أنت هنا

قراءة كتاب إطلق قمرنا يا حوت

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إطلق قمرنا يا حوت

إطلق قمرنا يا حوت

كتاب " إطلق قمرنا يا حوت " ، تأليف يوسف غيشان ، والذي صدر عن منشورات ضفاف ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر:
الصفحة رقم: 6

كان فرج يحمل صندوقه المثلث الأقفال معه في كل مناسبة ويرفض أن يجلس على المفارش، بل كان يجلس مرتاحاً ومبتهجاً على صندوقه، وكان الناس يراقبونه بإعجاب شديد، بانتظار أن يفرج فرج عن المفاتيج وتنفتح بوابة الثراء أمامهم.

بعد أن قامت كامل القرية بواجباتها تجاه فرج، انتظروا حفل الافتتاح، لكن فرجاً لم يكن بالوارد، بل كان يجلس مرتاحاً على صندوقه الخشبـي الممهور بالأقفال الثلاثة.. وقد حاول والده وأخوته إقناعه بفتح الصندوق، فقد أكلت الناس وجوههم، لكنه رفض بكلّ إباء وسؤدد.

وبدون أيّ تنسيق، وبعد أن طفحت الكيل، وبينما الناس يجلسون في بيت والد فرج يتسامرون بالحديث حول أحوالهم السيئة وضيق ذات اليد عند الجميع، كان فرج يجلس معهم فوق صندوقه بكل فرح وسعادة.. بدون أي تنسيق، كما قلنا، هجم أولاً والد فرج على الصندوق، وتبعه إخوة فرج وأبناء عمّه، ثم أهالي القرية، حاول فرج المقاومة، لكنه لم يستطع شيئاً أمام هذا الشلّال البشري الجائع.

وقف فرج بعيداً، بينما قام الشلال البشري يكسر الأقفال، وفتح الصندوق عنوة.. نظر الجميع إلى داخل الصندوق فعرفوا سر الخشخشة والطرطقة.. كان في الصندوق عدة قصارة (مالج، مسطرين، متر، ميزان، خيط).

نظروا إلى حيث يقف فرج، نادوه إليهم، جاء مدندلاً رأسه، وقال لهم، أنّ الحياة كانت صعبة عليه في بلاد الغربة، ولم يستطع أن يجمع قرشاً واحداً، لكنه تعلم القصارة وصار ماهراً فيها.

وهكذا قضى فرج بقية العام وهو يقصر أبيار (جمع بئر) أهل القرية وبيوتهم مجاناً، بانتظار عام جديد أكثر خيراً، وذلك بدل المناسف واللحوم الحمراء والبيضاء التي أكلها هنيئاً مريئاً.

الصفحات