كتاب " بوبال " ، تأليف د. محمد موسى بابا عمي ، والذي صدر عن دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب بوبال
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
بوبال
تقديم
في ثقافتنا..مافيا..!
د.أحمد خيري العمري
لعلي لا أذيع سراً إذا قلت إنَّ هناك "مافيا" تهيمن على الساحة الثقافية والإعلامية العربية - خاصة الأدبية منها..
إنها "مافيا" تتمثل في سيطرة جماعات أو شلل معينة، ومنذ الستينيات في القرن الماضي، على الصفحات الثقافية والندوات والأمسيات والمؤتمرات الثقافية، ومن ثم على الجوائز والألقاب التي تمنح لهذا الأديب أو ذاك، والذي يجب أن يكون جزءاً فاعلاً من هذه "المافيا" أو على الأقل قادراً على التعبير عن توجهاتها..(توجهات ليبرالية غالباً، وهي توجهات صار يتبناها اليوم حتى فلول اليسار الذي كان مسيطراً على "المافيا" كلية فيما سبق).. وهي، بسبب قدرتها على التلون والضبابية، تكوِّن امتدادات داخل وزارات الثقافة العربية، وتكرم ضمناً أحياناً بعض المرضي عنهم من قبل هذه الحكومات، حتى لو لم يتوافقوا مع اتجاهات "المافيا"، فقط لتمرير أسماء أخرى شديدة القرب من هذه "المافيا" دون أن يشترط في ذلك موهبة كبيرة بالضرورة... وليس سراً أنَّ بعض الأسماء الشعرية التي كرِّست وتمَّ تحويلها إلى رموز وطنية وأدبية لا يمكن المساس بها، هي أسماء اعتمدت على نتاجها الأول المتميز لغة وفكراً، في حين كان نتاجها اللاحق أقلَّ تميزاً بكثير.. ومع ذلك فإنَّها (طوّبت) بألقاب رنَّانة ومساحات نقدية كبيرة لم تفرغ لأي أحد من قبل، ولم يفرغ عشرها لأصحاب مواهب كبيرة، لكنهم امتلكوا اتجاهات مغايرة، كل ذلك بفعل سطوة هذه "المافيا" وقوتها..
هذه "المافيا" امتدَّ تأثيرها إلى جمهور القراء كما هو متوقع بطبيعة الحال، وتعرَّض الجميع إلى ما يشبه غسيل الدماغ الذي خلق نوعاً من التوجه الليبرالي الذي يسمح للتوجهات الليبرالية أن تعبِّر عن نفسها بكل طريقة وبأكثرها مباشرة ووضوحاً، دون أن تتهم بالمباشرة وبخرق القواعد والمواصفات الأدبية، في حين أننا سنجد هذه التهم جاهزة لتوجه إذا ما عبرت هذه الرواية عن توجهات أخرى غير ليبرالية، وبالذات إذا كانت هذه التوجهات إسلامية..