أنت هنا

قراءة كتاب إطلق قمرنا يا حوت

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إطلق قمرنا يا حوت

إطلق قمرنا يا حوت

كتاب " إطلق قمرنا يا حوت " ، تأليف يوسف غيشان ، والذي صدر عن منشورات ضفاف ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر:
الصفحة رقم: 3

صاحب الأمير الصغير

خلال القرن السابع عشر، ابتكر التربويّون الغربيون، مهنة جديدة، تمّت تسميتها، بما معناه: (صاحب الأمير الصغير)، واستمر مسمّاها الوظيفي حتى العقود الأولى من القرن الثامن عشر، حيث انهار على وقع انهيار الإقطاع، وصعود الدولة القوميّة.

وصاحب الأمير الصغير هذا هو ولد من عامة الشعب يتمّ تكليفه باللعب مع الأمير الصغير وتسليته، وتستمر حياته بكل يسر وسهولة وأكل ونغنغة، إلى أن يرتكب الأمير الصغير خطأ ما، حيث يقومون بضرب هذا الولد وتوبيخه وبهدلته، على مرأى من الأمير الصغير، حتى يشعر الأمير الصغير أنه أخطأ، بدون أن ينال العقاب بشكل مباشر.

المشكلة، حين يستمتع الأمير الصغير بضرب صاحبه الصغير أمامه، ويشرع في اقتراف الأخطاء، بشكل مقصود، ليحوّل صديقه إلى (مطبّة)، وكبش فداء، يتلقى الضربات والإهانات، بينما الأمير الصغير يضحك بكلّ براءة.

لقد سبقنا الغرب إلى هذا الإبتكار، وكان ينبغي أن يتولد لدينا في ذلك الزمان، لكن يبدو أنه لم يخطر في بالنا عندما كنا أقوياء، ولم نستطع تقليده خلال القرن السابع عشر، لأننا كنا ضعفاء، ونرزح تحت نير الحكم العثماني.

لكننا الآن، وعلى سبيل النسخ الإبداعي، أعدنا تشكيل واستخدام هذا المسمّى الوظيفي، بعد استبدال صاحب الأمير بالشعب بأكمله، وصارت العقوبات تقع على الشعب.

الحكومات تشرع في التخبيص، والاستدانة وتوريط البلاد، وتبيع أصول الوطن بتراب المصاري، وتنهب الميزانية، و(ترشي) من تشاء وتفسد من تشاء وتشارك من تشاء وتسحل من تشاء..

وبعد هذا كلّه، وإذا انكشف المستور، تقوم بمحاسبة الشعب، لكأن الشعب بأكمله هو صاحب الأمير الصغير.

الصفحات