أنت هنا

قراءة كتاب إطلق قمرنا يا حوت

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إطلق قمرنا يا حوت

إطلق قمرنا يا حوت

كتاب " إطلق قمرنا يا حوت " ، تأليف يوسف غيشان ، والذي صدر عن منشورات ضفاف ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر:
الصفحة رقم: 8

نزل الشرور!

في اللهجة العامية في حارتنا كانوا يقولون عمّن يخطئ خطأ فاحشاً: (طغاه الشيطان).. أيّ أنّ الشيطان ضلّله وتحكم فيه حتى أوقعه في الخطأ، وبالتالي ينفون عن الشخص أيّ إرادة حرة أو مسئوليّة فردية في اقتراف الخطأ.

واللّي ما إله أول ما إله آخر.. صح؟؟

وبناء عليه، بشكل منطقيّ وعقلاني وعلماني وأبصر شو كمان (تاني)، فإننا ينبغي أن نتوقف عن مطالبة الحكومة، بكافة أجهزتها، بمكافحة الفساد والفاسدين والمفسدين ونتوقف عن إرهاق لغاليغنا، ونحن نهتف ضدّ اللصوص ونسمّيهم بالاسم واللقب، ممّا يحرجهم ويحرج أهاليهم الكرام.

هؤلاء مواطنون، مخّاً ومخيخاً ونخاعات، ولا يستحقون منا هذه المعاملة الجافة، وهم لم يسرقوا ولم يبطشوا ولم ينفشوا أنفسهم علينا لأنهم يريدون ذلك، بل لأنّ الشيطان، الشيطان ما غيره، طغاهم وظللهم وأبعدهم عن سواء السبيل.

ما كان لأيّ ممّن نسمّيهم باللصوص، أن يمد يديه إلى المال العام، ولا أن يستغل الخصخصة والتحول الاقتصادي ليجني المليارات، ما كان لأيّ منهم أن يفعل ذلك، بنا وبوطنه وأمته، لولا غواية الشيطان.

ينبغي أن لا نشغل أجهزتنا الحكومية، ولا القضاء العسكري والمدني وما بينهما، بهذا الهراء الذي يسمّى محاكمات، حيث نوقف أبناء الوطن ونسجنهم ونحكم عليهم، لكأنهم جناة أو مجرمين وشذاذ آفاق.. حرام ياجماعة الخير!!

الشر واضح، ومصدر الشر واضح.. إنه الشيطان.. إنه عدونا جميعا إلى يوم الدين، فلنترك أخوتنا الفاسدين، ولنركز على أصل الشر، فلنطارد الشيطان ونحاكمة، ونترك أخوتنا المرضى بالفساد والإفساد، ولنقدم لهم كل مساعدة ممكنة، إلى أن نستأصل أصل الداء، الشيطان، ما غيره.

ومن الجهة ذاتها، يؤكد البروفيسور وأستاذ طبّ الأعصاب بجامعة "بريمن" الألمانية، والشهير دولياً بأبحاثه على جينات الدماغ، أنه عثر على ما سماه "بقعة سوداء" في وسط الدماغ الأعلى، أطلق عليها اسم "مربض الشيطان"، ومهمتها الوسوسة للشخص من أجل القيام بردات أفعال عنيفة ومتنوعة، أو التربص (شرّا) بالآخرين.

إنه البروفيسور "غيرهارد روث"، الذي قدّم دليلاً يؤكد صحة ما عثر عليه بقوله، أنه عرض شرائط فيديو تتضمن لقطات عن أعمال عنف وحشية على مرتكبـي جرائم متنوعة، من قتلة وسفاحين ومغتصبين وسارقين وغيرهم، ثم قام بقياس نشاط أدمغتهم، ولاحظ دائماً أن كل أقسامها كانت تتفاعل مع ما تراه العين، "إلا منطقة محددة بقيت بلا أي ردة فعل"، ممّا يعني أنها كانت مرتاحة تماما لما كان يجري.

الصفحات