كتاب " حسن البنا وتجربة الفن " ، تأليف عصام تليمة ، والذي صدر عن مكتبة وهبة للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب حسن البنا وتجربة الفن
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
حسن البنا وتجربة الفن
أثر مسرح الإخوان
لقد أحدث مسرح الإخوان المسلمين ومسرحياته ردود أفعال متباينة في الوسط الثقافي والديني والفني ، ما بين مؤيد ومعارض ، المؤيد يرى أنها خطوة جيدة لنشر الدعوة والقيم الإسلامية والإنسانية ، وربط الناس بتاريخ أمتهم الغابر ، لينسموا عبره عبق تاريخهم المجيد ، وبين معارض من الصف الإسلامي أو العلماني !
أثر مسرح الإخوان في الحالة الدينية
أما عن أثر مسرح الإخوان في الحالة الدينية ، فقد أحدث حراكا دينيا ، فرأينا في الصف الإسلامي من يرى أن هذا الأمر خروجا عن المألوف في العمل الإسلامي ، إن لم يكن خروجا عن الشرع نفسه ، وهذا ما دعا عالما كالشيخ الغماري يكتب رسالته التي أشرت إليها من قبل (إزالة الالتباس عما وقع فيه كثير من الناس) فكتب يقول فيها :
جاءنى سؤال من أحد الأفاضل بدمنهور عن جماعة من المسلمين يمثلون غزوات الصحابة ، فيقومون بدور مشاهير الصحابة كعمر وخالد بن الوليد وغيرهم ، ويقوم البعض بدور الكفار كأبى جهل وأبى بن خلف وغيرهما ، ويمثلون أيضاً بعض قصص الأنبياء ، فقد مثلوا أخيراً قصة =الذبيح+ فقام أفراد منهم بتقليد سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل وسيدنا جبريل ، وألبسوا شخصا منهم فروة خروف ليقوم بدور كبش الفداء ، وسمع من المسرح صوت يأمر جبريل بإنزال الكبش على إبراهيم ! فهل مثل هذه الحفلات جائزة شرعا ، وإذا لم تكن جائزة فما حكم الذاهبين إليها والمتفرجين عليها ؟ نرجو بيان الحكم مفصلا ولكم الشكر .
فأجاب الشيخ الغمارى قائلاً :
فإن مما شاع في هذا العصر الذي قل خيره ، وكثر شره بدعة التمثيل التى جاءتنا من الغرب وطغت فيما طغى علينا من عاداته وتقاليده ، وأقبل الناس عليها بتلهف كبير ، شأنهم في كل ما هو غربى أفرنجى ، وهذا ناشئ من ضعف الإيمان وقلة الإيقان ، وقد كانت بدعة التمثيل منحصرة في دور الملاهى المخصصة لذلك ، فكان أمره ـ على قبحه ـ هينا يحاربه العلماء في جملة ما يحاربون من الملاهى والمخازى ولكن جماعة من المتحذلقين والمتفقهين ارتقوا بهذه البدعة عن وضعها الأصلى فأدخلوها في نطاق المسائل الدينية ، وسرعان ما انتشرت الفكرة في الجماعات الإسلامية ، فأنشئ في كل جماعة ما أسموه (فرق التمثيل الدينى) . وهذا غاية العجب ! فمتى كان التمثيل دينيا ؟ ومن ذا الذي جعله من الدين؟ ولكن غلبة الجهل والهوى تصير المنكر معروفا ، وتجعل البدعة سنة ، والقبيح حسنا وقد قال الشاعر :
يقضى على المرء في أيام محنتهحتى يرى حسنا ما ليس بالحسن
ولا محنة أشد من محنة الجهل بالدين والإقدام على استحسان الأمور بمجرد الرأى والهوى كما هو حاصل مشاهد ، نشطت فرق التمثيل الدينى في تمثيل الحوادث الإسلامية في عهود مختلفة : كعهد صلاح الدين الأيوبى وغيره حتى ارتقوا إلى عهد الصحابة ، فظهر علـى خشـبة المسـرح أشخـاص أبى بكر ، وعمر ، وبـلال ، وأبـى عبـيدة بـن الجـراح ، وخـالد ابن الوليد وغيرهم ، فتوقعنا ـ مشفقين ـ أن يتلو هذه الخطوة الجريئة الأنبياء عليهم السلام ، وسمعنا أن جماعة ألفت لتمثيل قصص الأنبياء الواردة في القرآن العظيم وظللنا بين مصدق ومكذب ، حتى حصل ما توقعـناه وصـح بعـض ما سمعنا : فقد قامت بدمنهور جماعة دينية تمثل قصة الذبيح إسماعيل عليه السلام ، ففي ليلة من ليالى الأسبوع المباركة وهى ليلة الجمعة تقربوا إلى الله ـ في زعمهم ـ بتمثيل القصة المذكورة ، وقام أشخاص منهم بتقليد شخص إبراهيم وإسماعيل وجبريل عليهم الصلاة والسلام ـ وألبسوا شخصاً فروة خروف ليقوم بدور كبش الفداء ، وهكذا تمت المهزلة بهذا اللون من السخرية والاستهزاء ، فبربك قل لى أى مسلم يرضى بهذا الفعل الشنيع وهل بلغ الاستهتار بأنبياء الله ورسله ، وأمناء وحيه أن نقدم أشخاصهم على خشبة المسرح كما تقدم شخصية كليوباترا وأنطونيو ، سبحانك هذا بهتان عظيم .
ألا فليعلم أولئك الجماعة المستهترين أنهم أخطئوا خطأ فاحشاً، بل أجرموا إجراماً كبيراً وشجعوا الأجانب على تمثيل الأنبياء وإظهارهم في أوضاع مزرية تتفق وأغراضهم الخبيثة التبشيرية ؛ من غير أن يستطيع أحد الإنكار عليهم ، لأنهم يحتجون بأن الجماعات الدينية تفعل مثل ذلك ، وتالله إنه لموقف مخز غاية الإخزاء ، نعوذ بالله من البلاء(16).
رد الشيخ أحمد الشرباصي على كتاب الغماري
وقد كتب الشيخ أحمد الشرباصي العالم الأزهري المعروف مقالا يرد على كتاب (إزالة الالتباس) تحت عنوان (الإسلام والتمثيل) فقال :
(وقع في يدي منذ أيام رسالة صغيرة في ست وثلاثين صفحة تسمى : (إزالة الالتباس عما أخطأ فيه كثير من الناس) وهي من تأليف المحدث الفاضل الشيخ عبد الله محمد الصديق الغماري ، وهو من خيرة الذين يعكفون على حديث رسول الله * ليحفظوه ويرددوه ويتفهموه ، وبيني وبينه مودة وصداقة ، ولكن هذه الأخوة لن تمنعني من إبداء بعض الملاحظات على هذه الرسالة ، إذ إن هذه الملاحظات تتصل بالعقيدة ، وتتعلق بحكم الإسلام في بعض الأمور .
لقد رفع إلى الشيخ الغماري سؤال من أحد المسلمين بدمنهور ، يسأله فيه عن حكم الشرع في تمثيل الأنبياء والملائكة والصحابة ، ويقص عليه ما كان من أمر جماعة من المسلمين ، وقد فهمت من المقام والكلام أنه يقصد (هيئة الإخوان المسلمين) بهذا التعبير ، حين مثلوا في (عيد الهجرة) قصة (الذبيح) فقاموا بتقليد سيدنا إبراهيم وإسماعيل وجبريل وكبش الفداء إلخ ..
وأنا أسارع بموافقة الأستاذ المفتي على أنه لا يجمل بالمسلمين أن يمثلوا أشخاص الأنبياء على المسرح ، أو فوق الشاشة البيضاء (السينما) وذلك لأن هؤلاء الأنبياء والمرسلين قوم معصومون يتعالون عن مستوى البشرية وإن كانوا منها ، ويمتازون عن عامة الناس وإن كانوا من طينتهم ، ولأننا حينما نبيح لأنفسنا تمثيل هؤلاء الأنبياء على خشبة المسرح ـ أو في الخيالة ـ نفتح بابا يظل يتسع معه خرق لا يرتق أبدا ، ونمهد السبيل أمام الأعداء الألداء للإسلام والمسلمين ، بأن يصوروا الأنبياء كما شاءوا ، بل ربما اجترأ بعض المسلمين من المتحللين على أن يضع قصة يصور فيها الرسول ولا يلتزم في عبارتها أو حوادثها جانب الصدق ، وحق التاريخ .
أما إذا انتقل الأمر من تمثيل الأنبياء إلى تمثيل عظماء الإسلام وأبطال التاريخ فقد هان الخطب ، وسهل الطريق ، ووجب علينا حينئذ أن نسير بقدر ، وأن نحتاط للأمر ، وأن نتخذ الأسباب التي تجعلنا صادقين فيما نقول ونصور ، ونجعله كلون من ألوان التأثير والشرح والإيضاح لتعاليم الإسلام ، وتاريخ أبطال الإسلام .
هذا ما يتضح لي في هذا المقام فإن يكن حقا وصوابا فمن الله ، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان ، من يهد الله فهو المهتد ، ويمن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا .
ولكن . . ما بال شيخنا الغماري يستطرد في الحديث استطرادا يخرج عن الموضوع في بعض الأحيان ؟ ولماذا يعلنها ثورة في غير ميدان؟ وما هذه الأسباب الكثيرة والعيوب العديدة التي ألصقها بالتمثيل حتى ولو كان صالحا كريما ؟ ! يقول الشيخ عن التمثيل : (إنه بدعة مستحدثه) . وأنا أعترف معه بأنه بدعة ، ولكن ما كل بدعة بمكروهة ، فهناك من البدع والمستحدثات ما لم يكن في عهد الرسول ، ومع ذلك دعت إليه الحاجة ، أو اقتضاه أسلوب العصر ، فحمد المسلمون هذا اللون ، ولم يروا بأسا أن يوجد بينهم ، ما دام يؤدي إلى منفعة ، أو يخفف من بلوى !
ويقول الشيخ : (إن التمثيل لهو كالسينما وغيرها ، وكل لهو باطل يحرم الاشتغال به) .. . ومن الذي قال أيها الشيخ المفضال : إن عرض التاريخ الإسلامي ، وتصوير بطولات المجاهدين من المسلمين ، وعرض المواقف النبيلة الرائعة التي تهز المشاعر ، وتنبه القلوب ، وتدفع النفوس إلى التضحية ومكارم الأخلاق ، لهو كالسينما وغيرها ؟ وكيف يستوي عندك رواية خليعة ، تصور غرائز خبيثة ، ونزعات فاسدة ، وغراما مكشوفـا ، وروايـة تاريخيـة تصـور مجـدا ، أو تذكر بماض عزيز .
في ظني أن قطعة تمثيلية شريفة تصور موقفا من مواقف المسلمين ، أو تعرض حياة بطل من أبطالهم ، أو تصور معركة من معاركهم ، أو تشرح مبدأ من مبادئهم ، وتكون جيدة العرض والتمثيل ، خير من كثير من هذه الخطب العتيقة البالية ، فإنها تستعين في تأثيرها بأسباب كثيرة تكون أفضل بكثير من حديث مملول معاد!!
ويقول الشيخ : (إن التمثيل مبني على الكذب) . . ولست أدري كيف يقول شيخنا هذا ، وهو يعرف أن الممثلين والذين يشاهدون التمثيل يعرفون أن القطعة التمثيلية التاريخية الصادقة لا يراد بها الكذب أو الافتراء ، بل يراد بها تصوير الموقف كما كان ، وإعادته حسب حدوثه لأول مرة ، فذلك أشبه بخطيب وقف ليتلو على الناس خطبة حجة الوداع فيقول كما كان الرسول * يقول ، ويردد الألفاظ التي رددها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ، فهل معنى هذا أن الخطيب قد كذب على رسول الله ، لأن الرسول قالها في الماضي ، والخطيب يقولها في الحاضر ، ولأن الرسول قد قالها فوق عـرفــات ، والخـطيـب يقـولـهـا فــوق منـبر فـي القـاهـرة أو الخرطوم ؟ !
إنما يكون التمثيل كذبا أيها الشيخ المفضال حينما يفتر مؤلف المسرحية أو ممثلها الشخصية الممثلة شيئا لم يكن ، ونحن قد تواصينا على أن نصون أمثال هذه القصص من كل تَزَيُّد أو تحريف ، فأين الكذب إذن؟!
ويقول الشيخ الفاضل : (واحتجاج أصحاب التمثيل بأنهم يقصـدون إظهـار عظمـة الإسـلام ومجـد المسلمـين الأولـين لا ينفع شيئا ، أما أولا فإن عظمة الإسلام تظهر بنشر محاسنه وتعاليمه ، ووضع المؤلفات النافعة فيه) . . وهل هذا كلام يقال؟ لو كانت عظمة الإسلام ومحاسنه تنشر ، وتعاليم تذيع بالكتب وحدها ، لما كنا في حاجة إلى المعاهد والمعابد والمساجد والجامعات والرابطات والهيئات والأندية ، ولما كنا في حاجة إلى المدرسين والخطباء والوعاظ والمرشدين والمحاضرين والمحدثين ، ولما كنا في حاجة إلى وسائل الإذاعة والنشر كالمذياع والبرق . . وكنا نكتفي بأن نضع في كل أمة مجموعة من الكتب الإسلامية وهي كفيلة بأن تظهر عظمة الإسلام ، وأن تنشر محاسنه ، وأن تذيع تعاليمه ، بل وأن تحمل الناس ـ رغبة أو رهبة ـ على حكم الإسلام !
نحن لا ننكر فضل الكتب والمؤلفات ، ولكنا نؤمن بأنها وحدها لا تكفي ، وقد تشتري كتابا ينطوي على قصة بطل من أبطال الإسلام ، وتعاف أن تقرأه ، ولو قرأته لما استفدت منه كثيرا ، ثم تشهد مسرحية تعرض ما في هذا الكتاب من فصول وحوادث ، فإذا أنت تعجب وتطرب ، وتتأثر كثيرا مما شاهدت وسمعت ، أضعاف ما قرأت ، لأن هناك عوامل كثيرة غير الألفاظ قد تعاونت على التأثير وتحريك العواطف .
ويقول الشيخ : إن أكثر الذين يشهدون هذه المسرحيات ، يقصد التسلية لا غير ، وهذا بعيد عن الواقع ، لأن الأكثرية العاقلة المتبصرة التي تشهد هذه المسرحيات من أعضاء الجمعيات الإسلامية والعربية تشهدها لتستفيد في عقلها وعاطفتها وأخلاقها ومشاعرها .
ولنفرض جدلا أن الأكثرية تقصدها للتسلية ، فماذا يترتب على ذلك من المحظورات؟! وما المانع أن يقضي المرء ساعة من يومه في تسلية بريئة طاهرة إن لم ينتج عنها خير فلن ينتج منها شر؟ ما المانع من أن يُرَوِّح الإنسان عن نفسه وقد ورد أن القلوب تحتاج إلى الترويح كما تحتاج الأجسام إلى الراحة ، فإذا ملت هذه القلوب عميت ، ألا يكون هذا خيرا من التسلية الفاسدة الضارة التي يعمد إليها الأكثرون بين المقاهي والملاهي ودور الفجور؟!
ويقول الشيخ الفاضل : (إن التمثيل ينافي أغراض الأبطال السابقين من المسلمين الذين تمثل مواقفهم ، ولأنهم كانوا يخلصون العمل لله لا يريدون غيره ، فإظهارهم على خشبة المسرح ينافي غرضهم) . . وأنا أعجب من هذا الاحتجاج . . لا شك في أن السلف الصالح كانوا يخلصون نياتهم وأعمالهم لله ، ولكن لماذا ينافي التمثيل غرضهم؟ إننا لا نعرض مواقفهم لتضيف إليهم مجدا ، أو نردد لهم حمدا ، بل نقصد ما هو أهم من ذلك ، وهو أن نعتبر بهم ، ونهتدي بهديهم ، وننسج على منوالهم ، فنفوز كما فازوا ، ونعود سادة للعالمين!
ثم يقارن الشيخ بين التمثيل الإسلامي النبيل القصد ، الشريف الغرض ، الصادق القول ، وبين إقامة التماثيل في مياديـن القاهـرة والإسكندريـة ، ويجعلهـا سـواء ، بلا فـارق أو تمييز . . وهذا شيء لا نسلم به ، فهناك فارق كبير بين التمثيل الصادق ، وبين إقامة التماثيل ، أما التمثيل فله فوائده ومنافعه وذكرنا بعضها سابقا ، وأما التماثيل فخطرها كبير إذ يخشى أن يسرف الجمهور الساذج في إحاطتها بألوان من الإجلال والتعظيم أو يكثر من الطواف بها؛ فتصبح كالأصنام والأوثان .
ويقول الشيخ : إن التمثيل يستدعي وجود نساء كما في قصة إسلام عمر ، وهذا الاعتراض يمكن دفعه بأن يحرص المؤلف على أن يختار المواقف والحوادث التي لا تحتاج إلى ظهور امرأة على المسرح ، ولن أنسى بهذه المناسبة أن أثني الثناء المستطاب على الشاعر الكبير ، والمؤلف المسرحي الإسلامي الموفق الأستاذ علي أحمد باكثير ، إذ استطاع بفنه وقدرته أن يصوغ هذه المسرحيات الجميلة التي تزدان بها صحيفة (الإخوان المسلمون) كل يوم سبت من كل أسبوع!
ويقول الشيخ : (إن التمثيل يستدعي تغيير الشكل واللون واستعمال شعر مستعار وغير ذلك ، مما نهى عنه الشرع ولعن فاعله) . . وأظن أن الشرع لم يلعن هذا اللون من التغيير المؤقت ، وإنما لعن الذي يحاول أن يغير خلـق الله ، أو يستر هيئته على الدوام ، أما أن يغير الشخص بعض هيئته ليصور الشخصية التاريخية فذلك شيء ليس به من بأس .
أما بعد : فقد علقت على هذه الآراء بإيجاز يتطلبه العصر والمكان ، ولو شئت لأطلت وأطلت ، وأغلب ظني أن فضيلة الأستاذ سيراجع ما كتب على ضوء هذه الملاحظات التي أضعها بحسن نية ، وشريف مقصد ، والله أسأل أن يوفق خاصة المسلمين وعامتهم لما فيه الخير في الدين والدنيا!)(17).