كتاب " قضايا التربية ومشكلات التعليم المعاصر في الدول النامية " ، تأليف مصطفى الصوفي ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب قضايا التربية ومشكلات التعليم المعاصر في الدول النامية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
التربية المستدامةعملية موازية للحياة
جاءت التربية المستديمة ردّاً على احتكار المدرسة للعمل التربوي واعتبارها تسدّ حاجة المتعلم الثقافية والمعرفية والاجتماعية مدى الحياة, كما ظهرت أيضاً لمواجهة تحديّات العصر ومتغيراته الهائلة في مجال المكتشفات والمعارف والاتصالات والتقنية المتطورة, وتأثير كل هذا على حياة البشر وتغيّر مثلهم وقيمهم وسلوكهم, لذلك تهدف التربية المستديمة إلى احترام الشخصية الإنسانية, وحقها في الحياة الحرة الواعية والتعلّم واكتساب المهارات اللازمة لتطوير شخصية الفرد وقدراته على التكيف مع متطلبات العصر ومتغيراته, وإسهامه الفعّال والمبدع في التنمية الشاملة لمجتمعه .
فكرة التربية المستديمة من حيث المبدأ قديمة قدم حياة الإنسان على هذه الأرض, يمارسها في الحياة كما في المدرسة, فالإنسان يتعلم في هذه المدرسة من خلال انخراطه في الحياة اليومية واطلاعه على جوانب جديدة ومختلفة فيها, فيكتسب مزيداً من المعرفة والخبرة والقيم والسلوك.
يظهر هذا المبدأ في الفكر التربوي الإسلامي بوضوح في حضّ المسلمين على طلب العلم بشكل مستمر، أينما كانوا وأينما توجهوا, والآيات القرآنية والأحاديث النبوية كثيرة التي تحض على طلب العلم مدى الحياة منها قوله صلى الله عليه وسلّم " اطلبوا العلم ولو بالصين " والمبدأ الإسلامي يحضّ على: "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد "
أما الجديد في هذا المبدأ في عصرنا الحاضر هو سعي مفكري التربية والتعليم في جعل هذا المبدأ خاضعاً للتخطيط والتنظيم, لزيادة فاعليته وقدرته على مواكبة المتغيرات السريعة والهائلة في نهاية القرن العشرين الذي شهد زحمة المكتشفات العلمية، وتفجّر المعرفة والوسائل الاتصالية والتقنية .