كتاب " حسن البنا وتجربة الفن " ، تأليف عصام تليمة ، والذي صدر عن مكتبة وهبة للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب حسن البنا وتجربة الفن
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

حسن البنا وتجربة الفن
ثر مسرح الإخوان في الحالة الثقافية
كما كان لمسرح الإخوان أثر في الحالة الثقافية فأحدث نوعا من الحراك الثقافي، من حيث نقاش الكُتَّاب حول مسرح الإخوان ، وقيمته الأدبية والثقافية، ما بين مؤيد ومعارض، وإذا صادف مسرح الإخوان هجوما من أهل التدين الإسلامي ، وهو أمر وارد ، فهو مستحدث على الساحة الإسلامية ، ولكن العجيب أن الجانب العلماني لم يقف أمام تجربة الإخوان المسرحية موقف الدارس ، أو المحلل ، ليشجع أمرا كهذا يدل على انفتاح الجماعة ، بل رأينا من يعارض هذه الخطوة عند الإخوان المسلمين ، لأنه بداية يرى الإخوان جماعة رجعية ، تتستر بثوب الدين ، لنشر أفكارها المتشددة .
سلامة موسى يهاجم مسرح الإخوان
ومن هؤلاء الذين هاجموا مسرح الإخوان : سلامة موسى ، فقد كتب مقالا بعنوان : (التهتك في التعصب) ، قال فيه :
وجماعة الإخوان المسلمين من الجماعات الرجعية ، ونعني بكلمة رجعية أنها تريد أن ترجعنا إلى الحكم الذي كان يسود الأمم الإسلامية قبل 1300 سنة ، وهي بالطبع حرة في هذا الطلب ، ولكننا نحن الأقباط أيضا أحرار في أن نطلب قوانين عصرية ، قوانين أوربا المتمدنة المسيحية ، لأننا مسيحيون ولسنا مسلمين
وتقرأ في برنامج الإذاعة هذا اليوم : أنه في الساعة 9.50 تمثيلية (المعز لدين الله الفاطمي) يقدمها الإخوان المسلمون من دار الأوبرا الملكية .
فنحن إزاء اتجاه حكومي معين يخالف ما كان يجري سنة 1942 حين عمد مصطفى النحاس باشا إلى إقفال مكاتب هؤلاء الإخوان ، لأنه رأى أنهم في تعصبهم سيمزقون الوحدة الوطنية . وهي وحدة حرص عليها كثيرا زعيم الوفد المصري ، ولكن للأسف العظيم لا يحرص عليها غيره من الساسة المتزعمين .
إن القلم يرتجف في يدي للغيظ من هذه الفضيحة ، ولعنة الله على وطن يجيز مثل هذا التهتك في الشعب .
جرائد يومية ، ومسرحيات تلقى وتذاع ، ومواكب تسب فيها الأقباط ، وماذا بعد هذا أيها المناكيد ، يا من ترضون أن تعيشوا في القرن العشرين .
إني أتهم الحكومة المصرية بأنها مالأت الرجعيين المتعصبين ، وكافحت العصريين المتسامحين ، حتى وصلنا إلى هذه الحال الشنيعة التي لا يطيقها قبطي كريم ، ولا حر أَبي( (18
مسيحي منصف يرد على سلامة موسى
وقد رد عليه كاتب مسيحي آخر ، يرد عليه غلوائه وتطرفه في الرأي ، ويبين أنه عاشر الإخوان ولا رجعية فيهم ، وأنهم لم يسبوا الأقبـاط كمـا ادعـى ، فيقـول : (أما المقال فلا أجد ما أرد عليه ، إلا زفة المسلمين في الشوارع لهذا الذي اعتنق الدين الإسلامي ، فليسمح لي الأستاذ سلامة موسى أن أقول له بكل صراحة : إن هذا المثال لا يقصد به خدمة الطائفة القبطية مطلقا ، بل إنه يخدم به الاستعمار!!
نرى الكثيرين يعتنقون الدين الإسلامي ولكنا لما نر شخصا له كرامة اعتنق الدين الإسلامي ورضي أن يزفه الناس ، بل الذي يحصل عادة أن يشهر إسلامه في بلد آخر احتراما لشعور الناس ، وإني مستعد أن أقدم عشرات النماذج على ذلك ، وليس هناك مسلم محترم يتخذ من إسلام أحد الناس وسيلة للتشهير بأديان مواطنيه .
وأما بخصوص جماعة الإخوان المسلمين ، فإني أعترف بأنهم أشرف الجماعات مقصدا ، وأنبلهم خلقا ، ولن أقدم دليلا إذ إن شعبتهم يجاورها المسيحيون من كل جانب ، ومع ذلك لم نر منهم إلا كل أدب وتقدير لإخوانهم المسيحيين ، وإن شعبتهم بالصيادين بالزقازيق تجاور الكنيسة ولا ينظرون إليها إلا بكل إكبار واحترام .
وإني أيها الأستاذ سلامة موسى بحكم صلتي بعائلتك وتقديري لمواهبك أطلب إليك باسم إخواني المسيحيين : أن تفيدنا بعلمك الغزير ، وأن توجه جهودك للناحية الثقافية ، فهذا خير وأجدى ، وختاما : أسأل الله جلت قدرته أن يلهمنا جميعا التوفيق والسداد).
الزقازيق توفيق غالي
تاجر وقومسونجي مورد المدارس(19)