـها المحدثات من المظالم كالمكوس . وقوله ومكروهـة من أمثلتـها زخرفة المسـاجد وتخصيص ليـلة الجمعة بقيـام ، وقولـه ومستحبة من أمثلتـها فعل صلاة التراويح بالجماعة وبنـاء الربـط والمدارس وكـل إحسـان لم يعهد في العصر الأول .
وقال الشـافعي _ رضي الله عنـه _ ما أحـدث وخالف كتاباً أو سـنة أو إجماعاً أو أثراً فهو البـدعة الضـالة وما أحدث من الخير ولم يخالف شـيئاً من ذلك فهو البـدعة المحمودة . والحاصل أن البـدع الحسـنة متـفق على ندبها وهي ما وافق شـيئاً مما مر ولـم يلزم من فعلـه محذور شـرعي ، ومنها ما هو فرض كفايـة كتصنيف العلـوم .