أنت هنا

قراءة كتاب عقيلات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عقيلات

عقيلات

 كتاب "عقيلات " ، تأليف نادية يحيى الكوكباني ، والذي صدر عن دار الحوار للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4

(1)

العاشرة مساءً، الوقت متأخر. أعلم ذلك جيداً. بدأت صنعاء تغط في سباتها العميق، وتفقد أي دلائل للحياة! صنعاء المدينة التي يتحول ليلها "مسلخاً لأرواحنا" ويا له من مسلخ، كأنها تلتذ بسلب كل ما أعطته في نهارها من شمسها الدافئة ومن ضجيجها الساذج ومن رفقة ناسها الرائعين.

عندما فتحت لي "جود" باب منزلها لم يظهر على وجهها أي علامات استغراب أو اندهاش من مجيئي في تلك الساعة من الليل، كأنها كانت في انتظاري! أو تتوقع قدومي على أقل تقدير. ألقيت بنفسي بين ذراعيها وأجهشت بالبكاء. انتحبت وأنا أشعر بدفء تربيتها على ظهري. لم تسألني عن شيء. أوصدت الباب، بهدوء سرنا معاً باتجاه صالة الاستقبال. أجلستني على أقرب كرسي وغابت عني. عادت بعد دقائق ممسكة بطبق شوربة ساخن، أصرت على أن أتناوله ليخفف على الأقل ارتجاف جسدي الذي بدا لها هزيلاً على غير عادته!

وضعت يدها على فمي لتمنعني من الحديث وهي تقول:

كل ما تحتاجينه الآن هو الراحة، نامي وسنتحدث لاحقاً. سأجهز لك الغرفة، حتى لا تتحول صنعاء في هذه اللحظة إلى "مسلخٍ لأرواحنا" كما قال عنها شاعرك المفضل "فتحي أبو النصر"، القصيدة التي لا تنطفئ جذوة اشتعالها كما تقولين.

تكومت على نفسي في السرير الذي أعدته لي. حاولت أن أنام. لم يكن النوم سهلاً بعيداً عن سريري وعن رائحة أنفاسي المتجذرة في لحافي وعلى مخدتي، ورغم ذلك لم أعرف متى نمت.

الصفحات