كتاب " حسن البنا وتجربة الفن " ، تأليف عصام تليمة ، والذي صدر عن مكتبة وهبة للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب حسن البنا وتجربة الفن
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
حسن البنا وتجربة الفن
مكانة الفن في دعوة الإخوان
لم يقف حسن البنا من الفن مجرد المنظر أو مبدي الرأي الفقهي ، أو الداعي نظريا إلى تبني الفن ، دون الولوج إلى ذلك عمليا ، بل ربما سبق عنده الجانب التطبيقي الجانب التنظيري ، وليس معنى ذلك أنه لم يكن معنيا بذلك ، بل لم يكن معنيا بالوقوف كثيرا عند الإسهاب في التنظير ، ما دام قد اقتنع بشرعية فعل الشيء ، وهذا ما حدث مع البنا رحمه الله ، فقد جعل للفن مساحة ليست بالصغيرة في دعوة الإخوان المسلمين ، فأنشأ فرقة مسرحية ـ بل فرقا مسرحية ـ لعل أبرزها وأشهرها فرقة القاهرة ، كما أنشأ في معظم شُعَب الإخوان المسلمين فرقا مسرحية ، كشعبة السيدة عائشة والتي قدمت عددا من المسرحيات للناس ، منها ما هو تاريخي ، ومنها ما هو خلقي ، ومعظمها كان من اللون الفكاهي النظيف الراقي (2).
بل إن أول رسالة صدرت تهاجم الفن والتمثيل عند جماعة الإخوان المسلمين ، كانت بسبب مسرحية قامت بها شعبة دمنهور ، وقد نما إلى علم المؤلف ـ الشيخ أحمد الصديق الغماري ــ أن هذه الفرقة المسرحية في شعبة دمنهور ، قد قامت بتمثيل قصة (الذبيح إسماعيل عليه السلام) وأنهم جاؤوا على المسرح بكبش ، ومثلوا شخصية إسماعيل عليه السلام(3)، مما حدا بالمؤلف أن يهاجم هذا الموقف ، ويهاجم أن يكون في دعوة إسلامية فرقة مسرحية من الأساس ، اعتمادا على أن التمثيل يرتكز بالأساس على الكذب ، والكذب كبيرة من الكبائر ، لا يجوز للمسلم أن يتخذها سلوكا ولا مهنة ، حتى وإن كانت من باب الترفيه!
كما كان للأستاذ البنا نهج في جريدة (الإخوان المسلمون) اليومية ، لم أره في أي صحيفة إسلامية أخرى في مثل هذا الوقت ، ولا فيما بعد ، فقد كان يكتب في إحدى صفحات الجريدة اليومية برامج الإذاعة المصرية ، بداية بالقرآن الكريم ، ومرورا بأغاني عبد الوهاب وأم كلثوم ، وغيرهما ، وكان يضع تحت عنوان الباب قوله تعالى : وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (الإسراء:36) .