أنت هنا

قراءة كتاب إطلق قمرنا يا حوت

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إطلق قمرنا يا حوت

إطلق قمرنا يا حوت

كتاب " إطلق قمرنا يا حوت " ، تأليف يوسف غيشان ، والذي صدر عن منشورات ضفاف ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر:
الصفحة رقم: 4

جمهور الدكتور "أوز"!

الموضوع برمّته مكشوف تماماً، لكنّنا لا نفكّر فيه لحظة حصوله، ولا نتذكر أصلاً من أدخل هذه الموضة في نسيجنا النفسيّ.. لعلّهم الساخرون الأوائل في ما يسمّونه حاليّاً (الستاند أب كوميديان)، وهو الكائن الذي يقف أمام الجمهور، ويشرع في الثرثرة بقصد الإضحاك.

لعلّ أحد الشاطرين من قليلي الموهبة، في زمان عتيق، لم يعتمد تماماً على ضحكات الجمهور، بل استأجر عدة أشخاص، ودسّهم بين المستمعين، بقصد أن يضحكوا بعنف بعد كلّ نكتة أو قفشة يقولها.. والهدف طبعاً هو نقل عدوى الضحك إلى الجمهور من أجل إنجاح العرض قسراً.

انتقلت هذه الطريقة إلى البرامج الدعائيّة التي تروج للمنتوجات التجارية، ونجح الدكتور (أوز) في نقلها إلى البرامج الطبيّة، وصرت تسمع صرخات الإعجاب المشتراة، عند الترويج لمادة طبية، وخصوصا تلك المواد الخاصة بعمليات التنحيف، حيث تربح الشركات الملايين عندما تشتري أنت هذه المادة لمرّة واحدة على الأقل.. طبعاً انتقلت هذه العدوى إلى معظم البرامج الترويجيّة، لجميع أنواع السلع.

أشعر بالإكتئاب إذا اضطررت لمشاهدة هكذا كائنات تضحك وتندهش وتطلق صوتيات الإعجاب على كبسة زرّ، لمجرّد الحصول على قروش قليلة.. إنّها تمثيليّات من نوع صناعيّ، حيث البطل هو المروّج والبقيّة جميعهم كومبارس من الدرجة العاشرة والنصف.

هؤلاء المتكسبون الصغار لا يدركون كم أنهم يلحقون أذىً بالناس، حينما يقنعونهم بشراء منتجات لا تستحق أيّ ذرّة من الإعجاب، لكنّ الناس يثقون بالصوت والصورة الخارجة من الشاشة الفضيّة.. وقد تكون بعض هذه المواد ضارّة، يعني أن الشباب يشتغلون كقتلة ماجورين مقابل دراهم إسخريوطية.

لكن ضرّر هؤلاء يصير مجرّد لعب أطفال إذا ما قارناه بزملائهم الذين يعملون في حقل ترويج الأفكار العفنة، بذات الطريقة تماماً.. وهذا ما يجيده السياسيون العرب في كل مكان، حيث ابتكروا مجموعات- متناقضة ومتصارعة أحياناً- من المطبّلين والمزمّرين والمتأوهين إعجاباً بما يقوله أصحاب السياسة، ممّا يبني حول السياسي العربـي هالة وهميّة من الهيبة والرهبة المزيفة.

هؤلاء موجودون في كلّ مكان في العالم العربـي، تحديداً حول الحاكم العربـي المناوب وزمرته، وأجورهم- بالتأكيد- أعلى بكثير من أجور جمهور الدكتور أوز، لأنّ المسؤول العربـي يدفع هذه الأجور من جيب المواطن العربـي مباشرة، وبالتالي فهو يغرف ما يريد ويدفع بالقنطار.

عزيزى القاريء.. تلفّت حولك وسوف تراهم في كلّ مكان.. سيماهم في وجوههم، التي تنقّط انتهازية ونذالة.. وذلاًّ مجلتنا (من جلاتين) بالإعتزاز الزائف بالنفس!!

الصفحات