أنت هنا

قراءة كتاب حسن البنا وتجربة الفن

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حسن البنا وتجربة الفن

حسن البنا وتجربة الفن

كتاب " حسن البنا وتجربة الفن " ، تأليف عصام تليمة ، والذي صدر عن مكتبة وهبة للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 7

ثر مسرح الإخوان في الحالة الثقافية

كما كان لمسرح الإخوان أثر في الحالة الثقافية فأحدث نوعا من الحراك الثقافي، من حيث نقاش الكُتَّاب حول مسرح الإخوان ، وقيمته الأدبية والثقافية، ما بين مؤيد ومعارض، وإذا صادف مسرح الإخوان هجوما من أهل التدين الإسلامي ، وهو أمر وارد ، فهو مستحدث على الساحة الإسلامية ، ولكن العجيب أن الجانب العلماني لم يقف أمام تجربة الإخوان المسرحية موقف الدارس ، أو المحلل ، ليشجع أمرا كهذا يدل على انفتاح الجماعة ، بل رأينا من يعارض هذه الخطوة عند الإخوان المسلمين ، لأنه بداية يرى الإخوان جماعة رجعية ، تتستر بثوب الدين ، لنشر أفكارها المتشددة .

سلامة موسى يهاجم مسرح الإخوان

ومن هؤلاء الذين هاجموا مسرح الإخوان : سلامة موسى ، فقد كتب مقالا بعنوان : (التهتك في التعصب) ، قال فيه :

وجماعة الإخوان المسلمين من الجماعات الرجعية ، ونعني بكلمة رجعية أنها تريد أن ترجعنا إلى الحكم الذي كان يسود الأمم الإسلامية قبل 1300 سنة ، وهي بالطبع حرة في هذا الطلب ، ولكننا نحن الأقباط أيضا أحرار في أن نطلب قوانين عصرية ، قوانين أوربا المتمدنة المسيحية ، لأننا مسيحيون ولسنا مسلمين

وتقرأ في برنامج الإذاعة هذا اليوم : أنه في الساعة 9.50 تمثيلية (المعز لدين الله الفاطمي) يقدمها الإخوان المسلمون من دار الأوبرا الملكية .

فنحن إزاء اتجاه حكومي معين يخالف ما كان يجري سنة 1942 حين عمد مصطفى النحاس باشا إلى إقفال مكاتب هؤلاء الإخوان ، لأنه رأى أنهم في تعصبهم سيمزقون الوحدة الوطنية . وهي وحدة حرص عليها كثيرا زعيم الوفد المصري ، ولكن للأسف العظيم لا يحرص عليها غيره من الساسة المتزعمين .

إن القلم يرتجف في يدي للغيظ من هذه الفضيحة ، ولعنة الله على وطن يجيز مثل هذا التهتك في الشعب .

جرائد يومية ، ومسرحيات تلقى وتذاع ، ومواكب تسب فيها الأقباط ، وماذا بعد هذا أيها المناكيد ، يا من ترضون أن تعيشوا في القرن العشرين .

إني أتهم الحكومة المصرية بأنها مالأت الرجعيين المتعصبين ، وكافحت العصريين المتسامحين ، حتى وصلنا إلى هذه الحال الشنيعة التي لا يطيقها قبطي كريم ، ولا حر أَبي( (18

مسيحي منصف يرد على سلامة موسى

وقد رد عليه كاتب مسيحي آخر ، يرد عليه غلوائه وتطرفه في الرأي ، ويبين أنه عاشر الإخوان ولا رجعية فيهم ، وأنهم لم يسبوا الأقبـاط كمـا ادعـى ، فيقـول : (أما المقال فلا أجد ما أرد عليه ، إلا زفة المسلمين في الشوارع لهذا الذي اعتنق الدين الإسلامي ، فليسمح لي الأستاذ سلامة موسى أن أقول له بكل صراحة : إن هذا المثال لا يقصد به خدمة الطائفة القبطية مطلقا ، بل إنه يخدم به الاستعمار!!

نرى الكثيرين يعتنقون الدين الإسلامي ولكنا لما نر شخصا له كرامة اعتنق الدين الإسلامي ورضي أن يزفه الناس ، بل الذي يحصل عادة أن يشهر إسلامه في بلد آخر احتراما لشعور الناس ، وإني مستعد أن أقدم عشرات النماذج على ذلك ، وليس هناك مسلم محترم يتخذ من إسلام أحد الناس وسيلة للتشهير بأديان مواطنيه .

وأما بخصوص جماعة الإخوان المسلمين ، فإني أعترف بأنهم أشرف الجماعات مقصدا ، وأنبلهم خلقا ، ولن أقدم دليلا إذ إن شعبتهم يجاورها المسيحيون من كل جانب ، ومع ذلك لم نر منهم إلا كل أدب وتقدير لإخوانهم المسيحيين ، وإن شعبتهم بالصيادين بالزقازيق تجاور الكنيسة ولا ينظرون إليها إلا بكل إكبار واحترام .

وإني أيها الأستاذ سلامة موسى بحكم صلتي بعائلتك وتقديري لمواهبك أطلب إليك باسم إخواني المسيحيين : أن تفيدنا بعلمك الغزير ، وأن توجه جهودك للناحية الثقافية ، فهذا خير وأجدى ، وختاما : أسأل الله جلت قدرته أن يلهمنا جميعا التوفيق والسداد).

الزقازيق توفيق غالي

تاجر وقومسونجي مورد المدارس(19)

الصفحات