أنت هنا

قراءة كتاب البيان في أحكام بدع الزمان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
البيان في أحكام بدع الزمان

البيان في أحكام بدع الزمان

كتاب " البيان في أحكام بدع الزمان " ، تأليف باسمة القضاة ، والذي صدر عن دار آمنة للنشر والتوزيع

تقييمك:
3
Average: 3 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 10

الاتجـاه الثانـي :

الفريق الذي ذم البـدعة ، وقال بأنها فقـط بـدعة واحدة وهي ضلالة ولا يوجد هناك أخرى لنطلق عليها بأنها بدعة حسـنة ، فالبدعة بـدعة وكلها ضلالة ، سواء في العادات أو العبادات .

ومن القائلين بهذا القول : الإمام مالك والشاطبي والطرطوشي ، ومن الحنفية الإمام الشمني والعينـي ، ومن الشافعية البيـهقي ، وابن حجر العسقلاني وابن حجر الهيثمي ، ومن الحنابلة ابن رجب وابن تيميـة .

ـ فعرفها الشـمني : بأنها ما أحدث على خلاف الحق المتلقي عن رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ من علم أو عمل أو حال بنوع شبهة واستحسان وجعل ديناً قويماً وصراطاً مستقيماً [22].

ـ وقال ابن تيميـة :

أن البـدعة في الدين : هـي ما لم يشرعه الله ورسوله وهو ما لم يأمر به أمر إيجاب ولا استحباب فأما ما أمر به أمر إيجاب أو استحباب وعلم الأمر به بالأدلـة الشرعية فهو من الدين الذي شرعه الله [23].

ـ وقد عرف الشـاطبي البـدعة بتعريفين أوردهما في الاعتصام وقال:

" أنه ثبت في علم الأصول أن الأحكام المتعلقة بأفعال العباد وأقوالهم ثلاثة : حكم يقتضيه معنى الأمر ، كان للإيجاب أو الندب . وحكم يقتضيه معنى النهي، كان للكراهة أو التحريم . وحكم يقتضيه معنى التخيير ، وهو الإباحة . فأفعال العباد وأقوالهم ، لا تعدو هذه الأقسام الثلاثة : مطلوب فعله ، ومطلوب تركه ، و مأذون في فعله وتركه . والمطلوب تركه لم يطلب تركه إلا لكونه مخالفاً للقسمين الأخيرين ، لكنه على ضربين :

أحدهما : أن يطلب تركه ، و ينهى عنه لكونه مخالفة خاصة مع مجرد النظر عن غير ذلك ، وهو إن كان محرماً سمي فعلاً معصية و إثماً ، وسمي فاعله عاصياً و آثماً و إلا لم يسم بذلك ، ودخل في حكم العفو حسبما هو مبين في غير هذا الموضع ، و لا يسمى بحسب الفعل جائزاً ولا مباحاً ، لأن الجمع بين الجواز والنهي ، جمع بين متنافيين .

والثاني: أن يطلب تركه وينهى عنه لكونه مخالفة لظاهر التشريع من جهة ضرب الحدود ، وتعيين الكيفيات ، والتزام الهيئات المعينة أو الأزمنة المعينة مع الدوام ونحو ذلك .

وهذا هو الابتداع والبدعة ، ويسمى فاعله مبتدعاً ، فالبدعة إذن كما قال في

التعريف الأول : طريقـة في الديـن مخترعة تضاهي الشـرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبـد لله سبحانه وهذا على رأي من لا يدخل العادات في معنى البدعة وإنما يخصها بالعبادات .

وفي التعريف الثـاني : البـدعة طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليـها ما يقصد بالطريقـة الشـرعية [24].

الصفحات